أكد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة أن "البحرين تخطت تبعات العدوان الإيراني عليها، وعادت الأوضاع الأمنية فيها إلى طبيعتها المستقرة"، مشدداً على "أننا تخلصنا من أوجاعنا، وقضينا على البؤر التي كانت تعمل على زعزعة الأمن في البلاد".

وقال سموه في حوار مع رئيس تحرير صحيفة "السياسة" الكويتية نشر صباح الإثنين "إنه بفضل الله ويقظة الأجهزة الأمنية تم عزل من كانوا يعملون على إثارة القلاقل في البلاد، أكان المغرر بهم، أو الذين يعملون على هذا الأمر بتكليف من جهات خارجية معروفة"، لافتاً سموه إلى أن "التعاون بين المؤسسات الدستورية أفضل بكثير من السابق، يضاف إليه تفهم وتفاهم بين المكونات الاجتماعية، ومؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني التي أدركت أين تكمن مصلحة بلدها ووطنها وأهلها".

وأوضح سموه أن هناك جهداً دؤوباً ومتواصلاً للنهوض بالبلاد اقتصادياً، مشيراً إلى "أننا نعمل حالياً على زيادة فرص الاستثمار، سواء محلياً أو خارجياً، وزيادة القرارات الحكومية المرنة المساعدة على خدمة الاقتصاد الوطني، إضافة إلى تنشيط دور القطاع الخاص الذي سيحال إليه خدمات البنية التحتية والإسكان وغيرها من الأنشطة ما سينعكس ازدهارا في مجتمع الأعمال والبنوك، ويخلق فرص عمل، سواء للمواطن أو المقيم ويخفف العبء على الدولة".


وعن موجة الإرهاب التي تضرب بعض دول العالم قال سموه "عندما بدأت بعض الدول الكبرى تواجه العمليات الإرهابية في عقر دارها باتت تتفهم موقف البحرين وتستمع إلينا وتأخذ بأدلتنا على العدوان الذي نتعرض له"، مشيراً سموه إلى أن "الصورة اتضحت بعدما ظهرت الجماعات الإرهابية على حقيقتها، وإن اختلفت المسميات، إلا أنها تصب كلها في مكان واحد وهو خدمة مصلحة دول ترى أنها تستطيع فرض سيطرتها على العالم بالإرهاب".

وأشاد سمو رئيس الوزراء بالدور السعودي والخليجي الداعم للمملكة، مؤكداً سموه "أننا مدينون لإخواننا في المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون على ما قدمته لنا من مساعدة، ونتمنى أن يبقى هذا التعاون مستمراً، ويزداد في المستقبل".

وشدد سموه على أهمية الدور الكبير "وتفهم الإدارة الأمريكية الجديدة ومواقفها المساندة للدول العربية التي تعمل على محاربة الإرهاب، والذي تجلى واضحاً خلال القمة العربية الإسلامية - الأمريكية التي عقدت في الرياض في مايو الماضي، ومقرراتها المتعلقة بمحاربة الإرهاب على مستوى العالم، فضلاً عن دور دول مجلس التعاون في هذا الشأن لا سيما بعد افتضاح الدول الراعية للإرهاب والتي باتت معروفة ولم تعد أشباحاً".

وتابع سموه: "المنطقة كانت حبلى بالأحداث والتحديات في الفترة الماضية لكن دولنا استطاعت تخطي تلك الأحداث إلى مزيد من الاستقرار، وأستطيع القول -كما تقولون في الكويت- "لقد غدا الشر"، والمملكة اليوم تنعم بالاستقرار والهدوء، والمخاطر زالت بعدما انتصرنا على الأشرار الذين كانوا يعملون لمصلحة العدوان الإيراني علينا، والشعب تفهم أن ليس له من خيار غير الالتفاف الوطني والعمل على تثبيت استقرار البلاد".

وعن منظومة مجلس التعاون الخليجي، جدد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء تأكيده "أقول بثقة واطمئنان أن هذه المنظومة سوف تبقى وتستمر، وعلينا أن نحافظ عليها ونعض عليها بالنواجذ"، مشدداً سموه على أنه "عندما تبرز قضية معينة يترك الأمر للقادة الذين يجب أن تكون اجتماعاتهم مستمرة، ونحن لمسنا قوة المجلس في محطات عدة آخرها عندما تعرضت السعودية لعدوان إيراني عبر الحوثيين، ولذلك فإننا نتمنى أن يكون هذا الدور متفهماً من كل قادة المجلس، وأن يكون الجميع على قناعة أن العمل الفردي لا يحفظ أمن المنطقة".