إن كان من أحد يعيب على البحرين شح مواردها بالمقارنة مع بعض الدول، فإننا أغنياء بوطنيتنا وإخلاصنا.

جملة لا تصدر إلا عن قامة وطنية شامخة، تدرك أن كرامة المواطن من كرامة الوطن، وأن عزة الإنسان بعزة بلاده، وأن أي شيء خلاف الوطنية والإخلاص، لا يبني الأوطان، ولا يعمرها، بل يجعلها عرضة للنهب والاختطاف.

جملة الرجل القوي معالي وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة في مقابلته الأخيرة في «الشرق الأوسط» لابد أن نضعها نصب أعيننا، فشموخنا وعزتنا يتمثل بوطنيتنا وإخلاصنا، وأن هذه المقومات هي التي حفظت البحرين من الشرور ومحاولات الاختطاف وتصدت لمساعي الانقلاب.

حكمة جلالة الملك حمد حفظه الله، كما بينها الوزير بشكل واضح، هي التي جعلت البحرين تمضي في طريق الأمان متحدية كل محاولات الكيد والشر، تعاضد الرجال المخلصين وتحلقهم حول قيادته على رأسها جلالة الملك، وتماسكهم في مواقعهم، من الحكومة برئاستها ورجالها، ومن المواطنين المخلصين الأوفياء، ومع تضحيات جسيمة كبيرة بذلها رجال الأمن البواسل الذين راح منهم شهداء خلدوا أسمائهم بالفخر في تاريخ الدفاع عن بلادهم، هذه المعادلة الشاملة، لها الفضل بعد رحمة الله ورعايته، بأن تعود البحرين قوية بتكاتف المخلصين مع قيادتهم، وأن يستتب الأمن وتكسر شوكة الفئات الضالة والمفسدين والإرهابيين والعملاء.

هناك دروس أمنية عديدة استفادت منها البحرين، مجتمعنا خاض تحديات أمنية خاصة، وبسبب كل ذلك باتت المنظومات الأمنية برجالها الشجعان ووزيرهم المخلص أكثر دراسة وخبرة في الاستعداد والتعامل والاستقراء أيضاً بما أفشل عديداً من المخططات الآثمة التي استهدفت بلادنا. فالبحرين اليوم أقوى.

لا أنسى كلمات وزير الداخلية التي يعرفها المخلصون بحزمها وقوتها، خاصة تلك التي قال فيها صراحة إن البحرين بلد المخلصين، وأن من تستهويه إيران ويحاول استنساخها لدينا ويسعى لتنفيذ مخططات الإرهاب بعمالته للأجنبي، فليذهب لإيران وليكف شره عن البحرين.

التدخل الإيراني الصفيق في البحرين بات متجرداً من أية عمليات تغليف وتحوير للواقع، الهزيمة المدوية الموجعة التي تكبدها المخطط الصفيوني لنظام خامنئي في البحرين عام 2011، من خلال فشل انقلاب عملائهم والموالين لهم بائعي تراب أوطانهم، أوصلت النظام الإيراني لمرحلة اللعب الصريح وعلى المكشوف، إذ لم يعد خافياً الدور الإيراني السافر الذي تلعبه أذرعه في بلادنا، ابتداءً من التصريحات العدائية لرموزهم السياسية التي تستهدف البحرين، مروراً بعمليات التدريب العسكري للخونة والعملاء في معسكرات الحرس الثوري وحزب الشيطان، انتهاءً بمحاولات تهريب الأسلحة والمتفجرات لتنفيذ العمليات الإرهابية واستهداف رجال الأمن، وإقلاق السلم الأهلي.

جهود وزارة الداخلية لم تقتصر على إعادة استتباب الأمن الداخلي والتصدي للمجرمين وقطع دابرهم، بل امتدت على الصعيد الخارجي لتشمل اجتماعات رفيعة المستوى في الدول الشقيقة والصديقة ووصلت لأصحاب القرار في القوى العالمية وآخرها ما عرضه بنفسه وزير الداخلية في زيارته للولايات المتحدة الأمريكية، وكيف هو الدور الحقيقي الذي تقوم به وزارة الداخلية ومنتسبيها من حرب على الإرهاب الممارس في المجتمع، ومن الحفاظ على أمن المواطنين ومكتسباتهم، ومن تأمين سلامة البلاد من محاولات باتت مفضوحة وواضحة.

الأولوية للانتماء الوطني كما قال وزير الداخلية، فلا شيء أهم وأغلى من الوطن، ولا يهم المواطن المخلص أية محاولات انتقاص منه ومن بلاده، وما عانيناه من الإرهاب الذي أثر على اقتصادنا في تلك الفترة، وعاب علينا البعض شح مواردنا، فإن البحرينيين أثبتوا في كافة المنعطفات الحاسمة بأنهم أغنياء بوطنيتهم وإخلاصهم، وهو الذي حمى بلادهم، وأعاد لها الأمن والاستقرار والذي أعاد بدوره الاستثمارات وأدار عجلة الاقتصاد بقوة من جديد.

كل هذا تحقق لأن الوطنية مزروعة ومتأصلة في نفوس المخلصين، ولأنهم خلف رجل عظيم بأفعاله، كبير بحكمته، ضارباً لأروع الأمثلة في مد اليد للجميع وفي صفحه وحلمه وعفوه، ملك البحرين حفظه الله.

قائد مثله يضع الله أمامه، ومعه شعب فيه رجالات مخلصين ثابتين على الحق، النصر الدائم حليفه بإذن المولى عز وجل.