يوسف ألبي

تشهد الكرة الأوروبية تألق الكثير من لاعبي كرة القدم، الذين يسيطرون على عناوين الصحف العالمية حيث يتم تسليط الضوء عليهم عبر القنوات الفضائية، وإجراء اللقاءات معهم، وذلك نظير تألقهم مع أنديتهم ومنتخباتهم، وعلى الصعيد الآخر نجد أن هناك الكثير من اللاعبين الذين يظهرون بأداء ومهارات خيالية، دون أن يحصلوا على ردة الفعل المناسبة والمنتظرة لهم من قبل الصحافة والإعلام.

في الدوري الإنجليزي هناك نسبة كبيرة من اللاعبين الذين ظلمهم الإعلام، بداية بالدولي الصربي نيمانيا ماتيتش الذي يعتبر من أهم اللاعبين الحاليين مع البلوز، ويعد من أفضل لاعبي الوسط في البريميرليغ هذا الموسم، حيث يقوم بأدواره الدفاعية جيداً، ويساعد الخط الأمامي أيضاً في هجمات الفريق المرتدة، لذلك أعتمد عليه المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي كثيراً هذا الموسم، وهناك ضحية أخرى لابتعاد الإعلام عنه، وهذه المرة الإسباني ماركوس ألونسو الذي نجح في تقديم أداء رائع مع تشيلسي، حيث أصبح سلاحاً قوياً على الجهة اليسرى للبلوز، فقد ثبت أقدامه كلاعب أساسي في الفريق في فترة ليست بطويلة.



لاعب آخر في الدوري الإنجليزي كان فريسة لظلم الإعلام، وهو متوسط ميدان مانشستر يونايتد والجندي المجهول للفريق، وهو الأسباني أندري هيريرا على رغم ما يقدمه من مستويات رائعة وتألق واضح مع الشياطين الحمر، فقد نجح في مهامه بالقيام بأدوار دفاعية بشكل كبير في هذا الموسم، إلى جانب قدرته على خلق الفرص، وإعطاء المساحات للاعبي فريقه.

لاعب توتنهام الدنماركي كريستيان إريكسن هو أيضاً من اللاعبين المظلومين إعلامياً، رغم أنه يملك موهبة كروية وسيكون له شأن كبير في المستقبل، حيث تألق بشكل لافت مع النادي اللندني، إذ أنه يمتاز بالمراوغات الصعبة والتمريرات الحاسمة، بالإضافة إلى تحركاته المثمرة داخل المستطيل الأخضر.

في إسبانيا هناك الكثير من اللاعبين الذي تناساهم الإعلام، رغم عطائهم ومردودهم داخل الملعب، بداية بالألماني توني كروس موسيقار خط وسط نادي الملكي ومنتخب المانشافت، حيث إن أكثر ما يجيده دقته العالية في التمريرات، وتشير الإحصائيات إلى أن اللاعب الألماني حقق نسبة نجاح في التمرير بلغت 90% هذا الموسم، ما ساعد فريقه على تحقيق الألقاب. وهناك أيضاً الإسباني اليافع ألفارو موراتا المنتقل حديثاً من ريال مدريد إلى نادي تشلسي، والذي لم يعطى حقه إعلامياً رغم ما يملكه من مقومات وإمكانيات هائلة، ورغم أنه كان حبيساً لدكة البدلاء في أغلب الموسم مع النادي الملكي، ولكن حين يشارك بديلاً كان دائماً ماينجح في تسجيل الأهداف، كما يعد إيسكو من اللاعبين الذين لم يعطيهم الإعلام حقهم على الرغم من ما يقدمه من مستويات عالية حيث ساهم بشكل كبير في تتويج ريال مدريد بلقبي الليغا وأبطال أوروبا هذا الموسم.

وهناك لاعبين ذو جودة عالية مع نادي أتلتيكو مدريد مظلومون إعلامياً، وعلى رأسهم اللاعب الإسباني كوكي، فيكفي إشادة الأسطورة تشافي هرنانديز الذي يعد من أفضل اللاعبين في مركزه عبر التاريخ، عندما خرج متحدثاً عن خليفته في الملاعب، حيث وصف مواطنه كوكي بـاللاعب الاستثنائي، مضيفاً هو لاعب الحاضر والمستقبل لإسبانيا، ونرى أيضاً إلى أن المهاجم الفرنسي غريزمان المتألق مع اتلتيكو مدريد فعلى الرغم من ما يقدمه من مستويات مبهرة بالإضافة إلى سجله التهديفي الرائع مع ناديه ومنتخب بلاده إلا أن الأعلام دائما ما يجحف حقه.

في إيطاليا هناك أيضاً مجموعة من اللاعبين تجاهلهم الإعلام رغم تألقهم، ومنهم كيليني لاعب يوفنتوس، وبونوتشي المنتقل مؤخراً من السيدة العجوز إلى نادي إيسي ميلان، حيث يمتاز كلاهما بالقوة والصلابة، والروح العالية المعروفة لدى الطليان، حيث كانا سبباً رئيساً في تألق اليوفي خلال السنوات القليلة الماضية.

في نابولي هناك لاعبون أيضاً تجاهلهم الإعلام بشكل كبير، وهما النجم السلوفاكي هامسيك والبلجيكي درايس ميرتنز، حيث إن كلاهما يقدمان مستويات رفيعة سواء مع ناديهم الإيطالي أو منتخب بلادهم، ولكن دائماً ما يكون الإعلام بعيداً عن متناولهم.

في ألمانيا حين نريد أن نستذكر اللاعبون المظلومون إعلامياً، فلابد أن يكون في مقدمتهم نجم نادي بايرن ميونخ الإسباني تياغو ألكانتارا، حيث شبهه الكثيرون بالأسطورة الأسبانية تشابي هيرناديز لما يملكه من إمكانيات هائلة، بالإضافة إلى أدائه وفكره الراقي داخل أرضية الملعب.