السعودية لا تحتاج إلى تدخل دولي خارجي لإدارة الحج.. السعودية التي تحمي بلاد الإسلام والمسلمين والتي يشهد التاريخ العربي والإسلامي لها أنها لم تتأخر يوماً عن مد يد العون والمساندة لأي بلد خليجي وعربي وإسلامي في الدفاع عنه وتبني قضاياه وتنميته خاصة اقتصادياً إن دعت الحاجة، يشهد لها تاريخ مواسم الحج كله أنها تعرف كيف تدير وتنظم هذا الموسم الذي يعتبر من أكبر المواسم الدينية المقامة في دول العالم أجمع، وكيف تحمي المقدسات وتوفر الأمن والأمان دون الحاجة لأحد.

السعودية التي أنفقت أكثر من 70 مليار ريال ولاتزال تنفق في سبيل تطوير وتوسعة بيت الله الحرام لاستقبال أكبر عدد ممكن من الحجاج والمعتمرين وإيصالهم إلى 30 مليوناً في عام 2030 وخصصت أكبر الشركات وأعرقها في البناء والهندسة والتخطيط وإنشاء البنى التحتية لا تحتاج لوصاية من أحد ولا مراقبة من دول فهي تراقب الله وتخدم حجاج بيته الحرام وتبذل النفيس والغالي لأجل هذه الغاية الدينية قبل كل شيء.

نجحت السعودية في إدارة موسم الحج لهذا العام ونبارك في هذا المقام إلى قيادة وشعب المملكة العربية السعودية الذين كان تكاتفهم لإنجاحه الصخرة التي تحطمت عليها آمال المخططات الإيرانية والقطرية في إفشاله وتدويل قضيته، الإعلام القطري الذي كان إعلاماً إيرانياً بالوكالة أخذته العزة بالإثم وضعف الضمير وضحالة الثقافة وانعدام القيم الإسلامية من أجل القيام بشن حملات إعلامية مسيسة جميعها نقول للقائمين عليها «عظم الله أجركم! جهودكم ضاعت سدى!»، خابت قطر ولجمت أبواقها الإعلامية وستخيب دائماً وهزمت إيران وستهزم مخططاتها دائماً ونجحت السعودية وانتصرت بوحدة شعبها ورجالها الأشاوس.

ولمن حاول الإساءة نقول لهم «ضعف الحيلة وتقزم الخطاب الإعلامي لقطر وافتقاده للموضوعية يعد وصمة عار بتاريخ الإعلام العربي، تقزمتم عند جبل العرب «خالد الفيصل» نعم إن إعلامكم أرذل الإعلام عندما ينطق!

أحد الأبواق الإعلامية لتنظيم الحمدين أخذ يستعرض بالأرقام عدد الحجاج الذين توفوا على مدى 25 سنة، هذا البوق الإعلامي كان يجيب على نفسه بنفسه لو تأمل في تقلص أعداد الحجاج المتوفين أمام ازدياد أعداد الحجاج في كل سنة ومقابل كل مشاريع التوسعة والتطوير التي تبذلها السعودية مشكورة لأجل استقبال أكبر عدد ممكن من حجاج بيت الله الحرام وضمان حفظ سلامتهم ومنع تكرار حوادث التزاحم وسقوط الوفيات.

الإعلام القطري أخذ يستعرض بلغة الأرقام عدد الحجاج الذين توفوا خلال مواسم الحج وتغافل عن أن عدد المسلمين الذين يتوافدون إلى مكة المكرمة بالآلاف وأن الأخطاء واردة لكن المهم التعلم منها وتقليل الأضرار، ألا يتساقط العشرات والمئات في مظاهرات بعض الدول بسبب سوء إدارة الأزمات الأمنية وتعامل الشرطة مع المتظاهرين؟ ألا يتوفى المئات والآلاف بسبب أزمات تحدث في كبرى الدول الديمقراطية كفيضانات وسيول وتصادم قطارات وكوارث ليس بيد تلك الدول السيطرة عليها مهما بذلت من الجهود وسخرت من الإمكانيات لتلافي تكرارها؟

من طرائف الإعلام القطري الإيراني بالوكالة ادعاء أن عدد حجاج قطر لهذا العام صفر! ثم ادعاء أن هناك خسائر مالية كبيرة تتكبدها السعودية مقابل منع حجاج قطر! كل هذه الادعاءات فندها أمير مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل في تصريحاته عندما كشف أن هناك ارتفاعاً في أعداد حجاج قطر لهذا العام حيث بلغ عددهم 1564 حاجاً مقابل 1210 حجاج العام الماضي أي بزيادة بلغت 354 حاجاً.

أما ادعاءات أن السعودية تستخدم الحج كورقة للابتزاز وتمنع الحجاج جراء خلافاتها السياسية مع الغير ففتح السعودية أبوابها للحجاج القطريين وكذلك الإيرانيين هو رد يختصر الطريق أمام هذه الادعاءات الكاذبة، السعودية تتعامل مع المقدسات الإسلامية على أنها ملك لجميع المسلمين ومتاحة لهم لذا لم تقحم حجاج قطر في خلافاتها الحالية مع حكومة الدوحة.

موسم الحج في السعودية تاريخياً مستهدف، ليعلم مرتزقة الإعلام القطري والإيراني أن كل متفجرات وأسلحة إيران التي أرادت بها استهداف مقدسات المسلمين وأطهر بقاع الأرض فشلت نتيجة لحسن الإدارة الأمنية في السعودية، مكة المكرمة تعتبر اليوم مستهدفة عن طريق الحوثيين الذين منوا أنفسهم وهم ينقلبون على شرعية اليمن عام 2014 أن يقفوا على جبل عرفة ويطوفوا حول الكعبة في الحج القادم ويطؤوا أرضها، «عاصفة الحزم» كانت خير رد يلجم أوهامهم، أما تشكيل إدارة إسلامية دولية لإدارة شؤون الحج حتى يكون لإيران باب لتسييس الحج وتحويله لموسم طائفي فهو عشم إبليس في الجنة!

إقامة شعائر «البراءة من المشركين» داخل بيت الله الحرام والتي وجه بها الخميني وادعى أنها أحد أركان فريضة الحج التوحيدية التي بدونها لا يكون الحج صحيحاً لن تكون طالما موسم الحج تديره السعودية بلد التوحيد والإسلام التي تحارب الإرهاب والفكر المتطرف.

خلاصة القول، مواسم الحج في أيادٍ أمينة ثمينة، دام عز السعودية وأمنها.