عواصم - (وكالات): أجرى خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، خلال الأيام الماضية، الاتصالات اللازمة بالعديد من زعماء العالم، كما أجرى اتصالات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن الأحداث التي حصلت في المسجد الأقصى خلال الفترة الماضية، وذلك لبذل مساعيهم لعدم إغلاق المسجد الأقصى في وجه المسلمين، وعدم منعهم من أداء فرائضهم، وإلغاء القيود المفروضة على الدخول للمسجد وفق ما أعلنه بيان للديوان الملكي السعودي، الخميس. وأضاف البيان أن "جهود الملك سلمان تكللت بالنجاح وبالشكل الذي يسهم في إعادة الاستقرار والطمأنينة للمصلين والحفاظ على كرامتهم وأمنهم".

وأكدت السعودية "على حق المسلمين في المسجد الأقصى، وأداء عبادتهم فيه بكل يسر واطمئنان". وأكد خادم الحرمين الشريفين، "وجوب عودة الهدوء في حرم المسجد الأقصى الشريف وما حوله، واحترام قدسية المكان، وأن على المسلمين العودة لدخول المسجد وأداء العبادات فيه بكل يسر وسهولة".

وثمّن الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، الدور الكبير الذي قام به خادم الحرمين الشريفين، خلال الأيام الماضية، الذي أثمر عن تمكين المصلين من دخول المسجد الأقصى، وذلك بعد أن أجرى خادم الحرمين الشريفين الاتصالات اللازمة بالعديد من زعماء دول العالم.



واندلعت مواجهات الخميس بين شبان فلسطينيين وقوات الامن الاسرائيلية في باحة المسجد الاقصى فيما كان أكثر من 100 ألف مسلم يدخلون المسجد بعد انقطاع لاسبوعين اثر ازالة اسرائيل كل الاجراءات الامنية المستحدثة في محيط الحرم القدسي، بعد رضوخ الاحتلال لمطالب الفلسطينيين.

وأعلنت جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني انها تعاملت مع نحو 100 إصابة في مواجهات على ابواب المسجد الاقصى في القدس الشرقية المحتلة وداخل باحاته بين شبان فلسطينيين وقوات الأمن الاسرائيلية.

وقالت الجمعية "تعاملت طواقمنا مع 96 اصابة تم علاجها حتى اللحظة منذ بداية دخول المصلين للمسجد الاقصى، وتوجد حالات كثيرة اضافية بحاجة للعلاج".

وتنوعت الاصابات بين اعتداء بالضرب أدى الى كسور وإصابات بالرصاص المطاطي وبغاز الفلفل وبقنابل الصوت.

وجرت مواجهات في باب الأسباط وباب حطة، وعلقت الاعلام الفلسطينية فوق المسجد الاقصى.

وقال مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في بيان "بسبب الحساسية الأمنية والأحداث التي وقعت الخميس في الحرم القدسي، أوعز رئيس الوزراء بتعزيز قوات الشرطة العاملة في القدس بقوات تابعة لحرس الحدود".

من جهة اخرى، دعا نتنياهو الى اعدام فلسطيني قتل 3 اسرائيليين طعنا الاسبوع الماضي في مستوطنة حلميش قضاء رام الله.

وفي وقت سابق الخميس، أعلنت الشرطة الاسرائيلية ازالة كل الاجراءات الامنية التي استحدثتها في محيط الحرم القدسي اثر هجوم في 14 يوليو، واثارت غضبا فلسطينيا واسلاميا عارما وصدامات دامية بين محتجين فلسطينيين والقوات الاسرائيلية.

واندلعت احتجاجات فلسطينية عارمة تخللتها صدامات أسفرت عن استشهاد 5 فلسطينيين وجرح المئات. وطعن فلسطيني عائلة مستوطنين اسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة فقتل 3 منهم.

وتعليقا على ازالة الاجراءات الامنية، قال رئيس مجلس الاوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب في مؤتمر صحافي "هذا الانتصار هو انتصار للشعب الفلسطيني بوقفته الواحدة التي اتحد بها مع قيادته وخلف العمائم، خلف القيادة الدينية التي بينت للعالم أجمع ان الشعب الفلسطيني لا يرضى ان يمسَّ في عقيدته، والمسجد الاقصى هو عقيدة".

وقال إمام المسجد الاقصى الشيخ عمر الكسواني عن الدعوة لأداء صلاة العصر، "يستحق شعبنا الذي صلى في الشوارع على الاسفلت الحار أن يعود (...) وحتى يأتي عدد كبير وندخل مهللين مكبرين مع ابناء شعبنا المقدسي الذي احتمل الايام الماضية".

وأيد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الدعوة للعودة إلى المسجد الأقصى، خلال اجتماع للقيادة في مقر الرئاسة برام الله، قائلا "الصلاة ستعود إلى المسجد الأقصى"، مشيدا "بصمود المقدسيين مسلمين ومسيحيين في وجه إجراءات الاحتلال بحق المسجد الأقصى". وكان عباس اشترط الثلاثاء عودة الامور الى ما كانت عليه قبل 14 يوليو لاستئناف "العلاقات الثنائية" مع إسرائيل بعد إعلان تجميدها مساء الجمعة.

وفي القاهرة، اعتبر الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط الخميس خلال اجتماع طارىء للمجلس الوزاري للجامعة العربية ان محاولة اسرائيل فرض سيادتها على الحرم القدسي من شانه "اشعال فتيل حرب دينية".

وقال "لا سيادة لدولة الاحتلال على الحرم القدسي أو المسجد الأقصى. لا أحد في العالم يُقر بهذه السيادة.. ومحاولة فرضها بالقوة وبحكم الأمر الواقع هي لعبٌ بالنار ولن يكون من شأنها سوى إشعال فتيل حربٍ دينية وتحويل وجهة الصراع من السياسة إلى الدين بكل ما ينطوي عليك ذلك من مخاطر".

وما ان ازالت القوات الاسرائيلية التجهيزات حتى توافد الفلسطينيون الى محيط باحة الاقصى مطلقين ابواق السيارات احتفالا بهذا "الانتصار".

وصلى المقدسيون صلاة الظهر امام المداخل وبعد الصلاة بدأت الناس بالتكبير فرحا.

وأدان وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماع طارئ الخميس في القاهرة ما وصفوه بالتصعيد الخطير من جانب إسرائيل في القدس والمسجد الأقصى وطالبوها بعدم تغيير "الوضع التاريخي والقانوني" القائم.

وجاء في بيان تلاه خليل ابراهيم محمد صالح الذوادي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية في مؤتمر صحفي بمقر الجامعة أن مجلس وزراء الخارجية قرر "الإدانة الشديدة لتصعيد إسرائيل الخطير في مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك".

وأضاف أن المجلس قرر الرفض المطلق لقيام إسرائيل "بفرض حقائق جديدة على الأرض، في خرق واضح لمسؤولياتها القانونية والدولية بصفتها القوة القائمة بالاحتلال".

وطالب وزراء الخارجية إسرائيل "بعدم تكرار إغلاق المسجد الأقصى مستقبلا ووقف كافة أشكال التصعيد".

ودعا وزراء الخارجية مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى "تحمل مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين" من خلال إلزام إسرائيل "بوقف سياساتها واعتداءاتها على مدينة القدس الشرقية والمسجد الأقصى والتي تشكل انتهاكات جسيمة للقوانين والقرارات الدولية".