أعجب وأستغرب من الجدل البيزنطي الدائر منذ فترة في وسطنا الكروي حول قرار اتحاد الكرة بقيد اللاعب الشاب تحت 21 سنة ضمن كشوفات الفريق الأول!

مثل هذا الأمر لم يكن يحتاج أصلاً لإصدار قرار إلزامي ولم يكن يستدعي اتخاذ عقوبات لمن لا يلتزم بتطبيقه، وإن كنا ندعم توجه الاتحاد لحث الأندية على الاهتمام بهذه الفئة، وكنا نتمنى لو يتم تنظيم مسابقة خاصة بها بدلاً من كل هذا اللغط وهذا الجدل الذي لا يسمن ولا يغني من جوع!!

اتحاد الكرة يعلم بأنه لا يحق له التدخل في الشؤون الداخلية للأندية وبالأخص الفنية منها، ولذلك لم نكن نتمنى أن يصدر هذا القرار بمضمونه الإلزامي!

المتعارف عليه في المجال الرياضي أن اللاعب الموهوب هو من يفرض نفسه على الجهاز الفني لا أن يتم فرض اللاعب على الجهاز فرضاً، وبنظرة سريعة على الملاعب العالمية نجد أن اللاعبين المتميزين هم من يفرضون أنفسهم على الجهاز الفني، بل ويفرضون نجوميتهم وتصدرهم قوائم بورصات الاحتراف بدءاً من ملك الكرة البرازيلي «بيليه» الذي لعب نهائي كأس العالم وهو في سن السابعة عشرة وانتهاء بالفرنسي «امبابي» الذي قاد ناديه موناكو للفوز ببطولة الدوري الفرنسي الموسم الماضي، مروراً بالأرجنتيني «ميسي» أسطورة الكرة الحديثة والبرتغالي «رونالدو» والبرازيلي «نيمار» أغلي لاعب في العالم وغيرهم من النجوم الذين تابعنا تألقهم وإبداعاتهم في الدوريات العالمية قبل أن يتجاوزوا سن العشرين عاماً.

إذاً المسألة ليست مسألة فرض إشراك اللاعب الشاب ضمن تشكيلة الفريق الأول بل المسألة مسألة أهلية اللاعب وقدرته على إقناع الجهاز الفني بأحقيته للمشاركة في التشكيلة الأساسية، ومثل هذا الأمر حدث ويحدث كثيراً في ملاعبنا المحلية منذ مطلع السبعينات من القرن الماضي.

نجوم كرويون بقيمة حمود سلطان وسلمان شريدة ومحمد الزياني وفؤاد بوشقر وخليل شويعر ونظير الدرازي وجوهر الماص وجمعة بشير وإبراهيم حمد وحمد محمد وكثيرون لا يسع المجال لذكر أسمائهم شاركوا في تشكيلة الفريق الأول وهم لم يتجاوزا بعد سن العشرين عاماً، إنما موهبتهم هي التي فرضتهم كلاعبين أساسيين، والأمر ذاته هو ما يجب أن يسود في مسابقاتنا المحلية في الوقت الراهن.

هكذا هي طبيعة التنافس الرياضي الذي يقوم على قاعدة البقاء للأفضل، وهكذا يجب أن يكون مضمون قرار اتحاد الكرة ولا شيء غير ذلك.