أكد وزير الداخلية الفريق ركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة أنه الرغم من التحديات الأمنية التي تمر بالمنطقة إلاّ أن الوضع الأمني في البحرين بشكل عام آمن ومستقر بفضل قيادة وحكمة حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى وجهود حكومته الرشيدة وما بذله رجال الأمن من تضحيات جسام وما أبداه المواطنون والمقيمون من وعي وتعاون لحفظ الأمن. وأشار، في حوار لـ"الشرق الأوسط" إلي أن التدخلات القطرية في الشأن البحريني أمرا ليس حديثا أو وليد الساعة، وأن المواقف السلبية وتكرار هذه التدخلات في شئوننا الداخلية تعكس نهجاً مستمراً لمثل هذا التدخل ، والذي شمل جوانب متعددة نذكر منها على سبيل المثال في الجانب السياسي ادعاء قطر بتبعية جزر حوار لها مستندة على الوثائق المزورة, وفي الجانب العسكري الإنزال في جزيرة الديبل في أبريل 1986م, أما في الجانب الاقتصادي فإن قطر عطلت مشروع بناء جسر بين البحرين وقطر ولم تقدم حصتها في برنامج الدعم الخليجي أسوة بشقيقاتها دول مجلس التعاون, كما انها منعت تصدير الغاز إلى البحرين, مما اضطررننا للتعاقد مع روسيا لاستيراده وهو بجوارنا ، ويتم تصديره الى بلدان مختلفة في العالم.... وفيما يلي نص الحوار .... = ما هو الوضع الأمني في البحرين اليوم ؟ - بالرغم من التحديات الأمنية التي تمر بالمنطقة إلاّ أن الوضع الأمني في البحرين بشكل عام آمن ومستقر بفضل قيادة وحكمة حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى وجهود حكومته الرشيدة وما بذله رجال الأمن من تضحيات جسام وما أبداه المواطنون والمقيمون من وعي وتعاون لحفظ الأمن , وعلى كل حال فإن لكل مجتمع تحدياته الأمنية الخاصة, ويأتي دور المؤسسة الأمنية في تحديد تلك التحديات واتخاذ ما تراه مناسباً في إطار القانون للقضاء عليها. ولدينا في البحرين من الدروس الأمنية المستفادة مما يجعلنا أكثر دراية وخبرة في استعدادنا وتعاملنا مع تحدياتنا المستقبلية. وبمثل ما أن البحرين دولة حليفة وملتزمة في علاقاتها الأخوية ومواقفها الراسخة تجاه الدول الشقيقة والصديقة ؛ فإننا أيضاً نتلقى الدعم والمساندة الأخوية منهم . والجدير بالذكر حول الوضع الأمني فإننا نستقبل عدداً من الزوار أكثر من أي فترة مضت وهذا خير شاهد على حالة الوضع الآمن في البلاد.

= ما هو حجم التدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي البحريني ؟ وما هي الإجراءات التي تم اتخاذها لمواجهة هذه التدخلات؟ - تدخل إيران في الشأن البحريني ماعاد خافيا على أحد ، ومن جانبنا فقد قمنا بشرح هذه التدخلات الإيرانية الخطرة بكل حقائقها وتفاصيلها للأشقاء والأصدقاء في إطار التعاون والتنسيق المتبادل ، حيث ركزت إيران على تصدير التطرف الفكري والطائفي لإيجاد قاعدة لها في البحرين مرجعيتها الولي الفقيه، وزادت وتيرة التدخلات الإيرانية مع أحداث 2011م. واشتملت التدريب على استخدام الأسلحة والمتفجرات والمهارات الميدانية القتالية على أيدي عناصر تابعة إلى الحرس الثوري الإيراني، إضافة إلى تقديم الدعم وتصدير الأسلحة بمختلف أنواعها بما في ذلك المتفجرات شديدة الانفجار، وفي الفترة الأخيرة لوحظ التركيز على نقل تكنولوجيا صناعة المتفجرات. كما أن التعليمات وإدارة العمليات الإرهابية تأتي من أشخاص فارين ومتواجدين في إيران. ومن هذه التدخلات التصريحات العدائية للمسئولين الإيرانيين على كافة المستويات وهي مستمرة. كما عملت القنوات الفضائية ووسائل الإعلام الإيرانية والتابعة لها على مدار الساعة في بث الكراهية ونشر الإشاعات المغرضة وتشويه الحقائق لخدمة أجندتها في المنطقة. وأما عن الإجراءات التي تم اتخاذها لمواجهة هذه التدخلات فمن جانبنا قمنا بتوفيق من الله وبجهود الأجهزة الأمنية في الكشف عن الخلايا الإرهابية وتحديد مصادرها وأسلوب عملها وإلقاء القبض على العناصر المتورطة في العلميات الإرهابية التي أدت إلى استشهاد وإصابة رجال الأمن أثناء أداء الواجب بالإضافة إلى سقوط عدد من الأبرياء من المواطنين والمقيمين جراء هذه الأعمال الإرهابية وتمت محاسبتهم وفق الإجراءات القانونية.كما تم تعزيز القدرات الأمنية في مختلف النواحي لمواجهة مثل هذه التحديات.

= ما هي بتقديركم المواقف السلبية وحجم التدخلات القطرية في الشأن الداخلي البحريني؟ - إن التدخلات القطرية في الشأن البحريني أمر ليس حديثاً أو وليد الساعة، وأن المواقف السلبية وتكرار هذه التدخلات في شؤوننا الداخلية تعكس نهجاً مستمراً لمثل هذا التدخل ، والذي شمل جوانب متعددة نذكر منها على سبيل المثال في الجانب السياسي إدعاء قطر بتبعية جزر حوار لها مستندة على الوثائق المزورة, وفي الجانب العسكري الإنزال في جزيرة الديبل في أبريل 1986م, أما في الجانب الاقتصادي فإن قطر عطلت مشروع بناء جسر بين البحرين وقطر ولم تقدم حصتها في برنامج الدعم الخليجي أسوة بشقيقاتها دول مجلس التعاون, كما انها منعت تصدير الغاز إلى البحرين, مما اضطررننا للتعاقد مع روسيا لاستيراده وهو بجوارنا ، ويتم تصديره الى بلدان مختلفة في العالم ، وفي الجانب الاجتماعي فأهم ما نركز عليه هو موضوع التجنيس, والتجنيس قضية تاريخية حيث استهدفت قطر تلك العائلات التي كانت متجانسة ومتحالفة تحت حكم ال خليفة في قطر ، فبدلا من ان يكون الامتداد بين العائلات البحرينية والقطرية قوة اجتماعية حوّلت قطر هذا الشأن إلى خلاف واستهداف للهوية الوطنية ، ولا شك أن عملية التجنيس واستمرار قطر في تجنيس العائلات البحرينية أمر يؤثر على أمننا الاجتماعي ، وقيام قطر بأعمال التجسس على أجهزتنا الأمنية والعسكرية مما يهدد أمننا الوطني . وفي عام 2011 تبنت قطر من خلال رئيس وزرائها وجهة نظر الوفاق والمتآمرين بهدف إسقاط النظام وإقامة دولة مرجعيتها ولاية الفقيه, وفي الوقت الذي كان الموقف يتطلب موقفاً مثل موقف الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة الذين قدموا الدعم والمساندة فلهم جزيل الشكر والعرفان . كما أن دور الإعلام القطري وبخاصة قناة الجزيرة التي سخرت كل إمكاناتها لتقديم تغطية إعلامية منحازة تخدم مآرب وأهداف غير وطنية, وكانت من الأسباب في تشويه أفكار مشاهديها بما في ذلك المغرر بهم وكانت نتيجة ذلك تلك الخسائر البشرية والمادية التي وقعت عام 2011 , كما فعلت سابقاً في تحريض المواطنين بعدم المشاركة في التصويت على ميثاق العمل الوطني, واستضافة عناصر تعمل ضد مصالح مملكة البحرين في الإعلام القطري الرسمي. ومن خلال رصد ما بثته الجزيرة عن الأوضاع في البحرين في الفترة من عام 2011 ولغاية 2017 بلغ عدد دقائق البث اكثر من ستة الاف دقيقة ، منها حوالي أربعة الاف دقيقة في عام 2011 ، مما يعطي الدلالة على ضخامة الحشد الإعلامي السلبي الذي مارسته قناة الجزيرة في تلك الفترة ، كما أن قناة الجزيرة الناطقة باللغة الإنجليزية مختلفة عن نظيرتها الناطقة باللغة العربية وهي أكثر بعداً عن الحقيقة سعياً منها لتشويه صورة البحرين في الخارج. وتجاوزت قطر في تدخلاتها إلى دعم الإرهاب وبأشكال مختلفة.وهذه أمور سوف بتم الكشف عنها .


= بعتقادك ما الأسباب التي دعت الدول الأربع إلى اتخاذ هذا الموقف بمقاطعة قطر؟ - أرى أن هذا السؤال يوجه الى قطر، والاستماع الى وجهة نظرهم في هذا الأمر ، لأن هذه الأسباب الجوهرية لاتريد قطر أن تتحدث عنها ، لأنها تدرك مدى خطورتها ، ولكنها تعاملت مع الوضع منذ إعلان الدول الاربع عن اجراءات مضادة في مقاطعتها لقطر، وتناست الأسباب الموجبة التي أدت إلى ذلك. وأن الدول الأربع أخذت الموقف حفاظاً على أمنها واستقرارها, وأن ما تم عرضه من قضايا أخيرة في مختلف وسائل الإعلام هي قضايا لا يمكن أن تسقط بالتقادم ، ولن تمر بدون تصحيح, ولا يمكن أن يكون هناك حل قبل أن تدرك وتقر قطر بما قامت به من أعمال خطيرة تجاه هذه الدول.

= كيف ترى تأثير قطر على أمن دول مجلس التعاون؟ - لقد شكلت قطر خطراً على أمن دول مجلس التعاون من خلال استمرارها في سياستها المتفردة وتبنيها وإيوائها لعناصر متطرفة وإرهابية وأن ما أقدمت عليه قطر من أمور خطيرة تهدد أمن جيرانها تعدت حدود السيادة الوطنية وأثرت بذلك على قوة وتجانس الجبهة الامنية لدول المجلس في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة.وهناك العديد من الوقائع التي تدين السلوك القطري مثل محاولة اغتيال ملك المملكة العربية السعودية ، والانقلاب في الإمارات ، ودعم المتآمرين لقلب النظام في مملكة البحرين ، والحمد أن هذه المحاولات أفشلت ولو حصل غير ذلك لكانت عواقبها خطيرة .

= ما هي أولوياتكم المستقبلية للحفاظ على الأمن في مملكة البحرين؟ - إننا اليوم وبحمد الله ننعم بقيادة جلالة الملك القائد الموحد والذي مدّ يده للجميع، وضرب المثل الأعلى في الصفح والعفو, ليكون لكل واحد من أبناء الوطن مكان في صدره وليكون المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى عنوان النهوض والتقدم وبوابة المستقبل نحو الرخاء والازدهار ولتظل سياسة الانفتاح نهجاً واضحاً. وأنه من خلال الصبر والحكمة انكشفت الأمور والتي اصبحت أكثر وضوحاً , وظهرت على السطح نوايا المتآمرين التي تمّ التعامل معها. ويعيب علينا البعض شح مواردنا ولكنا ولله الحمد والمنة أغنياء بوطنيتنا وإخلاصنا, ومثل ما تمكنا من توطيد الأمن سوف نبني بإذن الله اقتصادنا ونعالج الجراح التي أدمت وطنيتنا. من خلال تقوية جبهتنا الداخلية وتعزيز هويتنا الوطنية التي تأتي في مقدمة أولوياتنا الأمنية القادمة، فما تم تقديمه من تضحيات جسام كان هدفها تحقيق الأمن والاستقرار والرخاء، ولإدامة هذا الوضع لا بد من العمل من خلال تجانس الأمن الوطني, وأن تكون الأولوية للانتماء الوطني فعلاً وقولاً, وأن أية انتماءات أو ولاءات أخرى غير وطنية، نحن مصممون على التعامل معها وفق القانون ومن خلال التشريعات التي تكفل لنا بناء الصف الوطني المتماسك والراسخ بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى.