توقع محلل الشؤون الاقتصادية والعلوم السياسية د.يوسف المشعل، أن يستمر الريال القطري في مواجهة الضغوط حيث تسود حالة التوتر في أوساط المستثمرين حيال مستقبل الاقتصاد القطري.

وأضاف لـ"الوطن"، أنه من المرجح أن يتباطأ الاقتصاد القطري بوتيرة أسرع في حال استمرار الأزمة حتى العام 2018، حيث ستضطر الدوحة استنزاف أصولها الأجنبية التي تعتمد عليها حاليا لتفادي أزمة سيولة.

وأوضح المشعل أن استمرار الأزمة الحالية فترة زمنية طويلة يُفضي إلى أداء الاقتصاد القطري بالوتيرة نفسها أمراً شبه مستحيل، مبيناً أن التراجع الحاد في أرصدة المصرف المركزي وأصول صندوق الثروة السيادية القطري إلى المستوى الذي لا يسمح بسحب المزيد منه وضخ المصرف المركزي القطري كميات كبيرة من الدولارات في السوق الفورية للعملات لإبقاء أسعار الصرف تحت السيطرة، يعكس حالة القلق التي تنتاب المؤسسات المسؤولة عن السياسة النقدية في قطر حالياً بسبب الأزمة الراهنة.


وفي تصريح لـ"الوطن" أكد المحلل الاقتصادي د.يوسف حامد المشعل أن فك الربط بين الريال القطري والدولار الأمريكي مسألة وقت، ناصحاً المستثمرين في قطر وكل من يتعامل بالريال القطري بتحويل بعض أصولهم إلى عملات أخرى، فإن مخاطر طول أمد المقاطعة مع قطر من الدول الأربع (السعودية والكويت والبحرين ومصر) وتداعياته على اقتصاد قطر يضعف الريال القطري عن سعر الربط بالدولار المثبت عند 3.64 ريال للدولار منذ عام 2001 ويسجّل أضعف سعر صرف في السوق الفورية منذ يوليو 2005 حيث بلغ 3.668 ريال للدولار، كما أن الانخفاض الراهن هو الأطول مدةً ففي حين أن الانخفاضات السابقة للريال القطري كانت لا تستمر لأكثر من يوم واحد مازالت التراجعات الحالية مستمرة منذ قطع العلاقات قبل أسبوعين.

وانخفض سعر الريال القطري مقابل الدولار الأمريكي في التعاملات الفورية والآجلة بسبب المخاوف إزاء الأثر الاقتصادي في قطر على المدى الطويل، وبلغ سعر بيع الدولار 3.6470 ريال في السوق الفورية، وهو أدنى مستوى له منذ يونيو 2005، ويربط البنك المركزي الريال القطري عند 3.6 ريالات للدولار ويسمح بتقلبات محدودة حول هذا المستوى.

وقال المشعل إن مقاطعة الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، مجدية وتنعكس بشكل مباشر ومؤثر بقوة مع تحول صافي الأصول الأجنبية في القطاع البنكي القطري إلى السالب منذ فترة طويلة، وتوسعت دائرة الرفض للتعامل بالريال القطري لتمتد إلى العديد من شركات الصرافة ووكلاء السياحة والسفر في بريطانيا ولم يعد بمقدور عملائه شراء أو بيع العملة القطرية في منافذه.

يشار إلى أن ما يعانيه المسافرون في مطار الدوحة حيث ترفض مراكز الصرافة القطرية في المطار صرف الريال وتطالب المسافرين المغادرين بصرفه من الدول المتوجهين لها، ليفسر المشعل سبب ذلك بأنه يعود إلى الخوف من الخسارة بسبب التذبذب الكبير نسبياً في سعر صرفه.