موسى راكان

أقامت مبادرة "القرّاء البحرينيون" الخميس، أمسية بعنوان "أجمل 10 روايات" من التجربة الشخصية للدكتور حسن مدن، وذلك في مشق جاليري على شارع البديع.

وبدأت الأمسية بتعريف بالمبادرة من خلال العضو يوسف زيرة، قائلاً إن "مبادرة "القرّاء البحرينيون" تسعى لخلق بيئة تفاعلية محفزة للقراءة، ونريد أن يسود وضع حين يسأل أحدهم هل يوجد أحد لا يقرأ ؟، ولا يجد من يجيبه بالإيجاب".



وأضاف "إننا نشجع القراء سواء أكانوا ممن اعتاد القراءة أو من القراء الجدد، فنحن مبادرة قراءة تعددية، أي لكل الأعمار والأذواق والاختصاصات".

وأشار إلى أنه "في البداية كنا 89 عضواً وفي 2016 صرنا 352 عضواً، وحتى الآن من 2017 صرنا 455 عضوا".

وكشف أن الأعضاء بحرينيون لكن منهم أيضاً بحرينيين مغتربين، حتى إن منهم الآن من يدرس في قبرص الشمالية.

وأفاد أن "المبادرة تدعم القراءة المرنة، فمن يحب القراءة في مجموعات سيجد مجموعات للقراءة، ومن يحب القراءة الفردية له ذلك، وأيضاً هناك مجموعات قراءة حسب الاختصاص أو ما يستهويه القارئ، وعندنا مثلاً مجموعة قراءة مختصة في الأدب الياباني فقط".

وأضاف "نوفر خدمة المكتبة الإلكترونية للأعضاء، وما على العضو إلا أن يطلب ونوفر له الكتاب مع مراعاة حقوق الملكية الفكرية بالطبع وأيضاً نوفر للأعضاء خدمة الكيندل غير التجارية". وكشف عن "توفر إحصائيات شهرية دقيقة لمعدل القراءة من حيث عدد الكتب وكذلك من حيث عدد الصفحات، وأيضاً يوجد لدينا إحصائيات تتعلق بالقراءة العامة والقراءة المختصة والمراجعات، بل وأيضاً إحصائيات تتعلق بالقراءة على أساس الفرق الجندري ذكوراً وإناثاً".

وأضاف "وعلى ذلك فإنه لدينا مسابقات شهرية لدعم القرّاء"، لافتاً إلى أنه "حتى اللحظة أقمنا عدداً من الفعاليات المتنوعة باللغتين العربية والإنجليزية".

وبعد التعريف بالمبادرة قام عريف الأمسية فاضل زين الدين بالتعريف بشخص الدكتور حسن مدن، وذكر من مؤلفاته: ترميم الذاكرة، والكتابة بحبر أسود ، وللأشياء ألوانها ، ومزالق عالم يتغير، وزهرة النيلوفر.

وبدأ مدن بالقول: "الجيل الجديد محظوظ للغاية، ففرصة الوصول للكتب اليوم سهلة للغاية، وهو أمر لم يكن متاحاً للجيل الماضي".

وأضاف "أنا هنا اليوم لأشارككم تجربتي الشخصية في عالم الرواية، وطبعاً كل قارئ يختلف عن القارئ الآخر بفعل حصيلته المعرفية أو ذائقته الأدبية ولغير ذلك، لذا فأجمل عشر روايات التي سأشارككم بها اليوم هي عن تجربتي الشخصية وهي تجربة تعكس خصوصية ما مررت به بمراحل عمرية مختلفة في قراءتي للروايات، وهي لذلك لا تلزم الآخرين بأن تكون الأجمل أو الأفضل عندهم فلكل قارئ تجربته الشخصية".

وأفاد أن "المرحلة العمرية تلعب دوراً في قراءة الرواية، فمثلاً في مرحلة عمرية معينة لم تستهوني الرواية الفلانية إلا أنها في مرحلة أخرى أنارت وأضاءت لي أموراً في الحياة لم تكن تهمني في مرحلة عمرية سابقة". وكشف: "بصراحة أنا لست قارئاً جيداً للروايات المكتوبة باللغة العربية".

وذكر مدن أسماء الروايات ومؤلفيها مع نبذة مختصرة عن فحواها وسبب تأثره بها وأنها رسخت في ذاكرته لسبب ما، فبدأ برواية "الأم" لمكسيم غوركي، رغم أن مدن يذكر أنها ليست أفضل أعمال غوركي أو حتى أفضل الأعمال الأدبية الروسية، تلتها رواية "الشمس في يوم غائم" لحنا مينا، وكان أن استعارها من صديقه الأديب عبدالقادر عقيل وكان بفضلها أن توجه لأعمال حنا مينا الأخرى، تلتها رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" للأديب السوداني الطيب صالح، وكان عرفها من خلال الناقد والأديب المصري رجاء النقاش، ورجاء النقاش كان له أيضاً في التعريف بالشاعر محمود درويش، تلتها رواية "زوربا" لنيكوس كازنتزاكس، وكان أن شاهد مدن زوربا كفيلم قبل أن يقرأه كرواية، وأكد على أن الرواية تبقى دائماً أقوى وأفضل من الفيلم، لأن الفيلم يجتزئ الرواية كما يؤدي إلى تنميط شخصيات الرواية، تلتها رواية "الحب في زمن الكوليرا" لغابرييل ماركيز.

وأشار إلى أنه "رغم كون رواية "100 عام من العزلة" تعتبر أفضل أعمال ماركيز إلا أنني لم أحببها كما أحببت "الحب في زمن الكوليرا"، وكان إن تطرق مدن لمسألة اختلاف الترجمات ونصح بتوخي الترجمة الأفضل لقراءة الرواية كما هي جميلة في لغتها الأم، تلتها رواية "الهدنة" لماريو بينيديتي المتميّزة بأسلوبها السردي الهادئ، وتتناول وضع الطبقة الوسطى في أمريكا اللاتينية، تلتها رواية "كائن لا تحتمل خفته" لميلان كونديرا، إذ روى مدن أنه حين سمع باسمه أول مرة ظنّ أن كونديرا ياباني أو صيني ليكتشف فيما بعد أنه تشيكي".

ولفت إلى أنه ورغم أن كونديرا لا ينظر له في فرنسا على أنه كاتب له وزن كبير إلا أنه في الوطن العربي له وزنه و شهرته التي لا تخفى على أحد، تلتها رواية "مدن الملح" لعبدالرحمن منيف المُتميزة بكونها رواية ملحمة من خمس أجزاء.

وأشار إلى الحجم البحثي الهائل المبذول خاصة وأن الرواية تتعرض لدور النفط والتحولات التي أدى لها، تلتها رواية "ثلاثية غرناطة" لرضوى عاشور من ثلاث أجزاء "غرناطة" و"مريمة" و"الرحيل".

وكشف أن الثلاثية كانت في مكتبته لسنوات دون أن يقرأها فلما سافر لإسبانيا أخذها ليقرأها.

وأشاد مدن بقراءة الرواية بالتزامن مع الذهاب لمكان الرواية لما تحمله من القراءة من متعة و دهشة، كما أشاد برضوى عاشور إذ تربط بين التاريخ والرواية كما وتربط بين سقوط الأندلس والقضية الفلسطينية، وأخيراً كانت الرواية الأخيرة "نساء البساتين" للأديب التونسي الحبيب السالمي التي تحكي تونس.

وعقب انتهاء مدن من أجمل عشر روايات من تجربته، كان دور الجمهور للمداخلة، فكان سؤال "هل هناك رواية بعينها دفعتك للكتابة؟" وكان جواب مدن النفي بل إنه يحترز من ذلك، وكان سؤال "ما رأي مدن في إقبال الشباب على كتابة الرواية؟" وكان جوابه: أستغرب الجرأة على كتابة الرواية فجأة لمن لم نقرأ لهم سطراً أو حتى مقالاً أو خاطرة، شخصياً لا أدعو الشباب إلى عدم كتابة الرواية لكني أتحفظ على النشر إذ الأفضل التريّث، فليكتب الشباب لكن الأفضل أن يبقي عمله فترة من الزمن دون النشر، لربما مع عودته إليه يصحح فيه ويغيّر فيه وربما يلغيه.

وأضاف "أرى أن القصة القصيرة فن أدبي مناسب ليبدأ به الشباب، وليس شرطاً أن يتحوّل منه إلى الرواية فلربما تكون كتابة القصة القصيرة أفضل لبعضهم من كتابة الرواية، خصوصاً أن الرواية تعتمد أكثر على الخبرة والتعامل مع تقنيات معيّنة. وكان سؤال "ما رأيك بكاتب الرواية الذي يتصرف بالتاريخ فيحوّل فيه؟" وكان جواب مدن: أتحفظ على ممارسة كاتب الرواية التصرّف بالتاريخ، إذ لا يجوز تغيير الوقائع والتصرف بها وإن كان لغاية أدبية" .

وأنهى مدن كلمته بالثناء على مبادرة "القرّاء البحرينيون" داعياً لمزيد من المبادرات الأهلية الشبابية وألا تكون مقيّدة لتستمر في عطائها بما يناسب الطبيعة الشبابية والثقافية في البحرين، وبدوره شكر عريف الحفل الدكتور مدن والمتواجدين من الحضور.