أبوظبي – (سكاي نيوز عربية): ليست الدول الداعية لمكافحة الإرهاب فقط هي من تطالب قطر بالكف عن دعم الإرهاب، إذ ثمة أصوات دولية أخرى وجهت النداء نفسه إلى الدوحة. وتتحدث هذه الأصوات بلهجة واضحة عن علاقة قطر بدعم الإرهاب وتمويله، مما يؤكد أن وجهة نظر الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بضرورة أن تغير قطر نهجها الحالي.

يقول الأستاذ المساعد في كلية كينجز البريطانية ديفيد روبرتس "قطر دولة ذات وجهين، الوجه الأول هو أننا لدينا أفرادا قطريين أغنياء يقومون بتمويل تنظيم القاعدة، فهم يساعدون بعض الأشخاص لتفجير أشخاص آخرين، أما الوجه الثاني هو الدور الذي تقوم به الجمعيات الخيرية القطرية".

وتابع "في إطار تلك الازدواجية السياسية يصبح البحث القطري عن النفوذ المفقود، هدف تبذل لأجله الدوحة الغالي والنفيس، لكنها لتحقيق هذا الغرض وجدت الدوحة ضالتها في الجماعات الإرهابية ومنها جماعة "الإخوان"".



من ناحيتها، تقول المبعوثة الأوروبية السابقة للعراق غودرن هارير "إن الأيديولوجيا الخاصة بجماعة الإخوان أعطت صورة سيئة عن الإسلام، وهذه هي حقيقة ما قامت به تلك الجماعة من أفعال".

وفي موضوع العلاقة بين قطر والإخوان، يقول روبرتس "إذا كان لدينا دولة صغيرة جدا وتريد أن تصبح ذات نفوذ وتأثير قوي ولا تمتلك أي من الأدوات السياسية الخارجية أو المؤسسات ذات النفوذ والتأثير القوي، فليس هناك أفضل من "الإخوان" لتلك الدولة نظرا لما تمتلكه الجماعة من مؤسسات ذات تأثير ونفوذ في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".

لكن وفي بحثه عن النفوذ لا يدعم النظام القطري الجماعات الإرهابية فحسب بل يقترب في علاقاته من دول تنتهج ذات السياسة مثل إيران.

ويوضح المبعوث العسكري الألماني السابق لدى إيران الكولونيل جورغ كنوز ان "العالم أجمع يشير إلى إيران كونها تتدخل في سوريا وتقوم بدعم ميليشيات "حزب الله" ويشيرون إلى ما تقوم به كونه دعم للأنشطة الإرهابية، فهم في الحقيقة لم يتمكنوا من التوسع في المنطقة إلا من خلال دعم قوات أخرى غير تقليدية، فتلك المسألة بالنسبة لهم تعتمد على اتباع مصالحهم والتغيير بين الأطراف المختلفة بما يخدم أهدافهم". وتابع "العلاقات بين إيران وقطر تخضع أيضا لنفس المنطق ولذلك فأنا أعتقد أن هذه حجة كبيرة وأن قطر تعمل حاليا كأداة لإيران بما يفسر تحسن العلاقات بين البلدين".

وعن التورط القطري في الملف الليبي، يقول الأكاديمي البريطاني ديفيد روبرتس "لماذا تقوم قطر بدعم المتطرفين في ليبيا عن طريق علي الصلابي وأخاه إسماعيل الصلابي الذي تربطه صلات بعبد الكريم بلحاج. السبب الرئيسي لذلك الدعم هو أن علي الصلابي ببساطة كان متاحا لهم كونه كان مقيما في قطر، وبالتالي فنحن نراه الآن في ليبيا ويخرج متحدثا على قناة "الجزيرة" فهو رجلهم". أما جبهة "النصرة" فهي تنظيم مرتبط بالقاعدة، ويبدو أن "قطر لها علاقة عملية بما يخدم مصالحها مع جبهة النصرة وجميعنا يعلم أن زعيم الجبهة أبو محمد الجولاني ظهر على قناة "الجزيرة" عدة مرات والصفقات التي أبرمت بوساطة قطرية مع النصرة للإفراج عن مختطفين".