كتبت- زهراء حبيب:

بعد مرور سبعة أيام على وفاة الطفل صالح (6 سنوات)، فجعت البحرين بوفاة الطفل مجتبى (4 سنوات) أمس الأول، والسبب غرقهما ببركة السباحة خلال رحلة مع ذويهم، تلك الحادثتان فتحتا ملف حوادث غرق وفاة الأطفال ببرك السباحة، فلا يمر صيف دون خسارة روح بريئة غرقاً.

حوادث غرق الأطفال فتحت باب المسؤولية على من تقع، وأصبحت حديث رأي العام عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي كل بيت، وبدأ الناس بطرح الاقترحات والحلول قبل اللوم والعتاب.

وضجت مواقع التواصل بضرورة تعليم الأطفال السباحة منذ الصغر لتجنب هذا النوع من الحوادث التي تقع بثوانٍ دون سابق إنذار، والآخر طالب بالمزيد من اشتراطات السلامة ببرك السباحة.

من جهتها قالت مريم عبدالله، إنه بات من المهم تعليم الأطفال على السباحة لتفادي الغرق سواء كانوا في رحلة عائلية لبرك السباحة أو أحد المنتجعات التي توفر منقذين، ففي بعض الأحيان يكون هناك عدد كبير من الأطفال ومن الصعب أن يراقب المنقذ كل هذا العدد بوقت واحد.

بينما اقترحت أم سلمان توفير منقذ ببرك السباحة الخاصة، فلا مانع من تخصيص منقذة في الرحلات الخاصة بالنساء، حيث الأولى حماية الأطفال وليس الحفاظ على الخصوصية، كما ترى وضع تقنيات للتنبيه في مثل هذه الحالات، يتم تزويد البرك بها، والأهم من هذا كله هو تحصين الطفل بمهارات السباحة.

وتوافق مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي حول أهمية الحرص والحذر في مثل هذه المواقف، ومراقبة الأطفال بصورة مستمرة، وعدم ترك بركة السباحة دون تواجد شخص بالغ في كل الأحوال.

حوادث غرق الأطفال لا تقتصر على برك السباحة الخاصة، فهناك حوادث وقعت بالرغم من وجود المنقذين في المنتجعات العامة، وأصدرت المحاكم البحرينية عدداً من الأحكام في مثل هذه الوقائع.

ومن تلك الحوادث التي وقعت في أحد الفنادق أدين منقذ آسيوي بالحبس 3 أشهر لتسبب بوفاة طفل خليجي (4 سنوات) غرقاً في مسبح البالغين في العام 2015.

وكان الأب ببركة السباحة الخاصة بالبالغين برفقة زوجته، وابنه المتوفى(4 سنوات) وابنه الآخر (12 سنة)، شاهد أن المنقذين ليس لديهم منصة مرتفعة يجلسون عليها للمراقبة، وترك ابنه وخرج من المسبح متوجهاً إلى غرفته ولحق به أبنه الأكبر فأوقفه طالباً منه العودة ومراقبة شقيقه، وعند وصوله سمع صوت صراخ فألقى نظره من الغرفة، فشاهد عدداً كبيراً من الناس متمركزين في منتصف المسبح، وزوجته تصرخ فنزل على الفور.

ألقى الأب باللوم على مسؤولي الفندق، ومنقذي المسبح لعدم مبالاتهم في استيفائهم لاشتراطات الأمن والسلامة في المسبح، وعدم قيامهم بواجباتهم في الإنقاذ والإسعاف والإنعاش.

فيما أكد المتهم بأن الأب ترك الطفل ببركة السباحة وغادر وهو يعلم بأنه لا يعرف السباحة، وتركه دون سباحة على خصره أو سباحات اليد في بركة البالغين.

وتتكرر حوادث الغرق سنوياً ففي عام 2016 الماضي ودعت البحرين 12 شخصاً بينهم طفلتان ضحايا حوادث الغرق.

وقبيل عيد الأضحى بالعام الماضي توفى بحريني لم يبلغ 12 سنة بركة سباحة في عسكر، وبلغ عدد الأشخاص الذين قضوا نحبهم غرقاً ببرك السباحة 4 أشخاص بينهم طفلة عمرها لا يتجاوز سنتين ونصف.

وتوفيت طفلة لم تبلغ العامين بسبب غرقها في سطل ماء وضع في أحد زوايا المنزل، وطفلة عمرها سنتين ونصف توفت ببركة سباحة خاصة بالأطفال بمنزل جدتها" أم والدتها"، و6 حالات توفوا جراء غرقهم في البحر.