أضحت ظاهرة التسابق على نشر الأخبار الصحافية المعنية بالإنجازات لبعض المسؤولين موقع تساؤل، إن كانت تلك الإنجازات شخصية أم عملية؟ لم تقتصر تلك الأخبار على الصحف المحلية ولكن وصلت إلى الموقع الإلكتروني لهذه الوزارة أو تلك، خاصة الخدمية منها، إذ من النادر جداً أن ترى خبراً على الموقع الإلكتروني عالج مشكلة أو شكوى. هذه العدوى وصلت لبعض المجالس البلدية والسادة رؤسائها لإبراز صورهم وإنجازاتهم حتى وإن كلفتهم لوحات إعلانية، لا ضير في ذلك! ولكن السؤال لماذا؟ ناهيك عن بعض السادة النواب الذين يحرصون على طباعة كتيبات ومجلدات تحوي إنجازاتهم في نهاية كل دور انعقاد.

لا بد من تسليط الضوء على هذه الظاهرة، ومحاولة الحصول على إجابة لها، إن كانت إنجازات المسؤول الحكومي شخصية أم عملية؟ وينطلق الأمر من مسؤولية تقييم المسؤول إن كان يوظف هذه الإنجازات على الصعيد الشخصي أو العملي وإذا كان الإنجاز على الصعيد الشخصي، هل أثر سلباً على المخرجات العملية أم لا؟ وهل استغل سلطته لتصفية الحسابات الشخصية؟ وكم عدد الشكاوى التي وردت إلى الوزير المسؤول عن وكيل أو مدير وهي حبيسة الأدراج؟ كل تلك التساؤلات مشروعة ومحاولة طرحها وتقييمها تصب في صالح تحسين الأداء سواء على الصعيد الحكومي أو البلدي أو النيابي فنحن نتحدث عن المسؤول بشكل عام.

أداء المسؤول

إذا ما أردنا تحليل أداء المسؤول الحكومي سنواجه بعض الصعوبات، أبرزها، تدني جودة البيانات والشعور السائد بالتردد في معالجة الإخفاقات والمحاسبة. ومن جانب آخر، التفات العمل البرلماني عن رصد وتحليل تأخر المشاريع أو الشكاوى تجاه بعض المسؤولين المعنية بالخدمات أياً كان نوعها، واعتماد البعض على ما يثار بالصحافة المحلية، ومن جانب آخر قناعة البعض حتى وإن وصلته الشكوى بشكل مباشر! ولكن في حقيقة الأمر ستسمو العلاقات الشخصية على الوقوف مع الحق «ولدي أمثلة على ذلك».

الخوف أن تنتقل حالة بعض المسؤولين الحكوميين في تقديم صورتهم على ما هو مطلوب منهم إلى أشخاص آخرين مثل أعضاء المجالس البلدية، الذين أخذ البعض منهم يتسابقون على رسم صورتهم كمسؤولين حكوميين في حين أنهم أعضاء منتخبون لأسباب محددة.

نظرة من الداخل

لقد نجحت الحكومة في ترجمة الجزء الأكبر من برنامجها على أرض الواقع، رغم الظروف التي تحيط بالمنطقة. وهذا الإنجاز لا يعني عدم الحصول على إجابات على التساؤلات التي وردت في بداية هذا المقال، لذلك نوجه نداءنا إلى الحكومة، بأنه من الضروري أن تعلن عن النسب المئوية التي تحققت من برنامجها خاصة المحور الاقتصادي والمالي والتنمية البشرية والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية ومحور الأداء الحكومي، فالشفافية مفتاح العمل الناجح وطريق النجاح.

* خلاصة القول:

«العسر لن يدوم والشدة لن تطول والليل يتبعه فجر والصبر أجمل العبادات»، في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة من تقلبات اقتصادية وسياسية وتهديد أمني يتطلب منا الثبات والصبر على عزم الأمور، وتسليط الضوء على مكامن الخلل والقصور ومحاسبة المقصرين لتحصين جبهتنا الداخلية. حمى الله البحرين من كل مكروه، داعين الله عز وجل أن يؤلف بين قلوب السادة النواب للعمل لما فيه خير وصالح البلاد والعباد، وتغليب المصلحة العامة على الشخصية.