عواصم - (وكالات): تزايدت الضغوط الأحد على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على خلفية إجراءات أمنية فرضت على مداخل الحرم القدسي وتسببت باندلاع أعمال عنف أسفرت عن استشهاد 5 فلسطينيين ومقتل 3 مستوطنين إسرائيليين في الأيام الأخيرة وسط مخاوف من تجدد الاضطرابات، فيما يواصل المسلمون أداء صلواتهم خارج الحرم القدسي احتجاجاً على إجراءات سلطات الاحتلال. ومن المقرر أن يعقد مجلس جامعة الدول العربية اجتماعاً طارئاً على المستوى الوزاري الأربعاء لمناقشة الأوضاع في القدس المحتلة.

وأشار مسؤولون إسرائيليون إلى إمكانية تغيير الإجراءات التي تم فرضها على مداخل الحرم القدسي بعدما أغضب الفلسطينيين وضع سلطات الاحتلال بوابات لكشف المعادن إثر هجوم نفذه 3 فلسطينيين من "عرب 48"، أدى إلى مقتل عنصري شرطة إسرائيليين، واستشهاد الفلسطينيين الثلاثة في وقت لاحق بنيران جيش الاحتلال.

ولاتزال بوابات الكشف عن المعادن في مكانها الأحد، لكن تم وضع كاميرات مراقبة قرب مدخل واحد على الأقل من مداخل الحرم القدسي في المدينة القديمة في القدس، في إشارة محتملة إلى أنها قد تشكل بديلاً لبوابات كشف المعادن.



وعقد نتنياهو اجتماعاً حكومياً صباح الأحد ويتوقع أن يلتقي أعضاء وزارة الأمن في وقت لاحق.

وقال في مستهل الاجتماع "منذ اندلاع الأحداث، أجريت سلسلة من التقييمات مع عناصر الأمن، بمن فيهم المتواجدون في الميدان".

وأضاف "تصلنا منهم صورة محدثة عن الوضع إضافة إلى توصيات بشأن الخطوات القادمة التي سنتخذ قراراتنا بناء عليها".

وأشار الجنرال يواف موردخاي، منسق شؤون حكومة الاحتلال، إلى إمكانية إحداث تغيير في الإجراءات.

وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأحد أن قرار تجميد الاتصالات مع إسرائيل الذي اتخذه إثر التطورات الأخيرة يشمل التنسيق الأمني الذي يعزى إليه منع توسع الاضطرابات في السنين الأخيرة.

واتخذت الأزمة صدى دولياً حيث ستجري محادثات مغلقة الإثنين في مجلس الأمن بشأن العنف المتصاعد بعدما دعت كل من مصر وفرنسا والسويد إلى اجتماع عاجل لبحث سبل وقف التصعيد في القدس.

أما الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط فاعتبر في تصريحات الأحد أن "القُدس خطٌ أحمر" متهماً إسرائيل بـ"اللعب بالنار" وإدخال المنطقة "منحنى بالغ الخطورة".

أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فقد اعتبر الإجراءات الأمنية التي اعتمدتها إسرائيل في الحرم القدسي إهانة للعالم الإسلامي.

من جهتها ناشدت اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط جميع الأطراف "ضبط النفس

إلى أقصى حد".

وأعلن البابا فرنسيس أنه يتابع الأحداث بقلق، وحض على الحوار والاعتدال.

وازدادت حدة التوتر خلال الأسبوع الماضي بشأن بوابات الكشف عن المعادن في الحرم القدسي حيث المسجد الأقصى وقبة الصخرة.

ويرى الفلسطينيون في بوابات كشف المعادن محاولة إسرائيلية لتشديد السيطرة على الموقع، حيث رفضوا دخول الحرم القدسي وأدوا الصلاة في الشوارع المحيطة.

ووصل الوضع إلى درجة الغليان خلال صلاة الجمعة، التي يستقطب المسجد الأقصى عادة الآلاف خلالها.

وخشية انطلاق تظاهرات، منعت إسرائيل الرجال الذين يبلغون من العمر أقل من 50 عاماً، من دخول المدينة القديمة للمشاركة في الصلاة.

إلا أن الاشتباكات وقعت بين قوات الأمن الإسرائيلية والفلسطينيين في محيط المدينة القديمة وباقي مناطق القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلة، ما تسبب باستشهاد 3 فلسطينيين.

وليل الجمعة، اقتحم فلسطيني منزلاً في إحدى مستوطنات الضفة الغربية حيث طعن 4 إسرائيليين، قتل 3 منهم.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن المهاجم البالغ من العمر 19 عاماً تحدث على موقع "فيسبوك" عن الحرم القدسي وعن الموت كشهيد.

ووقعت اشتباكات أخرى السبت حيث ألقى شبان فلسطينيون حجارة وقنابل حارقة فيما استخدم الجيش الإسرائيلي جرافة لإغلاق مدخل قرية في الضفة الغربية حيث منزل المهاجم تحضيراً لاحتمال هدمه.

وقال نتنياهو الأحد أن الهدم سيستمر "بأسرع ما يمكن".

واندلعت الاشتباكات كذلك في قرى فلسطينية في الضفة الغربية قرب القدس السبت، بحسب ما أفادت الشرطة الإسرائيلية.

واستشهد فلسطينيان خلال المواجهات.

وأعلنت قوات الأمن الإسرائيلية الأحد اعتقال 25 ناشطاً في حركة حماس التي تحكم قطاع غزة.