هذا ليس تشاؤماً ولا هو رغبة، بل بالعكس نتمنى اليوم الذي تعود فيه قطر دولة خليجية عربية إلى حضنها وعمقها الاستراتيجي بين أشقائها وإخوانها، ونتمنى اليوم الذي نحتفل فيه سوياً بهذه العودة، إنما ليس الأمر بالتمني بل بات واضحاً أنه ما دام حمد بن خليفة موجوداً فلن يدع قطر تعود، هذه هي المعطيات على أرض الواقع الذي يجب أن نتعامل على أساسه.

كما أن الأمر ليس حملات إعلامية مضادة بل الأمر محكوم بقرار محسوم عند حمد بن خليفة ونهائي وقطعي بألا تعود قطر لمجلس التعاون بعد أن انكشف مشروعه.

أما تميم فلن يعطى فرصة أن يحدد مستقبل قطر، فخلال الـ48 ساعة الأخيرة أعطى تميم وعوداً لأمير الكويت ونقضها أبوه بعد نصف ساعة عن طريق الإيعاز لوزير الخارجية بالنفي، وأعطى تميم وعداً لترامب ونقضه أبوه بعد نصف ساعة بتصريح مكتوب لوكالة الأنباء، وأفضل تعليق سمعته على هذه الحالة أن الهاتف بيد تميم واللاب توب بيد حمد!!

نصيحة لأي وسيط أن يتفاهم مع حمد بن خليفة الأب مباشرة بعد هذين الموقفين، ويأخذ القرار النهائي منه هو شخصياً، ومن ثم يقرر هذا الوسيط بعدها ما سينقله لدول التحالف الرباعي، فلا يضيع وقته الثمين مع الأمير تميم كما لا يحرج نفسه، تلك هي الحقيقة والواقع مع الأسف التي عرفها العالم كله في اليومين الأخيرين.

كنا نتمنى أن يعطى الأمير تميم فرصة كي يحكم مستقبل قطر بوجه جديد يمسح ما فعله الأب ورئيس وزرائه، ويبدأ صفحة جديدة تعود فيها المياه لمجاريها، كنا نتمنى أن يمنح الأب لابنه هذه الفرصة ولا يعيق رؤيته المستقبلية، كنا نتمنى أن يترك الأب ابنه ليصدق وينفذ وعوده لوسطائه، لقد أنهى الأب آخر صور الاحترام لابنه بتسلطه.

بات العالم يعرف الآن أن حمد بن خليفة لن يدع «تميم» يحكم أبداً، ولن تعود قطر لأشقائها ما دام في الأمر حمد، ولن يدع حتى أي أخ من إخوان تميم يحكم، إذ حتى لو نزع تميم من مكانه ووضعوا أخاه جوعان أو غيره، فسيكون للأب القرار، سيكون لحمد بن خليفة وفريق الموساد عزمي وخلاياه ومعهم الإخوان الكلمة الأخيرة والفصل والقرار في قطر، هذه هي نهاية وخلاصة «الحكمة» بعد ثلاثة أشهر من بداية الأزمة، إن الشعب القطري وآل ثاني وقطر برمتها مختطفة ورهينة في يد المكلفين «بمشروع إسقاط الأنظمة»، ولن ينهى هذا الاختطاف إلا بتحقيق المطالب الـ13، التي لو نفذت فإنها ستنزع السلطة من حمد بن خليفة وتقوض أدواته، ليتخلص بعدها تميم من تسلط أبيه عليه، وتعود قطر لأشقائها العرب والخليجيين.

فمهما أعطى تميم وعوداً سواء لأمير الكويت أو لترامب فإن أباه لن يدعه ينفذها، هذه الحقيقة التي يجب أن يقر بها الوسطاء، أما نحن فنعرفها.