براءة الحسن

لم تكن بداية الليغا بالنسبة لريال مدريد على نفس النسق أو الجودة الفنية الذي بدى عليه في السوبر الإسباني أمام برشلونة. ففي الجولتين الثانية والثالثة أضاع بطل الليغا وأوروبا 4 نقاط بتعادلين على التوالي مع فالنسيا وليفانتي في معقل البلانكوس.

لم يعتد جمهور الريال في الآونة الأخيرة على هذا الهبوط الذي أصاب فريقهم، خاصةً وأن الأداء الذي قدمه الريال أمام ليفانتي مساء السبت الماضي وصف بالكارثي. أسباب عديدة وراء تراجع ريال مدريد وفقدانه للسيطرة على آخر مباراتين نستعرضها كالتالي:



بداية الموسم:

ريال مدريد خرج بطلاً من جميع المسابقات التي خاضها في الموسم الماضي باستثناء كأس ملك إسبانيا. ولا شك أن أي فريق في عالم الساحرة المستديرة سيتعرض لفترات تعب أو ضغط، ولكن الريال لم يكشر عن أنيابه بعد لهذا الموسم.

التوقف الدولي:

جاء التوقف الدولي المعتاد بعد جولتين فقط من بداية الليغا، أي بعد عطلة صيفية دامت لشهور. الفريق ومع المستقدمين الجدد لم يتسنَ له الوقت الكافي للتمرن على الخطط الجديدة لهذا الموسم. أيضاً، عاد معظم اللاعبين من سفر بعيد بعد الالتحاق بمنتخباتهم والمشاركة معها.

الغيابات

غيابات شهدتها تشكيلة ريال مدريد خاصةً في مباراة ليفانتي الأخيرة، منها اضطرارياً ومنها بقرار فني. نجم نجوم ريال مدريد بالطبع كريستيانو رونالدو كان غائباً بسبب العقوبة التي حرمته من المشاركة 5 مباريات.

كريم بنزيما مهاجم ريال مدريد الوحيد في التشكيلة تعرض لإصابة في الربع ساعة الأول من المباراة مما أجبر زيدان على تبديله بالويلزي غاريث بيل. قرار لم يكن في محله لزيدان بإراحة لاعبين مثل إيسكو الذي بقي في أوروبا وشارك مع المنتخب الإسباني وأحرز هدفين في مرمى بوفون على البرنابيو، وعدم الزج بغاريث بيل من الأساس رغم أن الأخير أيضاً لم يغادر أوروبا وقد أظهر أداء حسناً مع ويلز في تصفيات المونديال ولوكا مودريتش دينامو ريال مدريد الذي استثناه تماماً.

مبدأ المداورة

فلسفة زيدان باتت واضحة للجميع، فهو يفضل الاستفادة من كل جوهرة أساسية واحتياطية في الفريق. ومع أن زيزو نجح في العديد من التحديات بهذه الطريقة، واستخدم خططاً لم تكن في حسبان المنافسين، إلا أن المبدأ الذي استخدمه في مباراة ليفانتي لم يكن ناجحاً قط. زيدان اختار المباراة لتجربة اللاعب المهاري مارسيلو كجناح أيسر، ما استغربه كل من تابع المباراة، فزيدان أراح لاعبين لم يغادروا أوروبا وكلَّف مارسيلو العائد من أمريكا اللاتينية بمهمة تحتاج جهداً كبيراً، عدا عن ذلك أن المركز الذي اعتدنا على أن يسده أفضل لاعب في العالم ليس بالسهل على مارسيلو تحمل عبئه. وسلم زيدان خط الوسط لتوني كروس والوافد يورينتي تاركاً الكرواتي كوفاسيتش على مقعد الاحتياط، ومع عدم التناغم بين كروس ويورينتي ذهب وسط الريال في خبر كان!

السوق الفارغة

وكأن مصيبة واحدة لا تكفي، فباقتراب عودة صاروخ ماديرا للدوري الإسباني، تعرض كريم بنزيما لإصابة سيغيب إثرها مدة شهر على الأقل. ولحين عودة رونالدو، لا يمتلك زيدان على مقعد البدلاء أي مهاجم. ضريبة سيدفع ثمنها زيدان، سببها عدم النية من الإدارة والجهاز الفني لاستقدام مهاجم ثانٍ تعويضاً عن رحيل المتألق مع تشيلسي موراتا!

تهور وعصبية

كنت قد ذكرت في العدد الماضي أن أحد أهم أسباب تعادل الريال مع فالنسيا هو غياب القائد سيرجيو راموس بعد تلقيه بطاقة حمراء في المباراة الأولى في الليغا. سبق راموس رونالدو بعصبية زائدة كلفته 5 مباريات كان بالغنى عنها. مباراة ليفانتي شهدت أيضاً طرداً للقائد الثاني مارسيلو، وتوقف الأخير لأربع مباريات! هذا إن دل على شيء فهو على التهور اللا مجدي، والذي لم يعتد عليه زيدان وكتيبته.

فرصة جديدة

ريال مدريد لديه الفرصة غداً الأربعاء لمراضاة جمهوره باستضافته أبويل القبرصي في أولى مباريات مشوار دوري الأبطال وبمشاركة كريستيانو رونالدو. بعدها سيتجهون إلى ملعب الأنويتا، وهم مطالبون بالفوز على ريال سوسيداد ( شريك البرسا في الصدارة ) برغم الغيابات.