موسى راكان

الشباب كأي فئة عمرية يقصدون أماكن خاصة بهم وإن اختلفوا في الاهتمامات.. فأين يذهبون لقضاء أوقات فراغهم، وما هي أماكنهم للترفيه والتسلية وقتل الوقت والقضاء على الملل؟.. "الوطن" سلطت الضوء حول هذا الموضوع وسعت لتغطية أماكن الشباب البحريني ومختلف اهتماماتهم.

في بداية حديثه، قال خالد الحربي (22 سنة) لـ"الوطن": "ألعب كرة القدم بشكل شبه دائم، إما ننظم مباريات بين فريقنا وأحد الفرق الأخرى أو نشارك في أحد الدوريات، كما أمارس رياضة الجري في ممشى عوالي".



وأضاف: "أنا أسكن في سند ويومياً أخرج بالسيارة لشرب شاي الكرك بالرفاع الغربي وأحياناً بالبوكوارة ما لا يقل عن ثلاث مرات يومياً، الغاية الشرب وأيضاً الترويح عن النفس".

وأفاد أنه "عادة ما أسلك في سياقتي دوائر، فمن بوكوارة إلى الرفاع الغربي إلى سافرة إلى الرفاع الشرقي عائداً إلى البوكوارة، ومرة واحدة فقط ذهبت إلى الدرّة دون أن أدخلها ثم عدت، القيادة نفسها تروّح عن النفس".

وقال الحربي: "أقصد مع أصدقائي المولات والأسواق للترويح عن النفس مثل السيتي سنتر وسوق التنين، كما نقصد أمواج وديار المحرق لكن ليس دائماً، إذ تحتاج شيئاً من السيولة النقدية التي لا تتوفر دائماً معنا".

وأضاف: "أماكن مثل العرين وجنة دلمون ومنتزه عذاري كنا نقصدها في رحلاتنا المدرسية، أما الآن فإن قصدتها فأقصدها في العادة مع العائلة ونادراً جداً مع الأصدقاء".

وأشار إلى أن "فريق كرة القدم الذي أنا فيه نخطط فيه لطلعات شبابية كالتخييم في البر أو حجز بركة".

من جانبه، قال حسين محمد (24 سنة) لـ"الوطن": "أنا من المواظبين على حضور الفعاليات والندوات والورش التي تقيمها الأندية والجمعيات الأهلية".

وأضاف: "في أوقات الفراغ ألجأ لقراءة الكتب وأحياناً لألعاب الكمبيوتر".

أما زهراء رمضان (24 سنة)، فقالت: "أنا أقرأ ما يتوفر لي من كتب خصوصاً التي تُعنى بالشأن النسوي، كما أتابع المسلسلات الفانتازية، ومؤخراً بدأت أتابع مسلسلاً تركياً".

وأضافت: "أحب الأفلام خصوصاً أفلام الرعب، فأنا أجدها ممتعة رغم أنها تخيفني لذا أتابعها في النهار عادة".

وقالت رمضان: "أذهب لجلسات المجموعات الاجتماعية التي تتداول المواضيع الثقافية"، مضيفة "أثمن جهود هيئة البحرين للثقافة والآثار على ما بذلوه ويبذلونه في الساحة الثقافية، فأنا من رواد فعالياتهم واحتفالاتهم، وأدعوهم لبذل المزيد".

وذكرت: "كنت طالبة علوم سياسية بفرنسا وحالياً أسافر لفرنسا لإنهاء بعض الأعمال وللسياحة فيها، متاحفها وقصورها وقلاعها جداً جداً جميلة، أذكر قصر الـ"شاتودانبواز" كان غاية في الجمال.. لوحاته وأثاثه وزخرفته تسحر، كما أذكر ذهابي لديزني لاند بباريس.. كانت جميلة".

وفي نفس السياق، قال خالد علي (22 سنة): "إنه في البحرين للشباب يذهبون للمقاهي وقاعات اللعب بليارد، بولينغ، بلايستيشن وصيد السمك"، موضحاً "إن صيد السمك ممتع ويُكسب الصبر والجلد، طبعاً تكون أكثر متعة إن كانت مجموعة شباب، وأرى أن قبل الفجر بساعة مناسب مع أجواء الصيف اللاهبة".

وكشف علي لـ"الوطن: "حين أذهب لمجمع "مول" أو حديقة أجد الغالبية عوائل أشعر بالغرابة والضيق"، مضيفاً "في البحرين توجد مراكز شبابية وأندية.. لكن لا وجود لبرامج جذابة ولا دعاية قوية لفئة الشباب".

من جهته، قال هشام سيدم (25 سنة) إن الشباب لم يتركوا مكاناً في البحرين إلا وصلوه، وبحكم كونه من المنخرطين في العمل التطوعي.

وأضاف: "إن كان هم الشاب من العمل التطوعي تمضية وقت فأنا لا أنصحه لأنه بذلك يظلم نفسه، والتطوع، فالعمل التطوعي تعب وإرهاق وهو فوق وقته الخاص، لذا يجب أن يكون هم العمل التطوعي عند الشاب العمل التطوعي نفسه، وبشكل عام مكاسبه من التطوع غير مباشرة.. ينمي الشخصية والمهارات القيادية ويكسب خبرة في التعامل الاجتماعي".

وذكر سيدم: "أتمنى من الشباب إعطاء الأماكن حقها واحترام خصوصيتها، فالحدائق مثلاً أماكن مخصصة للعائلات للترفيه عن نفسها، ومجرد وجود الشاب في الحديقة ينتهك خصوصية العائلات".

أما محمد العجي (34 سنة) ومحمد المركاز (27 سنة) فهما شابان متزوجان، ويعرفان معنى أن يكون المرء رب عائلة وأن يكون شاباً برفقة مجموعة شباب.

وعن الأماكن قال العجي والمركاز: "في البحرين أماكن العائلات فقط محدودة، كما أن أماكن الشباب فقط محدودة، وهو ما دفعهم للتزاحم في معظم الأماكن".

وأضافا: "الأماكن المناسبة لتمضية وقت سواء للعائلة أو للشباب، إما أن تكون مهملة كحال ساحل بلاج الجزائر أو أن تكون مرتفعة الأسعار كحال ساحل ديار المحرق".

وقالا: "البر خيار للعائلات والشباب لكن في فصل الشتاء، أما في الصيف فالخيار هو البحر، والعجيب أننا بحرين.. يعني بحر من كل جهة، ورغم ذلك السواحل المناسبة لتمضية وقت محدودة ما بين مهملة ومرتفعة السعر".

وأضافا: "إن المقاهي ليست أماكن مناسبة للشباب، المفترض أن نجنب الشباب الذهاب للمقاهي، وهي مسؤولية ملقاة على الحكومة، إذ يجب عليها توفير البديل المناسب الجذّاب لاستغلال الطاقات الشبابية لما فيه خير المجتمع لنجنبهم المقاهي ومضايقة الآخرين".

وذكرا: "إن الأماكن المناسبة لتمضية الوقت هي في العادة مرتفعة الكلفة، فهي ترهق كاهل رب الأسرة خاصة إن كثرت الرؤوس لديه، في المقابل الشاب لا يشعر كثيراً بارتفاع الكلفة مثل رب الأسرة، لذلك في مثل هذه الأماكن مرتفعة الأسعار يسود التواجد الشبابي ما أثر على نوع الخدمات المتوفرة في مثل هذه الأماكن".