في 23 يونيو من العام الماضي، صوت الشعب الإنجليزي على قرار البقاء أو الخروج من الاتحاد الأوروبي. النتيجة كانت صادمة للكثير من المحللين والمراقبين، فكل المؤشرات كانت تدل على نجاح حملة البقاء في الاتحاد، إلا أن النتيجة كانت مخالفة تماماً. كان للأمر عدة تبعات سياسية واقتصادية، فعلى الصعيد السياسي أطاح القرار برئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون من منصبه، واقتصادياً كان هناك عدة جوانب كانخفاض سعر الجنيه الإسترليني مثلاً، لكن هل تأثرت إنجلترا «كروياً»؟

يعتقد رؤساء الأندية أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «البريكست»، ربما يقيد قدرتهم على التعاقد مع لاعبين أوروبيين مستقبلاً. وقال بيتر كوتس رئيس نادي ستوك سيتي إن الدوري الإنجليزي بحاجة إلى الحماية في مواجهة مثل هذه المواقف الغامضة. ونقلت صحيفة تايمز عن كوتس قوله بعد اجتماع لرؤساء أندية دوري الأضواء «أنا متشائم إزاء الخروج من الاتحاد الأوروبي.. نأمل أن تعثر كرة القدم على سبيل للتغلب على هذه العقبات عند حدوث الأمر في نهاية المطاف.. أياً كان موعد الخروج». وقال ديفيد غولد المالك المشارك لوست هام يونايتد إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تسبب فعلاً في تراجع نشاط أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، في سوق الانتقالات إذ أدى تراجع قيمة الجنيه الإسترليني إلى ارتفاع أسعار اللاعبين.

وانطلقت عملية انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي والتي تستمر على مدار عامين الأربعاء الماضي، ومن المقرر أن يتم تعديل للوائح الهجرة بصورة رسمية قبل الموعد النهائي للانفصال بين الطرفين في 29 مارس 2019.



ومما يهدد الأندية أكثر، هو قرار تقييم أهلية اللاعبين الأجانب من قبل رابطة المحترفين الانجليزية للعب في دوري المحترفين، وإعطاء الأولوية للهواة الإنجليز في بدء رحلتهم في عالم كرة القدم. وجهة نظر الرابطة تتلخص في جلب اللاعبين ذوي الطراز العالمي للدوري الإنجليزي، وتأهيل اللاعبين الإنجليز لتطوير اللعبة والمنتخب، إلا أن ردود الفعل كانت متفاوتة بين الرفض والإيجاب.

الأندية مازالت قلقة، فمستقبل قوانين الهجرة بين بريطانيا وبقية دول الاتحاد ما زال ضبابياً، وقلقها أكبر إزاء تطبيق تلك القوانين على الجميع دون استثناء أندية البريميرليغ. من المرجح أن نرى مزيداً من العواقب تجاه الأندية ومحترفيها خلال استكمال عملية الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، وقد تكون تلك القوانين ذات تأثير سلبي على الأندية ذات الدخل المحدود التي لا تملك القدرة الشرائية التي تملكها الأندية الكبيرة أمثال تشيلسي ومانشستر يونايتد وسيتي.