بعد التسهيلات التي قدمها خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وحكومته الرشيدة، للحجاج القطريين، جاءت ردود فعل الحكومة القطرية بمزيد من النكران والتعنت والمكابرة والغطرسة غير المستغربة من هذه الحكومة التي لم تقدر أو تشكر تلك التسهيلات السعودية للحجاج القطريين.

ويبدو أن الحكومة القطرية انتهجت ما يسمى بـ«الخطة ب»، فبعد أن قطعت السعودية كل الطرق على مستشاري السوء وعلى قناة الفتنة في قطر بشأن تسييس الحج وتدويله، وذلك بعد التسهيلات السعودية المقدمة للحجاج القطريين، ها هي قطر تنتهج خطة أخرى وهي التشكيك وتقديم سوء الظن في السعودية، وهذا ما عبر عنه صراحة وزير الخارجية القطري الذي طالب بـ«التأمين» على سلامة الحجاج القطريين، مبدياً «قلق» الحكومة القطرية بسبب «استخدام وسائل الإعلام السعودية نبرة ولغة تنم عن الكراهية ضد القطريين»، كما زعم.

ولست مستغرباً من هذا التصريح البشع البعيد عن كل أساليب التهذيب والتعقل والحكمة، فمن يمشي في ظل النظام الإيراني ويتنفس هواه لا يستغرب منه أن يتفوه بمثل تلك الكلمات، وقطر تتبع خطى إيران في كل شيء ومنها ما يتعلق بموسم الحج، حيث إن إيران دأبت في كل موسم للحج على التشكيك الدائم بقدرة السعودية على تأمين سلامة حجاجها، وتبدي قلقها الدائم عليهم، وكأن الحج مخصص للحجاج الإيرانيين فقط، وقطر كذلك تعيد نفس الأسلوب ونفس السياسة الإيرانية، لذلك لا غرابة في تصريح وزير خارجيتها بشأن «تأمين سلامة الحجاج القطريين».

على الحكومة القطرية أن تنظر لما قدمه خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة للحجاج القطريين بعين الاعتبار والامتنان والتقدير للسعودية التي قدمت تسهيلات تتعلق بدخول الحجاج القطريين إلى المملكة عبر منفذ سلوى الحدودي دون التصاريح الإلكترونية، وإرسال طائرات خاصة تابعة للخطوط السعودية إلى مطار الدوحة لإركاب كافة الحجاج القطريين لمدينة جدة واستضافتهم بالكامل على نفقة خادم الحرمين الشريفين الخاصة، ضمن برنامج جلالته الخاص بضيوفه للحج والعمرة، وتخصيص غرفة للعمليات لمتابعة شؤون الحجاج القطريين.

إن السعودية وعبر تلك المزايا والتسهيلات المقدمة للحجاج القطريين -والتي بعض منها إثر وساطة الشيخ عبدالله بن علي بن عبدالله بن جاسم آل ثاني- تثبت للعالم مجدداً ما تتمتع به من حكمة كبيرة وحرص بالغ، وكرم لا يضاهى وتسهيلات مميزة مسخرة جميعاً لرعاية ضيوف الرحمن حق رعاية والقيام بواجبهم على أكمل وجه كما هي عادات المملكة في كل موسم للحج، ونأت المملكة بنفسها بعيداً -في هذه الأيام المباركة- عن كل مهاترات ومشاغبات ومراهقات سياسية.

إن سلامة الحجاج تأتي بالمقام الأول لدى حكومة خادم الحرمين الشريفين وهذا أمر مفروغ منه، فما تقدمه السعودية من خدمات وتسهيلات وأمور السلامة في الحج كبيرة ومميزة ولا يمكن التقليل منها أو من أهميتها، وهذا ما لسمته شخصياً ورأيته بنفسي، ولا أحتاج لشهادة آخرين، ولكن إن كانت قطر تصر على «إعادة تغريدات» النظام الإيراني السنوية في موسم الحج، فعليها أن تدرك بالمقابل أن ما تشنه إيران من حملات للتقليل من الدور السعودي في موسم الحج لم ولن يفلح، وهي تعود في كل عام «بخفي حنين»، حتى عندما منعت مواطنيها من حج الموسم الماضي لأسباب سياسية، ونظمت حملات عدائية ضد السعودية في كل مكان، ولكنها عادت في نهاية المطاف بحجاجها هذا الموسم بعد أن أزالت الشؤون السياسية من بالها -وأرجو أن تكون صادقة- وعلمت بشكل أو بآخر أن الحج والعمرة لله تعالى وليس لأمور أخرى، ولا أعتقد أن قطر ترغب في أن تركب نفس الموجة الإيرانية حتى لا تعود في نهاية المطاف هي الأخرى «بخفي حنين».