قالت القائم بأعمال مدير إدارة تعزيز الصحة د.عبير الغاوي إن المعلومات المتعلقة بالصحة التي يتم تداولها على شبكة الإنترنت أو قنوات التواصل وبأشكال مختلفة من فيديوات وقصص مرضى تنتشر في لحظات من وإلى الدول في أقاصي الأرض دون أي تأشيرة أو جواز مرور وسيكون تأثيراتها سلبية إذا لم يكن لدى الجمهور المتلقي مهارات النقد والتحليل، لافتة إلى أهمية التعاون في إيجاد وعي مجتمعي عالي وتعزيز مسؤولية الافراد وبخاصة ممن لديهم حضور جماهيري كبير في هذه المواقع لنشر ابجديات التعامل السليم مع هذا الكم الهائل من الرسائل.

وأشارت إلى أهمية الحد من تداول المواد والرسائل الصحية التي تشك بصحتها لمنع انتشارها فعند استلام أي من الرسائل الصحية الصادرة عن أشخاص غير معروفين أو هيئات غير معروفة تعامل معها بحياد ولا تساهم في نشرها أو تفضيلها ما لم تتحقق من صحتها فلابد من الرجوع للمصادر الصحية الموثوقة كموقع وزارة الصحة البحرينية او عبر خدمة تواصل ويمكن الاطلاع ومتابعة نظيراتها من وزارات الصحة بدول الخليج حيث تنتشر معظم هذه الرسائل بين مواطنيها ويمكن أيضاً الرجوع لموقع منظمة الصحة العالمية، وأما فيما يخص الاستشارات الفردية المتعلقة بالعلاج المباشر فننصح باستشارة طبيب العائلة أو ذوي الاختصاص من الأطباء الاستشاريين والعاملين الصحيين المرخصين؛ وفيما يتعلق بالأدوية والمستحضرات الطبية أو شائعات سحبها من الأسواق فيمكن التواصل مع هيئة تنظيم المهن الصحية وموقعها الإلكتروني للتحقق والاستفسار عن ذلك.

وذكرت أن البحث عن المواضيع الصحية على صفحات الإنترنت قد يكون مفيداً لتعزيز اعتماد المرء على نفسه واكتسابه الثقة عند التعامل مع الأمراض؛ غير أنه من المهم التشكك دائماً في المعلومات المستمدة من الشبكة المعلوماتية وعدم اعتبار الإنترنت مصدراً أكثر مصداقية من الطبيب المعالج. وعلى هذى الأساس يوصى الأشخاص الذين يبحثون عن المعلومات الطبية على شبكة الإنترنت باتباع الإرشادات الخاصة بالمرضى التي تقدمها المستشفيات والجمعيات الطبية المعتمدة والمواقع الإلكترونية للهيئات الحكومية فهي مصادر موثوقة.


وشددت على أهمية التأكد إذا كان هناك شخص مسؤول عن المحتوى المنشور، وهوية هذا الشخص إن وجد، وتوخى الحذر من المواقع الإلكترونية او مواقع التواصل الاجتماعي التي يُعرض فيها شيء للبيع، كما ينبغي الحذر من مجارات أصحاب المراكز الصحية الربحية والذين يعمدون لنشر نتائج بحوث ضعيفة صادمة في مواقع التواصل الخاصة بهم كأداة لجذب المزيد من المتابعين والزبائن، في حين أن المؤسسات الطبية العريقة تعتمد فقط البحوث العلمية ذات معايير الجودة، التي صمّمت لتصفية الأخطاء والتحيزات، فبينما يتم إنتاج آلاف الدراسات العلمية سنوياً يسحب، قرابة 2% منها بعد اكتشاف أخطاء جسيمة بسبب تزييف النتائج والتلاعب بها.

ونوهت إلى أنه ينطبق هذا القول على موضوع مأمونية اللقاحات فقد قررت منظمة الصحة العالمية، أن تساعد متصفحي الإنترنت من الجمهور العام بالتحقق من المعلومات التي تنشر في هذا الموضوع وأوصت بقائمة من المعايير التي لابد للمواقع التي تقدم معلومات عن اللقاحات أن تلتزم بها. وقد أعدت هذه المعايير من قبل اللجنة الاستشارية المعنية بمأمونية اللقاحات لتساعد القراء لتحديد موثوقية كل موقع.

ولفتت إلى أن توفر المعلومات المتعلقة بالصحة على الانترنت او في مواقع التواصل الاجتماعي لا يمكن أن تغني عن التواصل بين المريض والطبيب. أن الأطباء يطرحون الأسئلة ويجرون الفحص البدني ويطلبون فحوصاً مخبرية، وهي أدوات تشخيصية مهمة للغاية لن تجد أياً منها في هذه المواقع؛ هذا علاوة على عامل الخبرة والتحليل المنطقي أخذاً بكل الاعتبارات العلمية والمهنية والإنسانية والتي لا يمكن لأي برنامج أو موقع أن يتضمنها جميعاً في ذات الوقت.