لندن ليست فقط عاصمة للضباب كما يعرف عنها، بل هي أيضاً عاصمة لأندية كرة القدم في العالم، حيث تضم وحدها 15 نادياً يلعب خمسة منهم في البريميرليغ وهم توتنهام هوتسبير، كريستال بالاس، آرسنال، تشيلسي، وويست هام يونايتد.

الغريب في الأمر، أن لندن لم تكن السباقة في عالم كرة القدم، فقد دخلتها كرة القدم بعد عقدين من الزمن حيث سبقتها في ذلك مانشستر وليفربول، ولم يكن هناك فريق لندني واحد ضمن رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة عند تأسيسها في عام 1888. أول من دخل عالم الاحتراف من أندية لندن هو فريق كونيز بارك رينجرز عام 1889 وتلاه فريق الآرسنال عام 1891 ثم توتنهام في 1895 وفولهام في 1898. أما الأندية الأخرى مثل تشيلسي وشارلتون فلم تنتقل إلى عالم الاحتراف إلا بعد بداية القرن العشرين وتحديداً عام 1905.

بدأت شهرة أندية العاصمة تتزايد بعد أن أحرز توتنهام أول بطولة لهم وهي بطولة الكأس في عام 1901. إلا أن بقية أندية العاصمة كانت غائبة تماماً عن منصات التتويج حتى العام عام 1931 عندما فاز الآرسنال بأول بطولة دوري له. وفرض الآرسنال تفوقه وهيمنته في الفترة بين 1931 و 1938 حيث حصل خلالها على خمس بطولات دوري وبطولتي كأس.



ورغم كثرة عدد الأندية في العاصمة، إلا أن ثلاثة منها فقط هم ممن حصلوا على بطولات الدوري وهم آرسنال وتشيلسي وتوتنهام، وما زالت هذه الأندية بعيدة جداً عن أندية خارج العاصمة أمثال مانشستر وليفربول. ويرى بعض المحللين أن كثرة هذه الأندية في العاصمة هي العائق الأساسي أمام الأندية اللندنية في تحقيق الألقاب.

أما فيما يتعلق بالبطولات الأوروبية فقد حصلت أربعة أندية من لندن فقط على هذه البطولات وهم ''تشيلسي والآرسنال وتوتنهام ووستهام يونايتد، بينما لم تحقق بقية أندية لندن على الإطلاق بطولة دوري الأبطال الأوروبي.

وقد أفردت مجلة فرانس فوتبول مسبقاً مساحة أكبر للحديث عن الأندية اللندنية التي تلعب في دوري الدرجة الأولى وقالت إن لكل منها شخصيته وهويته المستقلة والمختلفة عن الآخر، ففريق تشيلسي وصفته بأنه الأكثر عرضة للاختلاف وللنزاع على وضعه كناد وفريق كرة قدم، بينما وصفت الآرسنال بأنه النادي الأكثر ابتكاراً وإبداعاً أما توتنهام فهو الأكثر ألغازاً والذي تراجع كثيراً بعد أن صاحب بطولات في الماضي. وعن وستهام قالت المجلة انه كان الأكثر شعبية وأنه من الأندية التي تتمسك باللعب الجميل منذ القدم وهو أيضاً الفريق المفضل عند الكثيرين من الصحافيين الإنجليز.

20 ديربي

سنوياً، تلعب أندية لندن 20 مباراة ديربي في البريميرليغ من أصل 380 مباراة في الموسم، أي ما يعادل 5% من إجمالي المباريات في الموسم.

ووفقاً لدراسة نشرت عام 2008، الفرق الثلاثة الأبغض في لندن كانت تشلسي وآرسنال وتوتنهام، مما يدل على وجود أولوية في تصنيف مشاعر الجماهير المحلية، أي أن العداوة بين الجيران ليست متساوية. لكن جميع شروط وظروف العداوة والكراهية تجتمع في ديربي آرسنال وتوتنهام، ديربي شمال لندن. الفريقان تواجها للمرة الأولى في أواخر القرن التاسع عشر، لكن الخصومة بينهما لم تصل إلى هذا الحد من الشراسة قبل عام 1913 عندما انتقل آرسنال الذي أسس بالقرب من نهر التايمز في جنوب شرق لندن، إلى ملعب «هايبوري» المتواجد على بعد كيلومترات قليلة من توتنهام الذي دفع ثمن تردده باستخدام هذا الملعب.

وفي الأعوام الأخيرة اشتدت حدة التوتر بين الجارين بعد أن تراجعت نتائج آرسنال مقابل بروز نجم توتنهام ودخوله في صراع مع «المدفعجية» من أجل التأهل إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا. وفي 2010 احتفلت جماهير توتنهام حتى الثمالة بما اعتبرته يوماً تاريخياً بعد فوز فريقها على آرسنال في معقل الأخير «5-2» للمرة الأولى منذ 17 عاماً.

صحيح أن العداوة بين آرسنال وتوتنهام تعتبر الأكثر حدة في لندن، لكن الخصومة بين بعض الأقطاب الأخرى للعاصمة لا تقل شأناً إلا أنها لا تظهر كثيراً إلى الساحة لأن أطرافها قد لا تتواجد معاً في نفس الدرجة نظراً إلى هبوطها إلى الدرجة الأولى في الكثير من المواسم.

نتحدث هنا عن مثال وست هام وميلوول، أنهما الجاران في شرق لندن، خلافاً لما يوحيه اسم الأول «وست يعني غرب»، وأسسا على يد مجموعتين متنافستين من عمال أحواض السفن. المباراة الأخيرة بين الفريقين تعود إلى أغسطس 2009، في كأس رابطة الأندية وقد شهدت أعمال عنف تخللها عراك بين عصابات شوارع ما أدى إلى طعن حد المشجعين.