الحديث عن غياب الإعلام الرياضي المستقل عن المشاركات الرياضية البحرينية الخارجية ليس بالحديث الجديد وقد يستمر هذا الغياب عن الاستحقاقات القادمة إذا لم يتغير الوضع الذي يعيشه الإعلام الرياضي ولم تتغير معه نظرة الاتحادات والأندية والهيئات الرياضية الرسمية تجاه الإعلام ودوره الاستراتيجي الهام!

نتابع هذه الأيام أخبار مشاركة البحرين في بطولة العالم لألعاب القوى المقامة في لندن وبطولة العالم لكرة اليد للناشئين المقامة في جورجيا من خلال اجتهادات شخصية من بعض الزملاء ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي والنقل التلفزيوني المباشر نظراً لعدم مرافقة أي وفد إعلامي لأي من البطولتين، في مقابل تواجد الطوابير الطويلة من الإعلاميين والصحافيين الذين يتسابقون على تغطية أخبار منتخبات بلدانهم من مواقع الحدث، الأمر الذي يدعونا إلى تكرار ما دأبنا عليه من نداءات إلى القائمين على الشأن الإعلامي عندنا بدءاً من وزارة شؤون الإعلام وانتهاءً بالمؤسسات الصحافية مروراً بجمعية الصحافيين البحرينية لأهمية وضع آلية بالتنسيق مع الهيئات الرياضية الرسمية لتأمين تواجد الوفود الإعلامية مع كل مشاركة رياضية خارجية وخصوصاً إذا كانت تلك المشاركة ذات مستوى رفيع مثل البطولتين المذكورتين.

أنا لست مع الذين يلقون باللائمة على الاتحادات الرياضية ويحملونهم المسؤولية الكاملة عن غياب المرافقين الإعلاميين، رغم أنني ضد سياسة هذه الاتحادات في المبالغة في أعداد الإداريين المرافقين في أغلب المشاركات الخارجية!

لا بد من شراكة إيجابية عادلة بين الهيئات الإعلامية والهيئات الرياضية من أجل تأمين تواجد إعلامي بالقدر الذي يليق بالمشاركة المعنية حتى لا يستمر مسلسل الغياب الإعلامي، وحتى لا يتكرر مسلسل تقاذف المسؤولية بين الهيئات الإعلامية والهيئات الرياضية كما هو الوضع الآن!

الاتحادات الرياضية تتعذر بنقص الموارد المالية وتفضل إدارييها على الإعلاميين، والهيئات الإعلامية بما فيها جمعية الصحافيين مازالت تضع الرياضة في آخر حساباتها بدليل استمرار هذه المطالب منذ أكثر من أربعين عاماً من دون أن نرى أي مبادرات إيجابية في هذا الاتجاه، وقد يكون السبب راجعاً لوجود اجتهادات شخصية من بعض الزملاء المتابعين للحدث أو من بعض الإداريين المرافقين لتلك الوفود لنشر الأخبار التي نقرأها في بعض الملاحق الرياضية، وهذه ليست بالمشاركة الإعلامية التي ننادي بها والتي تلامس طموحنا كإعلاميين رياضيين، كما أنها ليست بالمشاركة المهنية التي تجسد دور الإعلام الحقيقي!!