كشف التقرير السنوي الصادر عن مؤسسة "القدس الدولية"، الإثنين، النقاب عن أن عدد الحفريات أسفل المسجد الأقصى بلغ 64 حفرية ونفقاً، توزعت على جهاته الأربعة، مهددة بانهيار المسجد.

وقال التقرير الذي صدر بعنوان "عين على الأقصى" إن اجتماع الحكومة الإسرائيلية في أحد الأنفاق التي تبعد أمتاراً قليلة عن الأقصى غرباً، مايو الماضي، بالتزامن مع الذكرى الـ50 لاحتلال كامل القدس، "كان رسالة واضحة بأنّ هذه الحفريات يتبناها أعلى رأس الهرم السياسي لتوظيفها في الترويج لتاريخ يهودي مختلق".

وأكد التقرير أن البناء التهويديّ في محيط الأقصى لم يتوقف، وبات الاحتلال قريباً جداً من البدء الفعلي ببناء مشروع "بيت هليبا/بيت الجوهر" الذي يبعد نحو 20 متراً عن حائط البراق، وكنيس "جوهرة إسرائيل" الذي يبعد نحو مئتي متر عن السور الغربي للأقصى.


وحذر التقرير من نية الاحتلال تهويد سفح جبل الزيتون، وتهويد بعض أبواب الأقصى والبلدة القديمة، مشيراً إلى أن المقابر المحاذية للأقصى لم تسلم هي الأخرى من الاعتداءات كـ"الرحمة" و"اليوسفية"، حيث صودرت بعض أجزائها بهدف تحويلها إلى حدائق تلمودية، بحيث زُرعت فيها قبور يهودية وهمية.

وأشار التقرير إلى أن تصاعد الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، هي "لتحقيق وجود يهودي دائم ومباشر في المسجد الأقصى، والتدخل المباشر في إدارته".

ووثق التقرير محاولات بعض الساسة الإسرائيليين اقتحام الأقصى، رغم قرار رئيس الحكومة بمنع الاقتحامات السياسية، خاصة النائب الحاخام المتطرف يهودا غليك، الذي أدى صلوات تلمودية مقابل باب القطَّانين بعد منع دخوله للمسجد في 19 سبتمبر 2016.

وبلغ عدد المقتحمين خلال مدة الرصد الممتدة ما بين الأول من أغسطس 2016 ولغاية الشهر ذاته من العام الجاري، نحو 23 ألفاً و661 مقتحماً، وهو ما يعني ارتفاعاً في عدد المقتحمين بنسبة 58% مقارنة بتقرير العام الماضي، حيث كان العدد 13 ألفاً و733 مقتحماً.

وأشار إلى أنّ عدد الذين اقتحموا الأقصى، بحسب تقرير هذا العام، هو الأكبر منذ احتلال المسجد عام 1967.

وأوصى التقرير باستثمار الانتصار الذي تحقق في "هبة الأقصى" والالتفاف حول القيادة الشعبية والدينية في القدس، وحثّ أهل القدس والأراضي المحتلة على التمرد على قرارات الاحتلال والرباط في القدس.

كما دعا التقرير أهل قطاع غزة إلى تشكيل حراك شعبي مستمر بأشكال متعددة، والاستفادة من قدرتهم على الحشد والتنظيم.

ودعا أهل الضفة إلى "عدم الركون" إلى مخططات تحييدهم عن الصراع، وتوسيع دائرة الاشتباك مع الاحتلال، موجهاً دعوته لفلسطينيي الخارج للاستفادة من انتشارهم في بلدان عديدة، ونشر ما يتعرض له الأقصى "في كل بقاع الأرض".