نشرت تغريدة في حسابي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، تعليقاً على زيارة سمو الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني إلى المملكة العربية السعودية، وذلك من أجل الوساطة، لتسهيل أمور الحجاج القطريين وقلت فيها «وجهة نظري، السعودية أنهت الأزمة القطرية بعد تسليم #الشيخ_عبدالله_بن_علي_ آل_ثاني أمور الشعب القطري وما تبقى ستكون حرب ضد الخلايا الإرهابية بالدوحة».

المملكة العربية السعودية كانت ولا زالت تنتهج مبدأ الفصل بين السياسة والحج، والدليل على ذلك هو فتح المنافذ للحجاج الإيرانيين، وهذا الأمر يؤكد يوماً بعد يوم أن السياسة الخارجية للسعودية لا تضع تأدية المناسك الدينية كأداة ضغط في ملفاتها في المنطقة، إلا أن الأزمة القطرية كشفت عن أن النظام القطري قد وضع هذا الأمر ضمن سياسته الخارجية في المنطقة، غير أن حكمة خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود قد نسفت سياسة النظام القطري وأحرجته أمام الشعب القطري، وذلك بعد وساطة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني الذي يعتبر من الأسرة الحاكمة السابقة، وقام الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني «جد أمير قطر الحالي» بالانقلاب على شقيقه الشيخ أحمد بن علي آل ثاني، و«أسرة عبدالله بن علي آل ثاني».

بالتالي فإن المملكة العربية السعودية باستضافة شخصية مثل الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني فذلك يعد تأكيداً على أن الرياض تدعمه كونه من نسل حاكم وليس منقلباً، بل هو جاء لتأكيد مدى عمق العلاقات السعودية القطرية في الماضي قبل أن تشهد أسرته الانقلاب عليها.

السؤال المهم، هل انتهت الأزمة القطرية بعد كسب حليف جديد في قطر وهو الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، وبعد أن أمر القادة بالسعودية بأن تخصص له غرفة عمليات خاصة لخدمة الحجاج القطريين، ودعم هذه الشخصية بكل الموارد المتاحة؟ يتضح لنا أن القيادة السعودية تثق بهذه الشخصية، وتؤيدها بخطواتها لخدمة الشعب القطري الذي قد منعه نظامه من أداء مناسك الحج، ولكون تلك الشخصية تعلم مدى الثقل والمكانة الدولية التي تتمتع بها المملكة العربية السعودية.

من وجهة نظري - وقد تقبل الصواب والخطأ - أرى أن المملكة العربية السعودية قد لاقت من يرعى مصالح الشعب القطري في المنطقة، وأن اليوم بدأت مرحلة ما بعد الأزمة القطرية، وهي محاربة ومواجهة الكيانات الإرهابية على الأراضي القطرية، خاصة أن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب قد أعطت للنظام القطري فرصاً عديدة لا تنتهي، وكشفت له القليل من الأدلة من بحر لا ينضب بتورط قطر في دعم الإرهاب وتمويله في المنطقة.

وعليه، فإن النظام القطري بدأت شرعيته تنتهي شيئاً فشيئاً بعد أن وجدت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب الحليف الداخلي المتفهم لظروف الأزمة والمهتم بالشعب القطري ومصالحه بعيداً عن هذا النظام الذي ارتكب مجازر بشرية في الكثير من الدول وتآمر على أشقائه ودعمه للكيانات الإرهابية لزعزعة أمن الخليج العربي، وتحالف مع الأعداء على حساب الأشقاء، فالأزمة القطرية قد انتهت، بعد ظهور تلك الشخصية التي يثق فيها القطريون ولديه الكثير من المؤيدين، وأن المرحلة الثانية قد حانت في محاربة الكيانات الإرهابية والشخصيات الداعمة لها، وأبرزها النظام القطري الذي اقترب من مرحلة عدم الاعتراف بشرعيته بالمنطقة في حال لم يواجه الأزمة ويتدارك نفسه سريعاً قبل أن تأخذ الدول الداعية لمكافحة الإرهاب زمام التصعيد.