جيش من المدافعين المتحمسين لرؤية 2030 السعودية رافقوني في الرياض مدة إقامتي التي لم تستمر أكثر من 24 ساعة، كانت كافية لأن أرى أن من سيحمي ويدافع ويحرص على تنفيذ رؤيتهم الاقتصادية التي أعلن عنها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد هم هؤلاء الشباب المؤمنون بالرؤية والمقتنعون بجدواها، والسبب بسيط أنهم كانوا يمتلكون الأجوبة لأسئلة حتى الأعقد منها!!!

شباب لا تتجاوز أعمارهم الثلاثين، هم أبرز نتاج برنامج التحول الوطني، هم الشاهد على تحول الإنسان السعودي الموسوم بالتشدد والترف والبذخ معاً، إلى إنسان يجهد ويعمل و«يهلي» بالناس ويرحب ويفتح صدره للدنيا ويعلن عن ميلاد السعودي الأصيل، تلك قصة نجاح تحتاج وحدها إعادة تسويق للمملكة العربية السعودية من خلالها، لن التفت إلى مؤشرات القياس الاقتصادية ونسبها وأرقامها التي وضعتها الرؤية بل سأركز على محرك هذه الرؤية وإلى الشباب السعودي إناثاً وذكوراً جنباً إلى جنب، هنا التحول الأكبر يتحرك أمامك حياً.

«مؤيد التوم» مسؤول في مؤسسة مسك شاب عشريني خريج أستراليا جامعة جيمس كوك تخصص إدارة أعمال دولية، عمل في البداية في هيئة تنمية الصادرات السعودية وتعنى هذه الهيئة بتعزيز وزيادة وتنمية الصادرات غير النفطية، عمل ضمن فريق برنامج التحول الوطني، ليضع مع زملائه استراتيجية تنمية هذه الصادرات غير النفطية وزيادتها من 16% إلى 50% بحلول عام 2030 على الأقل من إجمالي الناتج المحلي غير النفطي، سألته «أليس ذلك تحدياً كبيراً؟» أجاب إذا كنا في السنة الأولى نجحنا في مضاعفة إيراداتنا غير النفطية، لتصل إلى نحو 200 مليار ريال نهاية العام المالي 2016، ولأول مرة شكلت الإيرادات غير النفطية نسبة 38% من إجمالي إيرادات المملكة بالعام المالي 2016، وهي النسبة الأعلى على الإطلاق لهذا النوع من الإيرادات فما بالك بعد عشر سنوات حدودنا السماء كما قال ولي عهدنا.

قلت لمرافقي في مركز المعارض مؤيد التوم ولسارة الشابة السعودية العشرينية مرافقتي في الجولة وزوجة إعلامي مرابط على الجبهة، لو أن الشباب السعودي كله متحمس مثلكم للرؤية فإنها في أيدٍ أمينة، لم أكمل جملتي وإذ بشاب وسيم في العشرينات من عمره يتقدم لي وقد وضع «المريلة» على صدره ويصب لي القهوة، وسارع إلى تسويق منتجه بلباقة وحماس وشغف وقد كان المنتج عبارة عن «بن».

خالد الماضي صاحب المشروع الخلاق يقول «نحن مسؤولون عن هذه القهوة من كونها بذرة نملك مزارعها، ونحن من نحمصها، ونضيف لها النكهات الخاصة بنا، ومن ثم تسويقها للمقاهي وعرضها كذلك في مقهانا الخاص، سألته أين درست يا خالد قال لي أنا خريج حقوق من جامعة أمريكية!!

قلت له لم تخسر دراستك فقد نفعتك في امتلاك الحجة والمنطق والقدرة على الإقناع واستخدمتها بفعالية في تسويق منتجك، إنما أهنئك على تمسكك بحلمك ومرونتك في تطويع إمكانيتك، وهذه هي أحد أهداف الرؤية والتحول أليس كذلك، إني أرى بالفعل أمامي نماذج حية للتحول الوطني.

سألت سارة ومالك الروقي أي المشاريع أكثر انتشاراً الآن في المملكة أجابوا المشاريع التي تقام على الشاحنات! اليوم شبابنا السعودي بدؤوا يحولون الشاحنات «الترك» إلى محلات تقديم كافة الخدمات بدءاً من الحلاقة إلى الخياطة إلى المطاعم إلى تصليح وتلميع السيارات إلى الطباعة والملصقات.. من كان يصدق أن السعودي يقبل على تلك المهن؟ أجابني مؤيد آباؤنا وأجدادنا كانوا يعملون بها وكانت تدر ذهباً وتفتح بيوتاً وتطعم أفواهاً وتنمي اقتصاداً وتقلل وتكاد تنعدم العمالة الأجنبية أليست تلك أهداف الرؤية؟!!

مصور، طباخ، خياط، مبرج كمبيوتر، محمص قهوة كلهم سعوديون، قلت لمؤيد ما الذي يجعلك واثقاً بأن الرؤية عندكم لن تتعطل، لن تخفق، لن تتعثر، لن تتكاسل، لن تستسلم لن تيأس، فمثلك يدري أنك ستواجه حرساً قديماً ومحاربة شرسة، أجاب بسرعة لما رأيت أن وزيراً عندنا تعين وأقيل في أربعة أيام، ووزيراً آخر فصل لشبهة فساد حين عين ابنه في وظيفة لا يستحقها، عرفت أن المراقبة الحثيثة والدقيقة والاستماع للناس والمحاسبة السريعة ينفذها صاحب الرؤية بنفسه لا يترك مهامها لغيره، يداوم في مكتبه أربع وعشرين على أربع وعشرين، عرفت أننا نملك أكبر ضمان لتحقيق الرؤية، أجبته كلامك صحيح إنما -وأضفت- إن كان مسوقو الرؤية مثلك ومثل زملائك الذين رافقوني في الجولة فأنت أمام جيش يحمل الرؤية ويدافع عنها ويحميها ويصر على تنفيذها بنفسه تلك هي الضمانة الأخرى والأقوى، فأنت هيأت جيشاً من الشواهد نجاحهم هو مؤشر للقياس على نجاح رؤيتك!!