فاطمة الشيخ

يدل ظهور "نجم سهيل" عند العرب على بداية التغير الفصلي وانتهاء ريح السموم، وعلى اعتدال الجو وكسر حدة الحرارة، حيث تتحسن الأجواء ويبرد الماء مساءً، ويطول الليل والظل، ويقصر النهار، وأحياناً تهب فيه الرياح الشمالية الباردة التي تخفف من رياح السموم الحارة.

الباحث الفلكي علي الحجري قال لـ"الوطن" إن "نجم سهيل موجود حالياً في السماء، ولكن لا يمكن رؤيته بالعين المجردة، إلا بعد تاريخ 24 أغسطس من العام الحالي في الصباح الباكر قبل شروق الشمس، إذا كان الجو صافياً، وسيكون باتجاه الجنوب الشرقي".



وأضاف الحجري في تعرفٍ للنجم: "نجمة "كانوبوس" أو "نجم سهيل" كما يسميه العرب، وإذ تعني كلمة سهيل في مصطلح اللغة العربية بالوسيم واللامع والنبيل، وكلمة سهيل من السهل الجارية، ويشير أيضاً إلى عدة نجوم ساطعة، ونجم سهيل هو نجم عملاق ساطع أبيض مصفر اللون، يعتبر ثاني ألمع نجم في السماء بعد نجم "الشعرى اليمانية"، ويبعد عن كوكبنا بمسافة تقدر بـ310 سنة ضوئية".

وتابع الحجري: "يهتم عرب البادية والحاضرة بنجم سهيل، ويترقبون ظهوره على حد سواء، فالبادية تقول ''إذا ظهر سهيل لا تأمن السيل بالليل''، مستبشرة بإقبال موسم ممطر فيما تقول الحاضرة "إذا طلع سهيل، تلمس التمر بالليل"، كناية عن ظهور التمور في النخيل بكثرة، ومن مقاييس الاستبشار بظهور نجم السهيل قولهم: "إذا قمت تصلي الفجر ولمست الماء ووجدت درجة برودته تختلف عن درجة برودته يوم أمس فاعرف أن سهيلاً ظهر"، ومن مقاييسهم كذلك على دخوله أن الأشجار الكبيرة والصغيرة تخضر من ناحية الجنوب".

وقال الحجري: "سيزداد ارتفاع نجم سهيل بمعدل درجة واحدة في اليوم، أي بمعدل 4 دقائق، وبمعنى أوضح إذا كنا نراه اليوم في حدود الساعة الرابعة فجراً، سنراه في اليوم الذي يليه الساعة 4:04، وسيبقى هذا النجم حتى أواخر شهر مارس من العام المقبل".

وأضاف: "تنقسم منازل نجم سهيل إلى أربعة منازل، وتبدأ بـ"الطرفة"، ومدتها 13 يوماً من تاريخ 24 أغسطس، ويكون الجو فيها دافئاً ورطباً في الليل مع ارتفاع في درجات الحرارة في النهار، ويليه "الجبهة" والتي تقدر أيضاً بـ13 يوماً ابتدء من 6 سبتمبر، إذ تزداد الرطوبة ويتشكل الضباب، وتهاجر الطيور".

كما تنتشر في هذا الوقت الأمراض الموسمية، وفيها يدخل فصل الخريف، ويعقبه "الزبرة"، ويستمر لمدة 13 يوماً من تاريخ 20 سبتمبر، فيأخذ الليل بازدياد ويقصر النهار، وأخيراً يأتي "الصرفة"، من تاريخ 3 أكتوبر، وتعود تسمية الصرفة لانصراف فصل الصيف الطويل.

وفيما يخص كسوف الشمس الإثنين، قال الحجري: "يمنع منعاً باتاً رصد الكسوف بالعين المجردة لما له من أضرار خطيرة على شبكية العين، وقد تصل للعمى الجزئي وحتى العمى الكلي، ويجب استخدام فلتر خاص لمشاهدة الكسوف بالعين المجردة"، وأضاف: "لن ترى البحرين ولا حتى الوطن العربي الكسوف، وسيتمكن من رؤيته بشكل طفيف أقصى الجزء الغربي من القارة الأفريقية، وسيكون هناك كسوف قادم في 26 نوفمبر2019، وسيرى بشكل واضح في الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان".