كشفت التحريات في مملكة البحرين عن تمويل قطر لعدد من العمليات الإرهابية والتفجيرات التي أزهقت أرواحاً ودمرت ممتلكات، من بينها تفجير سترة الإرهابي الذي وقع بتاريخ 28 يوليو 2015، وأودى بحياة رجلي أمن وإصابة 8 آخرين أثناء أداء واجبهم الوطني.

وإذا كان للإرهاب سند وعنوان فإن توفير الدعم والتمويل له يبقى الخطر الأكبر والمحور الرئيس الذي يجب استئصاله، فالدماء الطاهرة التي سالت على أرض مملكة البحرين والأرواح البريئة التي أزهقت جراء أعمال إرهابية بغيضة وممنهجة، مولتها عناصر، تسترت بالدين تارة وامتهنت السياسة للتغطية على جرائمها تارة أخرى، وهذه الدماء لن تضيع هدراً ولن تذهب سدى.

التحقيقات في تفجير سترة، كشفت شواهد التمويل القطري للإرهاب في مملكة البحرين، من خلال تلقي الممول الرئيس لهذا العمل الإرهابي، مبالغ مالية في شكل حوالات منتظمة من رجل أعمال قطري بارز، خلال الفترة من 2010 وحتى 2015.


وما كشفته التحريات، وأقر به المقبوض عليهم في هذه القضية الإرهابية بشكل خاص، أدى وبشكل تدريجي إلى تحديد خيوط المؤامرة والجريمة بحق شعب ووطن، حيث تمويل للإرهاب متعدد الأشكال والمصادر من الداخل والخارج.

بداية كشف الخيوط كانت بالقبض على المدعو حسن عيسى مرزوق "47 عاماً" نائب برلماني سابق وعضو بجمعية الوفاق المنحلة، بتاريخ 18 أغسطس 2015 لدى عودته من إيران، والذي يقضي حالياً عقوبة السجن 10 سنوات في قضايا قتل عمد واستلام وتقديم التمويل لتنظيم إرهابي على خلفية تورطه كممثل لجمعيته المنحلة في قضايا تمويل العناصر الإرهابية وإسنادها بالأموال اللازمة لتدبير المواد المستخدمة في أعمال التخريب وأماكن إيواء العناصر المطلوبة أمنياً، وهو ما أقر به عدد من المقبوض عليهم في قضية تفجير سترة الإرهابي.

ولم يقتصر تمويل الإرهاب في مملكة البحرين على الداخل وإنما كانت له أذرع خارجية، من خلال دولة يفترض أنها شقيقة وجارة، فقد دلت التحريات والأدلة التي كشفتها إدارة التحريات المالية على قيام رجل أعمال قطري بارز يدعي محمد سليمان حيدر بإرسال حوالات مالية بصورة مستمرة في الفترة من 2010 وحتى 2015 إلى المدعو حسن عيسى مرزوق، وتم استخدامها في تمويل الإرهاب.

وعرض تلفزيون البحرين تقريراً عن تلك الوقائع والأدلة، ومن بينها أرصدة تحويل وشيكات وغيرها صادرة من رجل الأعمال إلى حسن مرزوق الذي مول تلك العمليات الإرهابية.

ولم يكن تمويل قطر للإرهاب في مملكة البحرين، قاصراً على الدعم المالي للعناصر الإرهابية والقائمين على إسنادهم أمثال حسن عيسى مرزوق وغيره من الداعمين للإرهاب، بل ظل الدعم المعنوي واللوجستي القطري واضحاً في كثير من الأعمال الإرهابية.

وتبقى التساؤلات قائمة ..متى تتوقف قطر عن دعم وتمويل الإرهاب؟

أليس تمويل الإرهاب وإثارة الفتنة والانقسام ، أكبر تهديد لحياة البشرية ككل؟

تبقى الإجابات مطلوبة وإن كان الأهم منها هو الالتزام بالتعهدات والتوقيعات، مع التأكيد على أن ما أوردناه ما هو إلا جزء من علاقة قطر بالإرهاب في البحرين.