أشقاؤنا الكويتيون الأعزاء، هم أكثر شعب خليجي ذاق مرارة فقدان الوطن، عبر غزو غاشم من جار شقيق، هم أكثر من عانوا جراء سرقة بلادهم وأموالهم وتشتيت شمل أسرهم، ومازالت تلك الذكرى المؤلمة تأخذ حيزاً كبيراً من وجدان كل كويتي عايشها، وشارك في المقاومة الباسلة، بل وحتى انتقلت المرارة للأجيال التي أعقبتهم، ومنهم أبناء وبنات الشهداء، الذين بعضهم ولدوا وإما آباؤهم في الأسر أو استشهدوا دفاعاً عن تراب الكويت الطاهرة.

لذا حين يعصف بالكويت الحبيبة أمر، لا بد لنا وأن نتأثر ونتألم، فنحن أشقاؤهم الذين عايشنا معهم مرارة الغزو الغاشم، ونحن الذي شاطرناهم الدموع حين رأينا غالي الدمع الرجل الراقي الباسل المغفور له صاحب السمو الأمير جابر وهو ينزل من طائرته بعد التحرير، ليخر ساجداً لله مقبلاً تراب الكويت الغالي.

اليوم ونحن نرقب ما يحصل في الكويت، نضع أيدينا على قلوبنا، فأشقاؤنا مستهدفون في بلادهم وأمنهم، ومخططات عدة كشفت تستهدف أمنهم، يذكرنا وجعهم بالوجع الذي أصابنا في البحرين حين حاولوا سرقة بلادنا، وحين نشطت خلايا الإرهاب الصفوي وعملاء خامنئي ليعيثوا الخراب ويشيعوا أجواء الخوف، ويحاولوا بالإرهاب أن يخطفوا بلادنا.

كما هو السيناريو الذي دبر وخطط له ونفذ بليل في البحرين بهدف تهريب عملاء إيران وعناصر الإرهاب إلى طهران، وكأننا نرى استنساخاً له في الكويت، الأمر الذي يجعلنا نؤكد ما يخطط لخليجنا العربي، ويحدد الأيادي العابثة التي تعمل لمصلحة إيران.

ها هو القلق يأتي على أهل الكويت، وسبقه بمحاولات عدة ما أصاب البحرين، وليست الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية بذات وضع مختلف مما يحصل في القطيف وما جاورها من مناطق، مازالت خلايا المقبور نمر النمر تنشط فيها وتوالي إيران وتعمل لتنفيذ مخططاتها. ولا تنسوا الإمارات العربية المتحدة وجزرها الثلاث المحتلة من قبل إيران.

ما يجري على عدد من دولنا الخليجية أمر لا يستثنى منه أحد، ولو كانت الأمور الظاهرة توحي بعكس ذلك، فهناك نار خامدة تحت الرماد، وهدف الخطة الخمسينية ليست دولاً معينة من الخليج العربي، بل الهدف ابتلاع الخليج برمته، بدوله كلها، ومن بعدها مسح عروبته، وسلخه من بقية سلسلة الدول العربية، وطبعاً فرض الصبغة المذهبية السياسية لنظام خامنئي، المرشد الإيراني الذي خرج نائبه قبل أيام ليعلن وبكل قبح «تكفيره» لكل المسلمين طالما لم يكونوا على منهج الولي الفقيه ومذهبه.

إيران هي أكبر دولة راعية للإرهاب، نقولها نحن، وتقولها الولايات المتحدة الأمريكية وكافة دول العالم المتحالفة في محاربة الإرهاب، باستثناء دول ترى في إيران «ورقة ضغط» وليست حليفاً يعتد به ويؤتمن جانبه.

الاختراقات الداخلية أمر خطير، وأخطر منه التغلغل في مفاصل الدولة، هذا درس مهم تعلمته البحرين من محاولة الانقلاب الفاشلة، وأجزم بأن الكويت اليوم تملك نفس النظرة، فالتغلغل هناك أكبر وأخطر، بسبب خط التماس الفاصل مع المناطق العراقية التي باتت مستعمرات إيرانية بجدارة، وهي التي تمثل اليوم خطراً كقنبلة موقوتة، كفانا الله وإخواننا في الخليج شرها.

وحدة الخليج العربي اليوم يجب أن تكون في مواجهة الإرهاب، في محاربة رأسه وحربته إيران، والشواهد عديدة تلك التي تثبت التدخلات الصريحة، والتصريحات القبيحة، ومحاولات تهريب الأسلحة، وتعدتها لتهريب المطلوبين بتهم زعزعة الأمن القومي.

إيران تريد ابتلاعنا منذ زمن، وشوكة دول الخليج التي وقفت لها بوحدتها في منتصف المريء لا بد وأن تقوى لا أن تضعف، فتح العيون على الإرهاب، وكشف خلاياه، والتحركات الاستباقية لكشف الخونة وردعهم، كلها أمور هي أولويات اليوم، فمن يسكت عن الإرهاب الذي يهدد شقيقه اليوم، ينسى أنه سيطاله يوماً وإن طال الزمن.

حفظ الله الشقيقة الكويت، وخليجنا العربي والأشقاء العرب والمسلمين الذين يجتهدون اليوم في محاربة الإرهاب وكسر شوكته.