تابع الجميع خلال الفترة الماضية تزايداً ملحوظاً في العمليات الإرهابية من حوادث دهس وطعن وتفجيرات في عدد من الدول الأوروبية منها بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا وروسيا والسويد وفنلندا وغيرها، مما استوجب قيام هذه الدول بحزمة من التدابير الأمنية في سبيل الحفاظ على أمن دولها ومواطنيها من هذه الآفة الخطيرة.

إسبانيا وبالتحديد مدينة برشلونة التي تعتبر السياحة فيها من أقوى محركات الاقتصاد «في هذا الإقليم»، وتشكل نحو 14% من عائداته، ويرتاد برشلونة العديد من السياح من مختلف أقطار العالم كانت أحدث ضحايا هذه الأعمال الإجرامية من خلال عمليتي الدهس الأولى والتي وقعت في شارع «لاس رامبلاس» السياحي الشهير وسط برشلونة، والثانية في كامبريلس الساحلية الشهيرة ونتج عنهما سقوط 14 قتيلاً وإصابة 130 آخرين. ولذلك فإن ما يحدث من أعمال منافية للقانون والأعراف الدولية يتطلب وقفة جادة من العالم أجمع لردع ومحاسبة ومعاقبة من يمول هؤلاء الإرهابيين.

صحف إسبانية عديدة ربطت بين دعم النظام القطري وتلك الأعمال الإرهابية التي وقعت في برشلونة، ويمكننا أن نتطرق لعدد من تلك الصحف على وجه السرعة، حيث وجهت صحيفة «لاراثون» الإسبانية في آخر تقاريرها أصابع الاتهام إلى النظام القطري في الهجوم الإرهابي الذي وقع في مدينة برشلونة، في حين قالت صحيفة «كاسوأيسلادو» الإسبانية في تقرير لها إن قطر الراعي الرسمي لتنظيم الدولة «داعش» الإرهابي، وقد أبدت الصحيفة مخاوفها من تكرار سيناريو برشلونة من جديد، واستمرار التهديد الإرهابي للبلد الأوروبي.

أما صحيفة «لا جازيتا» الإسبانية فقالت إن إسبانيا لديها مصالح اقتصادية مع قطر ولكن لا بد من الأخذ بعين الاعتبار الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها برشلونة مؤخراً والتي تعتبر تهديداً ينذر إسبانيا بضرورة وضع حد للعلاقات الاقتصادية مع قطر وخاصة فيما يتعلق بالاستثمارات القطرية بإسبانيا، موضحة أن الاستخبارات الأمريكية كانت قد حذرت في عام 2015 من دعم قطر لأفراد تنظيم «داعش» الإرهابي ونددت بالتساهل مع بعض التبرعات من أفراد من قطر لمؤسسات ذات صلة بالإرهاب.

خلاصة القول.. إسبانيا وبعد الحوادث الإرهابية التي وقعت في برشلونة توجست خيفة من قطر وأشارت إليها وسائل إعلام إسبانية بصريح العبارة والاتهام المباشر بضلوعها في تلك الحوادث كما أسلفنا ذكره، وهذا تأكيد على أن العالم بدأ ينظر لقطر بعين الريبة والشك ويوجه الاتهام لقطر، ولا أظن أن الأمر سيطول لديهم، لاكتشاف حقيقة دعم قطر للإرهاب، ولكن الفرق بيننا وبينهم أن دول الخليج الثلاث صبرت 20 عاماً على قطر لأسباب اجتماعية وإنسانية وعاطفية بالرغم من الأذى الكبير الذي تعرضت له الدول الداعية لمكافحة الإرهاب من الحكومة القطرية، ولكن الـ20 عاماً من صبرنا كخليجيين على قطر لن تكون عشرين يوماً عند الغرب إذا ما اكتشفوا أن ما يتهمون به قطر هو الواقع المرير الذي عانينا منه في البحرين ودول الخليج العربي ومصر، وعندها فقط فإنه لن يرحم هؤلاء الغربيون الحكومة القطرية التي لن ينفعها عنادها وغطرستها وغرورها وكذبها الدائم هي ومرتزقتها بعد أن يقف العالم كله ضدها. ونصيحة نقدمها لقطر، إن الاعتراف بالذنب فضيله ولايزال خط الرجوع لجادة الصواب والحق بيديك فتمسكي به قبل أن يفلت منك.

* مسج إعلامي

وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف زعم مؤخراً أن «إيران دوماً تنادي بطريق الحل السياسي لإنهاء قضايا سوريا واليمن والبحرين وسائر القضايا، وتؤكد أن سبل الحل هذه يجب أن تكون مرتكزة على إرادة هذه الدول ولا ينبغي أن تكون سبلاً مفروضة من الخارج على الشعب، فهذه هي مبادئ سياستنا الخارجية والتي تتابع في مسار التصدي للإرهاب والتطرف».

ولهذا وجب علينا أن نوضح الحقائق ونرد على مزاعم وزير خارجية إيران، أولاً، أن البحرين بفضل قيادتها وشعبها من مختلف الأطياف هم من ساهموا بخروج البلاد من محنتها الصعبة في عام 2011، وخلال تلك الفترة كان لإيران دور بارز في أحداث البحرين من خلال تدخلاتها الطائفية وتدريب عدد من خونة الوطن في إيران لإثارة الفوضى في بلادنا، ولا ننسى هنا الوقفة المشرفة لدول المنطقة وعلى رأسهم السعودية والإمارات.

سياستكم يا ظريف هي من ساهمت بتدمير وزرع الطائفية في العراق والتدخل في شؤون سوريا ولبنان واليمن، والسؤال هنا كيف تزعم أن مبادئ سياستكم الخارجية تتابع في مسار التصدي للإرهاب والتطرف، والله أمر «مضحك وسخيف» فمبادئكم واضحة وهي مبنية على الكذب والحقد والطائفية، وعلى رغبة شريرة بالسيطرة على دول الخليج العربي وهذا ما لن يحدث بإذن الله لوجود قادة في دولنا الخليجية يتسمون بالحكمة والحنكة، وأيضاً شعوبنا الخليجية على قلب واحد ويد واحدة مع حكامنا فهم ولاة الأمر ونحن كشعوب نسير في ظلهم ولا نخرج عن طاعتهم إلا من ارتضى على نفسه خيانة وطنه وشعبه فهؤلاء فئة لا تشكل عدداً يذكر في خليجنا العربي.