لندن - (وكالات): دهمت الشرطة البريطانية السبت منزلا قرب لندن بعد ساعات من تنفيذ اول عملية توقيف مرتبطة بالاعتداء الذي أوقع 30 جريحا في احدى محطات مترو العاصمة عند ساعة الذروة صباح الجمعة.

وتم توقيف شاب يبلغ 18 عاما صباح السبت في بلدة دوفر الساحلية جنوب شرق البلاد، احدى صلات الوصل الاساسية بين المملكة المتحدة واوروبا، في عملية اعتبرت الشرطة انها تشكل تقدما كبير في مسار التحقيق.

وبعد ظهر السبت، اعلنت الشرطة تنفيذ عملية دهم في شقة في سانبوري اون تيمز على بعد 20 كيلومترا جنوب غرب لندن في اطار التحقيق في الاعتداء على مترو الانفاق.



وأكدت الشرطة في بيان انها "اخلت شقة سكنية في سانبوري، في منطقة سوري، وتقوم بتفتيشها".

والاعتداء الذي وقع صباح الجمعة أدى الى إصابة 30 شخصا بعد انفجار قنبلة يدوية الصنع داخل مقصورة قطار مكتظة، وهو الهجوم الخامس في 6 أشهر في المملكة المتحدة وقد تبناه تنظيم الدولة "داعش".

واعلنت وزيرة الداخلية البريطانية آمبر راد السبت ان الشرطة حققت "تقدما جيدا جدا في تحقيقاتها، في ما بدا انه رد على تصريحات للرئيس الامريكي دونالد ترامب اعتبر فيها ان "الارهابي الفاشل" الذي يقف وراء الاعتداء معروف لدى الشرطة البريطانية.

وقالت راد في مقابلة تلفزيونية "من المبكر جدا قول ذلك. في الوقت الحالي لدينا موقوف واحد ولدينا عملية امنية جارية".

وكانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي انتقدت تصريحات ترامب التي اشعلت تويتر الجمعة بالقول "لا اعتقد ابدا انه من المفيد لاي كان التكهن بشان تحقيق جار".

واوردت وسائل الاعلام ان القنبلة لم تنفجر في شكل كامل صباح الجمعة في ساعة الذروة في محطة "بارسونز غرين" للمترو، المنطقة السكنية الغنية والهادئة.

واصيب عدد من الركاب بحروق فيما فر آخرون مذعورين.

وأوضحت الشرطة أن المشتبه به موقوف رهن التحقيق في مركز محلي للشرطة قبل نقله "إلى مركز شرطة جنوب لندن في الوقت المناسب".

وافاد بيان الشرطة بان "عملية التوقيف ستقود الى مزيد من العمليات التي سينفذها عناصر الشرطة"، موضحا انه تم توقيف المشتبه به بموجب قانون مكافحة الارهاب.

وتبنى تنظيم الدولة "داعش"، الاعتداء الذي اعتبرته الشرطة هجوما "ارهابيا"، مؤكدة ان "مستوى الخطر يبقى حرجا"، اي في حده الأقصى، ما يعني ان اعتداء آخر قد يكون "وشيكا" في رأيها.

وأعلنت ماي في ساعة متأخرة الجمعة أن مستوى التهديد الإرهابي تم رفعه إلى "حرج" وقالت إن الف عسكري سيكلفون حراسة مواقع رئيسية لإتاحة نشر عناصر الشرطة في مواقع اخرى.

واعلن قائد جهاز مكافحة الارهاب مارك راولي الجمعة في بيان ان "عناصر الشرطة يطاردون مشتبها بهم".

وأضاف "شخص زرع العبوة الناسفة اليدوية الصنع في محطة القطارات. يجب أن نكون في هذه المرحلة يقظين لكل الاحتمالات المتعلقة به وبشركاء محتملين له".

والمرة الاخيرة التي أعلنت فيها السلطات رفع مستوى التهديد إلى "حرج" كانت في مايو الماضي في أعقاب الاعتداء الذي استهدف حفلا موسيقيا في مانشستر تبناه تنظيم الدولة "داعش"، أيضا.

وتحدث شهود عن الفوضى التي نجمت عن تفجير الجمعة.

وقال تشارلي كريفن انه سمع "دويا هائلا" وشاهد "كرة نار برتقالية تجتاح المحطة قادمة باتجاهي".

ووصفت ناجية اخرى تدعى لورن هابرد الانفجار بانه "جدار من نار".

ونشر احد مستخدمي تويتر صورا لدلو ابيض صغير مشتعل في القطار ووصفوا كيف ان "كرة النار اجتاحت المقصورة وكيف قفزوا من النوافذ".

وبدا الدلو الذي كان داخل كيس للطعام المجلد وكأنه من النوع الذي يستخدمه البناؤون كما بدا وكأن اسلاكا تخرج منه.

وعاين خبراء بقايا القنبلة وتناقلت وسائل الإعلام البريطانية معلومات تفيد أن جهاز توقيت العبوة لم يعمل بالشكل الصحيح.

واعلنت الشرطة انها لن تعطي في الوقت الحالي مزيدا من التفاصيل حول الموقوف "لاسباب متعلقة بالتحقيق".

وتم نشر الشرطة في شبكات النقل وفي الشوارع في مختلف ارجاء بريطانيا.

وتلقى الضحايا العلاج في المستشفيات فيما اوضحت السلطات الصحية ان اصابتهم لا تشكل خطرا على حياتهم.

وصباح السبت كان 3 منهم فقط لا يزالون تحت الرعاية الطبية.

وقال لويس هاذر "21 عاما"، الذي كان متوجها الى عمله وكان على بعد ثلاث مقصورات من موقع الانفجار، "كنت اشتمّ رائحة الحريق. كانت الرائحة اشبه بحريق مادة البلاستيك".

وتعرض هاذر للدوس بعد ان هرع الركاب للخروج من محطة القطار واصيبت رجله بجروح بليغة وكدمات.

وشهد العام الحالي 4 اعتداءات في لندن ومانشستر ادت الى مقتل 35 شخصا، 3 منها كانت عمليات دهس للمارة.