في كل سنة، وتحديداً في الربيع والصيف تزدهر مملكة البحرين بعروض ثقافية وفنية أقل ما يقال في حقها إنها «رائعة جداً»، ففعاليات ربيع وصيف البحرين من الممكن اعتبارها بأنها من «المعالم الرئيسة» التي تُميز مملكة البحرين، حيث تسعى هيئة الثقافة والآثار إلى استقطاب عروض عالمية تجذب إليها الآلاف من الحضور من البحرينيين والخليجيين والمقيمين من مختلف الجنسيات.

لا أبالغ مطلقاً إذا قلت إن زوار فعاليات ربيع وصيف البحرين يتجاوزون الآلاف، فلم أذكر أنني حضرت عرضاً في الصالة الثقافية، وكان هناك «كرسي» فاضٍ، بل على العكس، في كل مرة أزور إحدى الفعاليات في الصالة الثقافية أرى العديد من الجماهير التي لم تتمكن من أن تحصل على مقعد، حتى القاعة الخارجية والتي تم تثبيت شاشات عرض فيها كحل لزيادة الطاقة الاستيعابية للمكان لا تفي باستيعاب أعداد رواد هذه الفعاليات الرائعة، ويدور في بالي سؤال «لماذا لا تتم زيادة مساحة الصالة الثقافية لكي تستوعب أعداداً أكبر، ولضمان أن يستمتع أكبر عدد بهذه العروض الفنية والثقافية الراقية؟

حضرت خلال هذا الصيف عدداً من العروض المميزة، وأكثر ما شد انتباهي هو إصرار الجماهير على الحضور حتى ولو كانوا واقفين، كما شدني منظر الأجانب الذين ملؤوا الصالة الثقافية في حفل «تحية إلى أسمهان» والذي تم خلاله تقديم عدد من أغاني الفنانة الراحلة أسمهان، وفوجئت بأن حتى الأجانب من غير الناطقين باللغة العربية كانوا حريصين على حضور الحفل، وعدد أكبر من الخليجيين. ليس هذا هو حال حفل أسمهان فقط، بل هذه الملاحظة تنطبق على جميع العروض.

أحمد الله أن الذائقة الفنية والثقافية مرتفعة عند البحرينيين وأن البحرينيين مازالت تستهويهم هذه الفعاليات الثقافية والفنية الراقية، ولهذا يستوجب الاستثمار في الثقافة والفنون ببناء مسارح وطنية أكبر تستطيع أن تستوعب هذا الكم من محبي الفنون، كما يجب على القطاع الخاص أن يواصل دعمه وشراكته للحركة الثقافية والفنية التي تشرف عليها هيئة الثقافة والآثار.

هذا الاستثمار من شأنه أن يكون أحد روافد زيادة الاقتصاد الوطني حتى في ظل مجانية العروض الثقافية والفنية، حيث إن الانشطة المصاحبة للانشطة الثقافية والفنية من شأنها أن تنشط فتحرك بنشاطها مجمل القطاعات الاقتصادية في مملكة البحرين.