تحفل الحملات الدعائية للانتخابات البرلمانية الألمانية لهذا العام بالكثير من الطرائف، أبرزها خوض حزب ساخر للانتخابات المقررة في 24 سبتمبر الجاري، وذلك للمرة الثانية بعد فوزه في انتخابات أوروبية سابقة بالصدفة.
وتملأ شوارع البلاد هذه الأيام ملصقات دعائية للعديد من الأحزاب، من بينها واحد يطلق على نفسه حزب "الحزب" "دي بارتاي" بالألمانية. ولهذا الحزب قصة مضحكة وغريبة في آن واحد.
فقد تأسس هذا الحزب عام 2004 من محرري مجلة "تيتانيك" الألمانية الساخرة، ولم يكن يحمل أي برنامج سياسي أو لديه النية لخوض الانتخابات البرلمانية، إلى أن حدثت المفاجأة.
ففي عام 2014 رشح الصحفي مارتن زونيبورن، أحد مؤسسي الحزب، نفسه عن الحزب لانتخابات البرلمان الأوروبي، وأحاط نفسه بشعارات انتخابية ساخرة وكوميدية كانت تشي بأن ترشحه مجرد مزحة.
لكن المفاجأة أن زونيبورن، الذي كان وقتها يعمل في فريق تحرير البرنامج السياسي الساخر "دي هويته شو" "استعراض اليوم"، حصل على أصوات كافية تؤهله لدخول البرلمان.
واضطر زونيبورن إلى ترك وظيفته صحافياً وأصبح عضواً في البرلمان الأوروبي. لكنه استغل منصبه الجديد لعمل حملات صحافية كوميدية ساخرة لفضح بعض الممارسات الخاطئة والفساد الإداري داخل أروقة البرلمان.
وقد رشح حزب "الحزب"، الذي يخوض الانتخابات البرلمانية الحالية، كوميديا ألمانيا من أصل تركي يدعى سيردار سومونتشو، للمنافسة على منصب المستشار، وهو أعلى منصب في البلاد.
ونشرت حملة سومونتشو ملصقا للرجل مرفقة بعبارة: "صلعة أكبر من صلعة شولتس، وهتلر أكثر من أردوغان".
ومارتن شولتس هو مرشح الحزب الاشتراكي، المنافس الرئيس للمستشارة الحالية أنغيلا ميركل، زعيمة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، في هذه الانتخابات.