عواصم - (وكالات): أعلن المتحدث باسم الحكومة الألمانية الجمعة أن برلين طلبت من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "عدم التدخل" في الحملة الانتخابية الألمانية، بعد أن دعا الأتراك المجنسين في ألمانيا إلى عدم التصويت لحزبي الائتلاف الحاكم.

وقال المتحدث ستيفن شيبرت عبر تويتر "ننتظر من الحكومات الأجنبية عدم التدخل في شؤوننا الداخلية" وذلك رداً "على التصريحات الأخيرة للرئيس أردوغان" الذي حض أتراك ألمانيا على عدم التصويت لحزبي الائتلاف الحكومي ولا لحزب الخضر.

وتدخل الرئيس التركي الجمعة في الانتخابات العامة المقبلة في ألمانيا، داعياً الأتراك المجنسين في ألمانيا إلى عدم منح أصواتهم إلى حزب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وحزبين آخرين يشاركان في تحالفها الحاكم.



وفي تصعيد للتوتر مع برلين، قال أردوغان إن الألمان من أصل تركي يجب ألا يصوتوا للاتحاد المسيحي الديمقراطي الذي تنتمي إليه ميركل ولا للحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي ينتمي إليه وزير الخارجية الألماني سيغمار غابريال ولا لحزب الخضر، واصفاً هذه الأحزاب بأنها "عدوة لتركيا".

وعلى الفور، رد وزير الخارجية غابريال بحزم واصفاً تصريحات أردوغان بأنها "تدخل استثنائي في سيادة بلادنا"، ما قد يفتح الباب أمام تراشق كلامي جديد سيزيد من حدة التوتر القائم أصلاً بين البلدين.

وقال أرودغان في تصريح صحافي "أقول لجميع مواطني في ألمانيا: (...) لا تدعموا المسيحيين الديمقراطيين ولا الحزب الاشتراكي الديمقراطي ولا الخضر. إنهم جميعاً أعداء لتركيا".

واتهم الحزبين الرئيسيين بأنهما يلعبان لعبة "كلما هاجمت تركيا، زادت الأصوات التي ستحصل عليها".

وأضاف "يجب أن تدعموا الأحزاب السياسية هناك التي لا تبدي العداء لتركيا".

-"أعطوهم درساً" ولم يوضح أردوغان أي حزب سياسي ألماني يريد من الأتراك دعمه في الانتخابات البرلمانية في 24 سبتمبر المقبل.

وأضاف أنه يتوقع من الناخبين ذوي الأصول التركية "إعطاء درس للأحزاب التي لا تحترم تركيا" حين تدلوا بأصواتكم لأن "الأمر يتعلق بالدفاع عن الشرف".

وانتقدت ألمانيا أنقرة مراراً بسبب الحملة التي أعقبت محاولة الانقلاب الفاشل ضد أردوغان في يوليو 2016، والتي تضمنت اعتقال عدة مواطنين ألمان، من بينهم صحافيون.

فيما تتهم أنقرة برلين بالتدخل في شؤونها الداخلية ومحاولة عرقلة مساعيها طويلة الأمد للالتحاق بالاتحاد الأوروبي.

وتحتجز تركيا مراسل صحيفة دي فيلت اليومية في إسطنبول دنيز يوجيل المسجون في تركيا منذ نهاية فبراير الماضي، تمهيداً لمحاكمته بتهم متعلقة بالإرهاب.

فيما تُحتجز الصحافية ميسال تولو بتهم مماثلة منذ مايو الماضي، كما اعتقل الناشط بيتر ستودتنر في جزيرة قبالة سواحل إسطنبول في يوليو الماضي.

وهناك 10 أتراك محتجزين في تركيا، من بينهم مزدوجو الجنسية، بحسب الناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن شيفر.

وقال شيفر إن يوجيل، وتولو سيتلقيان زيارات قنصلية ألمانية خلال الأسابيع المقبلة.

وتتفق سياستا الاتحاد المسيحي الديمقراطي والحزب الاشتراكي الديمقراطي حيال تركيا.

ولكن حزب الخضر ينادي بتبني خط أكثر تشدداً بخصوص أنقرة. ويعتبر جيم أوزديمير الذي يشارك في زعامة حزب الخضر وهو من أصل تركي، من أشد المنتقدين لأردوغان.

وهناك قرابة 3 ملايين شخص من أصل تركي في ألمانيا، الكثير منهم يتحدرون من الذين أتوا إلى ألمانيا الغربية كعمال في ستينات القرن المنصرم حيث كانت ألمانيا تعاني من نقص في العمالة بعد الحرب العالمية الثانية.

ويقول محللون إن 1.2 مليون مواطن ألماني من أصل تركي سيحق لهم التصويت في الانتخابات التشريعية المقررة في سبتمبر المقبل.

وفي الماضي، كان الألمان من أصل تركي ميالين لليسار، وصوتت غالبيتهم للحزب الاشتراكي الديمقراطي.

لكن أرودغان يحظى بشعبية لدى الأتراك المقيمين في ألمانيا، إذ صوت 59 % منهم لحزبه الحاكم في الانتخابات التشريعية التركية في نوفمبر 2015.