تخلت (بهية) عن أنوثتها وتنكرت في زي الرجال من أجل لقمة العيش، فكل من يتعامل معها في محيط قرى محافظة بني سويف جنوب العاصمة المصرية القاهرة يجهل أنها أنثى ويعرفها بأنها ( شاب اسمه بكار).

الفقر أجبر بهية على الهروب من أنوثتها بحثا عن لقمة العيش في ثوب رجل، فهي سيدة تبلغ من العمر 32 عاما، تروي قصتها لـ "العربية.نت" حيث تزوجت قبل 15 عاما بهية علي سليمان من رجل يكبرها بنحو 16 عاما كان متزوجا من قبل ولديه أولاد يدعى حمدي سالم أحمد، يبلغ حاليا من العمر 48 عاما، وأنجبت منه 4 أولاد آخرين.

كان الزوج يعمل سائقا لتوكتوك وبعض المهن الأخرى لكنه تعرض لحادث أفقده النطق، وأثر على حالته الصحية وجعله طريح الفراش وقعيدا لا يقوى على العمل، مما اضطر الزوجة الشابة التي كانت تبلغ من العمر وقتها 27 عاما للخروج بدلا منه وقيادة التوكتوك في المساء والعمل في مهنة المعمار بالصباح.

خلال عملها في مهنة المعمار كانت تحمل الطوب والرمل لمساعدة البنائين، وفي المساء كانت تقود التوتوك، وكانت تتعرض لمضايقات وبعض التحرشات لكونها سيدة، الأمر الذي دفعها للتفكير جديا في تغيير شكلها وهيئتها حتى تحمي نفسها من مثل هذه المضايقات.

طلبت بهية من حلاق قريتها أن يقوم بقص شعرها وجعله مثل الرجال، وارتدت الجلباب الرجالي، وأصبحت مثل الرجال تماما، وبدأت تذهب للعمل في مناطق وقرى بعيدة لا يعرفها فيها أحد، وغيرت اسمها إلى بكار حتى تستطيع الإنفاق على زوجها وأطفالها، واستمرت على هذا الوضع 5 سنوات كاملة.

وتقول بهية "بعد أن أصبحت على هيئة الرجال اختفت التحرشات والمضايقات، ولكن أحيانا كانت تغلبني طبيعتي الأنثوية، فقد كنت في بعض الأحيان لا أقوى على تحمل بعض المهن التي تطلب قوة وعزيمة أكبر، ولكن كنت أقاوم حتى لا يشك أحد أنني سيدة.. ومع مرور الوقت والتعامل مع الرجال تغيرت طبقات الصوت وأصبحت خشنة كالرجال".

وتضيف أن زوجها أصيب بعد الحادث بضمور في عضلات الذراعين وجلطة بالمخ أصابته بفقد النطق وأقعدته في المنزل.

بهية "تحلم بمشروع صغير بجانب عملها لتغطية نفقات منزلها، وتقول لن أيأس وسأظل أكافح حتى يتحقق حلمي في إقامة مشروع صغير يجعلها تعود لطبيعتها كسيدة وأم وتتوقف عن العمل في مهن الرجال".