«الرياضة هي تربية للنفوس قبل أن تكون إحرازاً للكؤوس»..

حكمة رياضية استوقفتني عند أحد الجدران لأستعيد شريط الماضي الجميل الذي كانت تعيشه الرياضة أيام زمان حيث الامتثال للمبادئ والقيم الرياضية والاقتداء بالحكم الرياضية التي كانت تجسد تلك القيم عند الرياضيين من لاعبين وإداريين ومدربين وحكام بل وحتى الجماهير..

كنا نهتم كثيراً بترسيخ القيم الرياضية في المجتمع الرياضي لدرجة أننا كنا نختار عدداً من الأقوال والحكم الدالة على تلك القيم مثل «كن متواضعاً عند الفوز وشجاعاً عند الهزيمة» و«لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله.. لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا» و«الغرور مقبرة اللاعبين» وغيرها من الحكم الدالة على قيم الرياضة الحقيقية إيماناً منا بأن الرياضة هي فعلاً لتهذيب وتربية النفوس وليست فقط وسيلة لتحقيق البطولات والكؤوس..

اليوم وللأسف الشديد تحولت الرياضة إلى مجال لجمع الأموال وتغلغل الفساد في أرجاء كبيرة من الجسد الرياضي فكثرت فضائح الرشاوى وفاحت روائح الفساد في أعتى مؤسسات الرياضة الدولية التي يفترض أن تكون القدوة للآخرين!!

عدوى الفساد لم تنحصر في المؤسسات الدولية إنما امتدت لتشمل حتى الأندية والاتحادات الوطنية وبدأنا نلمسها حتى في رياضتنا البحرينية والعياذ بالله!

المصالح الشخصية لبعض أصحاب النفوذ وصناعة القرار في الاتحادات الرياضية والأندية الوطنية بدأت تطغى على المصلحة العليا للنادي أو الاتحاد تحت غطاء العمل التطوعي!

عمولات تدفع من تحت الطاولة في مجالات عدة منها عقود المشاريع الاستثمارية والحملات الترويجية والحفلات والمناسبات يستفيد منها ذوو العلاقة المباشرة بتلك الاختصاصات على حساب المصلحة العامة للاتحاد أو النادي!

هذا التحول الخطير الذي طرأ على المنظومة الرياضة هو الذي دفع ويدفع الكثيرون وخصوصاً أصحاب النفوس الضعيفة إلى التسابق للظفر بالمناصب الإدارية لعله ينالهم شيء من الكعكة، بينما فضل كثير من النزهاء الابتعاد أو الانسحاب من الساحة حفاظاً على قيمهم ومبادئهم وسمعتهم!

ترى متى ستعود الرياضة إلى سابق عهدها كوسيلة لتهذيب النفوس؟!