الكاتبة السورية عبير الطنطاوي، قاصة وكاتبة أطفال، نشأت في بيت علم وأدب وثقافة، فأبوها الكاتب السوري المعروف الأستاذ عبدالله محمود الطنطاوي.

وبدأت علاقتها بالمجال الثقافي والأدبي منذ صغرها، حيث تفتحت عيناها منذ وقت مبكر من عمرها على مكتبة أبيها الضخمة في حلب، وحسب تقرير نشرته لها أون لاين فقد كانت تحلم بأن تتقمص شخصيته الودودة المثقفة.

ولما تعلمت القراءة والكتابة: بدأت علاقتها بالكتب حين كان عمرها سبع سنوات، وبدعم من والدها كان حريصا على رعاية موهبتها الأدبية وهي تتفتح أمامه، فيمدها بكتب وقصص وأناشيد الأطفال من مكتبات العراق الغنية بالعلم والثقافة، حتى تحركت موهبة الأدب في نفسها، وبدأت بكتابة قصص أطفال ميسرة، وعمرها ثماني سنوات، واستمرت هذه الهواية حتى صارت ولعا خاصا وأصبحت مشروعها المستقبلي.

ولدت عبير عبدالله محمود الطنطاوي في مدينة حلب بسورية، وفي وقت مبكر من حياتها اضطرت للهجرة من بلاد أحبتها هي وأسرتها في مايو عام 1980م، أثناء فترة حكم حافظ الأسد، ضمن اضطهاد شامل للإسلاميين هناك، وكانت أسرتها من الأسر المستهدفة من النظام، فاضطرت للهجرة للأردن، والإقامة فيها منذ ذلك الحين.

نشأت عبر الطنطاوي في المملكة الأردنية، وتلقت تعليمها فيها، وهي زوجة وأم لأربعة من الأبناء، هم أنس وأخواته الثلاث.

في مشوارها الأدبي تأثرت عبير الطنطاوي بالعديد من الأدباء من مختلف المشارب الأدبية، كان أبرزهم والدها الأديب عبدالله الطنطاوي، الذي لا تزال كتابته في نظرها السهل الممتنع فهي سهلة اللغة، عميقة الهدف والفكر.

ثم تأثرت ببنت الشاطئ ولطفي المنفلوطي، وعلي أحمد باكثير، ونجيب الكيلاني، ومحمد عبدالحليم عبدالله، ونجيب محفوظ وغادة السمان.

وتقول: كان والدي في كل عطلة مدرسية، يضع على مكتبي الصغير في غرفتي ما يقارب الخمسين كتاباً، لكتاب مختلفين ومتنوعين في الأسلوب والأهداف، ويعلمني كيف أتعامل مع قراءة الكتاب، وكيف أستفيد من أساليب الأدباء دون أن أتأثر بأفكار من هم لا علاقة لهم بالدين والأخلاق، فشببت أعرف أصول ديني ـ الحمد لله ـ وأميز الغث من الثمين من الكتاب والمؤلفين والأفكار.

وحين سئلت عبير الطنطاوي: هل ترى المستقبل للأدب المرئي، أم الأدب المكتوب فقال: بالتأكيد والله أعلم المستقبل للأدب المرئي، فبعد النت والمنتديات والمواقع الأدبية على النت، لم يعد المجال مفتوحاً للقراءة المكتوبة إلا عند القلة، وهذا لا يعني دعوتي إلى إهمال الكتاب المقروء، بل ألح على اقتناء الكتب وقراءتها، لما في الكتاب نفسه من متعة لا يعرفها إلا من عاش جيلنا وجرب متعة اقتناء الكتب وقراءتها.

وأضافت: أنه يجب استثمار الأدب وتوظيف التقنية في خدمتهن، بما يساهم في توعية المسلم لتعاليم دينه، وأخلاقه، وأنه يجب على الأدباء الإسلاميين أن يحرصوا على بث روح الإسلام في كتاباتهم وأعمالهم لنشر الوعي الإسلامي. فالأدب الإسلامي يعني بقضايا الأدب والإنسان بجوانبه كلها (العقدية، النفسية، العقلية، الاجتماعية، ومكارم الأخلاق).

وحول ندرة الأقلام النسائية في المجالات الإبداعية تقول عبير الطنطاوي: أعتقد لكثرة القيود على المرأة المسلمة، وانشغالها بمسؤولياتها المنزلية من جهة، ومن جهة أخرى هناك بعض الأديبات والكاتبات الإسلاميات لا يجدن التشجيع المطلوب من آبائهن وأزواجهن وإخوانهن والمجتمع المحافظ بشكل عام، ولا أقصد بالمجتمع المحافظ المجتمع الإسلامي؛ لأن المرأة كان لها دور عظيم في حياة مجتمعاتنا الإسلامية وزوجات النبي (صلى الله عليه وسلم) والصحابيات وزوجات التابعين والتابعيات وعلى مدى العصور الإسلامية كان لهن دور محمود، ثم تقلص ذلك الدور بتخلف المجتمعات الإسلامية.

وترى أن بنية المجتمع المسلم: تحتاج إلى تحصين أجيالنا بالعلم والإيمان والأخلاق الإسلامية منذ نعومة أظفارهم، ومحاولة إيجاد الرجل القدوة، والمرأة المربية القدوة لدى البنات والبنين؛ لأننا نفتقر إلى القدوة من كلا الجنسين حتى في بيوتنا كآباء وأمهات لم نعد قدوة كسابق عهدنا بآبائنا وأمهاتنا إلا ما رحم ربي.

وتضيف: كأديبة، أتمنى إنشاء أدب نسائي يهتم بالمرأة والأسرة المسلمة ومشاكلها وهمومها بلا قيود ولا مخاوف ولا محاذير، ضمن حدود الأخلاق والدين. وكأم أتمنى أن أربي جيلاً مسلماً يخدم ربه ودينه وعقيدته. وكمثقفة مسلمة أتمنى أن تنتشر أخلاق ديننا الحنيف الذي شوهته سلوكيات بعض المتطفلين على الإسلام مع الأسف.