كلما نقرأ أو نشاهد أو نستمع إلى سير النجوم الرياضيين البارزين وما تتضمنه هذه السير من برامج تدريبية وإرشادية وغذائية وانضباطية - يتخذ منها هؤلاء النجوم قاعدة صلبة للحفاظ على نجوميتهم – يبرز أمامنا سؤال محير..

أين نحن من ثقافة النجومية ؟!

لدينا الكثير من المواهب الرياضية التي تمتلك مقومات النجومية غير أنها و للأسف الشديد تفتقد إلى ثقافة النجومية التي يمتاز بها النجوم المرموقين عالمياً، فنجد أن اللاعب عندنا لا يهتم كثيراً بمواعيد النوم المبكر ولا يهتم كثيراً بنوع الغذاء الذي يتناوله ولا حتى بمواعيد التغذية بل إن كثيراً منهم لا يتدربون بالجدية الكافية ويتكاسلون عن التدريبات البدنية التي تعد من أهم عناصر تأسيس اللاعب!

حتى عندما يصل اللاعب إلى المنتخبات الوطنية وهي المرحلة الأعلى لطموح أي رياضي تجده يستمر في سلوكياته البعيدة عن مفهوم ثقافة النجومية فيظل يسهر حتى ساعات الفجر الأولى وينتظر مشرف الفريق ليوقظه من نومه العميق قبيل دقائق من التدريب المسائي فيحضر إلى الملعب متكاسلاً وأحياناً "يطنش" ويأتي بأعذار واهية!

لذلك نجد أن عمر النجومية في ملاعبنا قصير جداً في مقابل تزايد حالات الإصابة عند أغلب اللاعبين المصنفين في خانة النجوم!

الغريب أن نجوم الرياضة البحرينية في الماضي كانوا يتمتعون بقسط أوفر من الثقافة الرياضية عن نظرائهم الحاليين حيث كانوا أكثر جدية في التدريبات وأكثر انضباطاً والتزاماً بتعليمات ونصائح مدربيهم ولذلك كانوا أقوى بنية جسدية وأقل تعرضاً للإصابة وأطول عمراً في الملاعب..

اليوم ومع توافر الكثير من المميزات سواء في المنشآت الرياضية أو الحوافز المادية يستوجب على لاعبينا أن يلتفتوا إلى أهمية الالتزام والانضباط والجدية إذا ما أرادوا أن يصلوا إلى درجة النجومية التي تؤهلهم لتمثيل المنتخبات الوطنية و تتيح لهم فرص الاحتراف الخارجي..

كما يستوجب على الإداريين والفنيين عدم التهاون مع اللاعبين المقصرين أو المتقاعسين خصوصاً أولئك الذين يتمتعون بموهبة النجومية

ليس بالضرورة أن ينتظر اللاعب من يملي عليه بنود الثقافة الرياضية، بل عليه أن يكون حريصاً على تطوير نفسه بنفسه كما يفعل كثير من نجوم الرياضة العالمية الذين يستثمرون جل وقتهم في تطوير قدراتهم الفنية والبدنية حتى خارج أوقات التدريب الرسمية..

الرياضة لم تعد مجرد وسيلة للهو والتسلية بل أصبحت علم وثقافة ومصدر رزق وشهرة فهل نعي أهمية ثقافة النجومية ؟!