إن من أكثر ما يستنزف ميزانية الدولة الخاصة بالمباني الحكومية هو الصرف الكبير على قضايا الصيانة الدورية والسنوية، وفي حال أُهمِلتْ حركة الصيانة في المباني الحكومية فإن أضرار هذا الإهمال سوف تطال كل شيء في تلكم المباني المُهْمَلة، وبالتالي لن تجدي الصيانة في هذه الحالة وإذا كانت مجدية فإنها سوف تكون مُكْلِفة جداً.

حين تقع في أيدينا قيمة وتكلفة صيانة المباني الحكومية السنوية وكل ما يخصها من مرافق كالمدارس والحدائق والمستشفيات فإننا سنصعق من حجم المبالغ المخصصة لذلك، لأن تكلفة الصيانة لو استُثمرت في شراء مبانٍ جديدة سوف تكون موازية لهذه المبالغ التي تهدر على صيانة الكثير من المباني الحكومية.

بلدية المحرق ومنذ أكثر من خمسة أعوام تعاني الأمرِّين فيما يتعلق بصيانة المكيفات فيها، فالموظف في البلدية يحترق كل صيف بسبب المكيفات «الخربانة» التي لم تعد صالحة للعمل، والتي ربما يجب أن تكون خارج نطاق الخدمة منذ أكثر من 5 أعوام، فلا صيانة حقيقية للمكيفات ولا أي اهتمام بها وبحال الموظفين بالبلديات وهذا يرشدنا لعدة أمور، إمَّا أن قسم الصيانة لا يملك ميزانية لصيانة مكيفات المبنى منذ أكثر من 5 أعوام ولهذا باتت غير صالحة، أو أن قسم الصيانة لا يقوم بمهامه على أكمل وجه ولربما لم يقم القسم بتنظيفها بشكل دوري حتى تعطلت، أو أن المكيفات التي تم تركيبها من الأساس لم تكن من النوع الجيد، أو أن هناك أسباباً فنية أخرى نحن لا نعلم عنها أي شيء، وفي كل الحالات المذكورة فإن الموظف سيكون ضحية مكيفات لا تعمل منذ نصف عقد من الزمن.

اليوم هناك كلام يتداوله الكثيرون بأن تكلفة الصيانة السنوية الخاصة بمكيفات بلدية المحرق تتجاوز مبلغ 20 ألف دينار وبعضهم الآخر طرح مبلغ للصيانة أكثر من ذلك بكثير، إذ يؤكد هؤلاء أن المبلغ الحقيقي لصيانة المكيفات يتجاوز مبلغ 75 ألف دينار. بين المبلغين والصيانتين يجفف الموظف البلدي في بلدية المحرق عرقه كل صيف بانتظار أن تقوم الجهات المعنية بإصلاح المكيفات، وكلنا يعرف جيداً ما معنى الحر القاتل في البحرين حين يعمل الموظف في مبنى مغلق دون وجود مكيف صالح للإستعمال!

لا يهم الموظف من هو المسؤول عن هذه «المهزلة» بقدر اهتمامه بوجود مكيف يكمل به مشواره اليومي لأجل أداء عمله بكل راحة، لكن بكل تأكيد نحن هنا نهتم كثيراً بسبب هذه المشكلة التي حتى كتابة هذه السطور لم تُحل بعد، فمن هو المسؤول عن هذه الفوضى؟