سلسبيل وليد

اكتظ مطار البحرين الدولي بالأهالي الذين قدموا حاملين الفرحة والدموع، فتجدهم يضحكون تارة ويبكون تارة أخرى من حرارة الشوق وجمال اللقاء المنتظر، حاملين بأيديهم الورود وسلال المشموم والحلوى لاستقبال الحجاج الذين عادوا يوم أمس "الثلاثاء"، منهكين من التعب ولكن فرحة اللقاء أنستهم تعب الرحلة والشقاء.

فرحة الأطفال كانت لا توصف باستقبال الحجاج، حيث قدمن الفتيات بأجمل الفساتين، في حين لم ينسَ الأطفال أن يأتوا بملابس العيد، وهم حاملين الورود، ومنتظرين بلهفة قدوم المسافرين، والأهالي لم يستطيعوا الجلوس لانتظار الحجاج فينظرون للوحة المعلقة لمشاهدة حالة الطائرة في حال هبوطها أو تأخرها ووصولها.



المشموم والورود انتشرت رائحتها بأرض المطار، فأي زائر سيعلم مجرد أن تصله هذه الروائح الطيبة أن حجاج بيت الله قادمون بأي لحظة، محملون بمتاعهم والهدايا التي ينتظرها الأطفال، وأغلب هؤلاء الأطفال لم ينتظروا العودة للمنزل لاستلام الهدايا، فقد أصروا على أخذها وسط تلك الجموع والازدحام، وعلى الرغم من مشقة الرحلة إلا أنه طلباتها أوامر ولم ترد.

ابتهالات الحجاج بفرحتهم بالوصول لا توصف، خصوصاً مع حج ميسر، كما وصفوه، فيما لم يتمالكوا نفسهم وفضلوا التأخر في المطار بضع دقائق للحديث عن رحلتهم وعن الحج والأركان التي أدوها وازدحام الحجيج وأخلاق ورقي السعودية باستقبالهم ومعاونتهم، فيما قدمت بعض الرحلات الخاصة أيضاً لاستقبال الحجاج مع الأهالي.

وصل حجاج بيت الله من طائرات جدة على نحو 13 طائرة، 12 قادمة على طيران الخليج ورحلة واحدة فقط قادمة من العربية السعودية للطيران، حيث ستستمر هذه الرحلات حتى نهاية الأسبوع، فيما ستصل البعثة على دفعات بعد الاطمئنان على عودة الحجيج جميعاً.

ومن المفترض أن تصل "الأربعاء" 5 رحلات قادمة من جدة على طيران الخليج، على التواقيت التالية "2:30 صباحاً، 4:15 فجراً، 6:30 صباحاً، 8:10 صباحاً، 3:15 عصراً"، وذلك بحسب موقع مطار البحرين الدولي، وموقع طيران الخليج.

الجدير بالذكر أن يوم الثلاثاء هو أول يوم لعودة الحجيج بوفود رسمية، فيما كان اليومان السابقان "الأحد والاثنين"، عودة الحجيج بشكل فردي وأعداد قليلة جداً، وذلك للمتعجلين، في حين أن الأغلبية يبقون حتى 19 ذو الحجة، فيما أشاد حجاج البحرين في وقت سابق بالتنظيم والتنسيق من السعودية لتيسير أمور الحجاج، مؤكدين على الأخلاق والرقي بالتعامل من المنظمين، بالإضافة إلى ابتسامتهم الدائمة، حيث خدموا الحجاج بكل حب، مما عكس ذلك بشكل إيجابي على الحجاج وأدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة، فرحين بالمرونة وانسيابية الحركة والاطمئنان في حج هذا العام والتسهيلات التي قدمت للجميع، كما لم نشهد أي حوادث من أي نوع كانت، فجميع حجاج البحرين بصحة وسلامة، عدا عن وجود بعض الحالات المرضية التي تعالج بسهولة وهي حالات طبيعية وعادية ولم تكن هناك حالات صعبة.