ربما لا تعتبرها الجماهير مواجهة الديربي الأشهر في لندن، مثلاً العداوة بين آرسنال وتوتنهام هوتسبير تجعل من ديربي شمال لندن هو النزال الأبرز في المدينة من وجهة نظر الجماهير ووسائل الإعلام، لكن على أرض الواقع يبدو أن الحال مختلفاً.

المواجهة بين تشيلسي وآرسنال شهدت في السنوات الأخيرة حالات توتر ومشادات بين اللاعبين تجعلها أكثر من مجرد لقاء بين كبيرين في الدوري الإنجليزي الممتاز، أو حتى في لندن، اللقاء يتحول إلى نزال كلاسيكي أو ديربي محتدم التنافس بحق.

6 حالات طرد شهدتها المواجهات العشر الأخيرة بين الفريقين، رقم مرتفع جداً إذا ما قارناه بحصيلة ديربي شمال لندن في نفس الفترة (آخر 10 مواجهات) والذي شهد حالة طرد واحدة فقط.



التوتر المبالغ به بين لاعبي الفريقين وحالات الطرد العديدة التي شهدتها المباريات الأخيرة ربما تكون ناجمة عن العداوة الشديدة بين جوزيه مورينيو مدرب تشيلسي سابقاً، وأرسين فينجر مدرب آرسنال، الرجلان تبادلا التصريحات المستفزة قبل انطلاق المباريات، كما دخلا في حالة اشتباك بالأيدي في إحدى المواجهات، ناهيك عن سخرية مورينيو المستمرة من المدرب الفرنسي بسبب أو بدون سبب.

الدليل على ذلك أن الديربي اللندني لم يشهد أي حالة طرد منذ رحيل جوزيه عن تشيلسي عام 2007 ، حيث كان خالد بولحروز آخر من يطرد في ذلك العام خلال مواجهات الفريقين، ثم غابت البطاقات الحمراء لحين عودة جوزيه مجدداً إلى تشيلسي والتي بدأت في لقاء العودة من موسمه الأول حينما طرد جيبس ظهير آرسنال نتيجة تصديه للكرة بيده في الدقيقة 15.

ولن ينسى عشاق الفريقين مواجهة سبتمبر عام 2015، اللقاء الذي شهد حالات اشتباك عديدة بين اللاعبين وخصوصاً دييجو كوستا مهاجم تشيلسي وجابرييل باوليستا مدافع آرسنال أدت إلى طرد الأخير في الدقيقة 45، كما شهد اللقاء طرد سانتي كازورلا أيضاً في الدقيقة 79، وبعد اللقاء تم مراجعة جميع الحالات ليتم معاقبة كوستا بالإيقاف لمدة مباراتين هو الآخر.

ورغم رحيل مورينيو عن تشيلسي إلا أن حالات الطرد تواصلت بعد ذلك، بل انتقلت إلى معسكر البلوز الذين طرد منهم فيكتور موسيس في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي من العام الحالي، ثم طرد بيدرو رودريجيز في مواجهة الدرع الخيرية من العام الحالي أيضاً.

البطاقات الحمراء ليست شيئاً مستحباً بل هي في الغالب تفسد متعة المباراة وتمنح أحد الفريقين أفضلية كبيرة على أرض الملعب، لكن حينما يتواجه آرسنال ضد تشيلسي، فيجب عليك أن تضع في حسبانك حدوث ذلك، هو مر لا بد منه على ما يبدو!