(أ ف ب)

بات ابتياع الحاجيات كاللبن أو البيتزا خلال الجلوس على الكنبة من دون حتى الحاجة لاستخدام جهاز كمبيوتر ممكنا بفضل ازدياد الأكسسوارات المتصلة التي تستجيب للتعليمات الصوتية، في آخر صيحات التسوق بالتقنيات الحديثة.

وتشير توقعات شركة "غارتنر" إلى أن سوق الأكسسوارات المتصلة التي تستجيب للتعليمات الصوتية سيمثل 3,52 مليارات دولار العام 2021 في العالم في مقابل 360 مليوناً العام 2015.



وإضافة إلى اتاحة مكبرات الصوت الذكية هذه لمستخدميها أن يسمعوا اغنيتهم المفضلة أو يعدلوا درجة حرارة الغرفة من دون ترك مقاعدهم، باتت تشكل أيضا وسيطا للتسوق. وحتى في ظل صعوبة تقييم النسبة الحالية للمستهلكين الذين يستخدمون هذه الإكسسوارات للقيام بمشترياتهم عبر الانترنت، يجمع الخبراء في القطاع على التأكيد بأن هذه الطريقة في الاستهلاك ستسجل نمواً مع الوقت.

وتوضح كارولينا ميلانيزي من شركة "كرييتيف ستراتيجيز" أن هذه الأكسسوارات الصوتية المتصلة لا تزال تمثل "نشاطا استطلاعيا" رغم النجاح الذي لاقته بعيد إطلاقها، وذلك لأن "المستهلكين لا يثقون كثيراً بالتكنولوجيا".

وتلفت إلى أن طلبات الشراء بالصوت تقتصر على "المنتجات البسيطة التي يسهل طلبها" على غرار عبوات المشروبات الغازية، مضيفة "للمنتجات الأغلى ثمنا مثل المكانس الكهربائية، أو لتلك التي تستدعي اختيار مقاس أو لون معينين يستحسن الاختيار مع مشاهدة السلعة مباشرة".

حد أدنى من الجهد

غير أن ميلانيزي تؤكد "بما أن أوقات جلوسنا أمام أجهزة الكمبيوتر آخذة في التقلص، امكانية الطلب عبر الصوت تنطوي على قوة جذب حقيقية" بدرجة متزايدة خصوصاً مع تطور الذكاء الاصطناعي.

وتقول ميلانيزي "إذا ما استطعت طلب شطيرة بيتزا، بدل التنقل أو استعمال الهاتف للاستعانة بتطبيق إلكتروني، أفعل ذلك" باستخدام مكبرات الصوت الذكية التي تمثل برأيها وسيلة "أكثر جاذبية وسرعة وعملية".

وتضيف "الحصول على الحد الأقصى مع بذل الحد الأدنى من الجهد أمر بشري...".

ويلفت جاك غولد من شركة "ج. غولد اسوسييتس" من ناحيته إلى أن "قطاع التسوق بالصوت سيسجل نموا مستمرا".

وقد فهمت شركات التوزيع وعمالقة التجارة الالكترونية جيداً هذا المنحى، بدءاً ب"امازون".

وقد أطلقت الشركة العملاقة في مجال التجارة عبر الإنترنت اعتباراً من العام 2014، نظام "ايكو" الذي تفيد الشركات المتابعة للقطاع أن ملايين عدة منه بيعت حتى الآن. وهو يسمح بين أشياء كثيرة بالقيام بطلبيات مباشرة عبر "امازون" بواسطة المساعد الصوتي "اليكسا".

وقالت شركة "اي ماركتر" إن أمازون تهيمن بشكل واسع على قطاع مكبرات الصوت الذكية مع 70 % من السوق في الولايات المتحدة تليها "غوغل هوم" مع 24 % تقريبا.

ومن خلال شرائها لمتاجر "هول فودز" العضوية، تتيح "امازون" لمالكي "ايكو" طلب منتجات من هذه المتاجر الكبيرة مباشرة ما يزيد من عدد زبائنها.

واعلنت امازون ايضا ان "اليكسا" سيكون متكيفا مع مساعد "كورتانا" الصوتي التابع لمايكروسوفت.

وفي مؤشر إلى حماسة الشركات المختلفة على هذا الامر خاضت "آبل" قبل فترة قصيرة هذا المجال مع "هومبود" الذي يشرف عليه المساعد الصوتي "سيري" في حين تنوي مجموعة "سامسونغ" الكورية الجنوبية ان تطلق نموذجاً مماثلاً.

وأمام هيمنة "امازون"، أعلنت متاجر "وول مارت" و"غوغل" شراكة الأسبوع الماضي. فمن خلال "غوغل هوم" يمكن للزبائن القيام بطلبيات مع تسليم منزلي "لمئات آلاف" من منتجات "وول مارت".

وأوضح جاك غولد "هذه وسيلة للشركات للإبقاء على زبائنها".

وأضاف "عمليات التسوق الصوتي هي استكمال لاستراتيجية الشركات في مجال الانترنت. انها مدخل جديد الى بيئتها التجارية".

وقال كولن سيبستيان من شركة "بيرد" ان التسوق الصوتي "سيحتل حيزاً متزايداً في عائدات غوغل على المدى الطويل مع توجه الأبحاث إلى منصات صوتية".

إلا أن غولد أشار إلى أن هذا الأمر ايجابي للشركات لكن ليس بالضرورة للزبائن الذين سيطلبون وفقا للجهاز والمساعد الصوتي المستخدمين، بالضرورة عبر "امازون" او "غوغل اكسبرس" المتجر الإلكتروني الكبير التابع للعملاق التكنولوجي.

وثمة ابتكارات تكنولوجية كثيرة أخرى في مجال الاستهلاك مثل عمليات التسليم بواسطة طائرات من دون طيار تجربها "امازون". وتختبر مطاعم "دومينوز" للبيتزا أيضاً عمليات التسليم بطائرات موجهة أو سيارات ذاتية القيادة بالتعاون مع شركة "فورد" لصناعة السيارات.