تشرفت قبل أسابيع قليلة بالمشاركة في ورشة عمل بعنوان «الإعلام وقضايا المرأة في سلطنة عمان»، وتحديداً في سويسرا الشرق «صلالة»، قدمت نخبة من المشاركات من الإعلاميات الخليجيات العديد من أوراق العمل ووجهات النظر حول تفاعل الإعلام مع قضايا المرأة وتم الحديث باسهاب عن الاتفاقيات الدولية والمرأة ولا سيما اتفاقية «السيداو» كما تم التحدث عن حقوق المرأة في سائر دول الخليج، ولكن ما أثار انتباهي بحق تلك الجلسة الأخيرة لأعمال هذا الملتقى الرائع الذي أشرف على تنظيمه لجنة شؤون الصحفيات بجمعية الصحفيين العمانية، حيث دار محور هذه الجلسة حول «دور المسؤولية الاجتماعية في تمكين المرأة، واشترك في هذه الجلسة المميزة جداً سعادة الشيخ أحمد بن مسلم كشوب من شركة صلالة للميثانول، كما أشتركت أحدى رائدات الأعمال العمانية وهي تقوم بتصنيع وتوزيع الأجبان، كما اشتركت إحدى المعلمات التي أطلقت مشروعاً رائداً وهو مشروع «المواطنة الرقمية» حيث يتلخص مشروعها في توظيف طاقات الطلبة للاستخدام الأمثل لشبكات التواصل الاجتماعي للترويج عن سلطنة عمان وإبراز منجزات السلطنة وتسويقها رقمياً.

وأثناء حديث هذه المعلمة المبدعة عن مشروعها قالت «إنني أستغرب من الطاقات التي يملكها الطلبة، هناك بعض الطلبة «هاكرز» ويستطيعون بقدراتهم الخارقة في مجال الكمبيوتر اختراق «المواقع»، مثل هؤلاء الطلبة يجب احتواء مهاراتهم وتوجيهها في الاتجاه الصحيح، فما كان من الشيخ أحمد كشوب إلا أن طلب الكلمة وأبدى استعداد شركة صلالة للميثانول لرعاية الشركة للموهوبين في مجال الكمبيوتر، مؤكداً أن الاهتمام ورعاية مهارات هؤلاء الطلبة وتوجيهها في الطريق السليم هي من ضمن المسؤولية الاجتماعية للشركات. وقال مكملاً «تقدم لنا السلطنة التسهيلات ومن واجبنا كشركة أن نرد الجميل لها عن طريق دعم وتمكين كافة المشاريع المجتمعية».

أعجبني للأمانة سرعة تبني وحضانة «المشروع» من قبل شركة صلالة للميثانول، وأعتقد أن المسؤولية الاجتماعية يجب أن تخرج من نطاقها التقليدي، وتبحث عن مصادر جديدة لرعايتها وتمكينها، وإذا ما آمنا بأن العنصر البشري هو أهم مورد على الإطلاق فيجب على مشاريع المسؤولية الاجتماعية أن تضع لها خططاً لتطوير مهارات المواطنين واحتضانهم ليس عبر التدريب التقليدي وحسب إنما عبر تبني مبادرات جديدة وجريئة لخدمة المجتمعات والأوطان.

في كل زاوية يوجد مبدع يحتاج إلى بيئة تحتضن موهبته، وفي كل ركن هناك مواطن يتمنى أن يوظف طاقاته ومواهبته لخدمة وبناء وتعمير وطنه. إن المبدعين بحاجة إلى مجرد «فرصة» لكي يتألقوا ويبدعوا ويبتكروا، فلنسخر لهم هذه «الفرصة» ولندعمهم عبر غطاء المسؤولية الاجتماعية كجزء من رد الدين لأوطاننا الغالية.