كشف مدير مركز الأميرة الجوهرة للطب الجزيئي، استشاري أمراض المخ والأعصاب د.معز بخيت عن نتائج دراسة جديدة توصلت إلى اكتشاف بروتينات جديدة لدى مرضى التصلب المتعدد في البحرين، تسهم في متابعة المرض وتحديد مدى الاستجابة للعلاج.

ونشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة التصلب اللويحي المتعدد والاضطرابات المتعلقة به وهي من أكبر الدوريات العالمية المتخصصة في هذا المجال.

وأشار بخيت إلى هذه النتائج ستعلن في مؤتمرات عالمية مثل المؤتمر السنوي الثالث للجنة الأمريكية للعلاج والبحوث في التصلب المتعدد "أكتريمس" في فبراير المقبل في سان دييغو، كاليفورنيا، والمؤتمر العالمي السنوي التاسع من نيوروتالك الذي سيعقد في بانكوك في مايو المقبل، إلى جانب مؤتمر علم الأحياء الجزيئية الرابع في الشرق الأوسط الذي سيعقد في أبو ظبي الإمارات العربية المتحدة في نوفمبر المقبل.



ودرس الفريق البحثي المكون من د.موضي النشمي ود. صفاء طه من مركز الأميرة الجوهرة، ود.عيسى الشروقي استشاري المخ والأعصاب بمجمع السلمانية الطبي، عينات دم 88 مريضاً بحرينياً يعانون من التصلب اللويحي، و88 شخصاً آخر هم المجموعة الضابطة من مجمع السلمانية الطبي وبنك الدم.

وشملت الدراسة فحص التعبير الجيني بواسطة الميكرواراي الذي يعد من أحدث التقنيات لتحليل الطفرات الوراثية في الجينوم البشري، وفحص خصائص الجزيئات المؤثرة في الجينات النشطة عن طريق انزيم مرتبط المناعي الفاحص.

وقال بخيت: "أظهرت بيانات البحث التعبير عن 15480 جيناً من بين 47000 مورث تم فحصهم لكن تبين أن هناك 5 جينات فقط كانت مرتفعة بشكل كبير في مرضى مرض التصلب العصبي المتعدد مقارنة بالمجموعة الضابطة".

كما كشف تحليل جزيئات المستجيب من الجينات أن هناك اثنين من البروتينات المناعية الناتجة عن هذه الجينات الـ5 ترتفع بنسبة عالية لدى المرضى، بحيث يمكن اعتبارها من المؤشرات الحيوية المرتبطة بالعملية الالتهابية للمرض والتي تسهم في تحديد استجابة العلاج لدى المرضى البحرينيين.

وأوضح بخيت أن التصلب اللويحي المتعدد هو أحد الأمراض التي تصيب الجهاز العصبي وهو مرض متعدد البؤر مزيل لمادة المايلين، ومصاحب بتنكس عصبي متقدم، إذ يقوم جهاز المناعة بإنتاج مضادات للغشاء المحيط بالأعصاب مما يؤدي لإتلافها، بما يؤثر سلباً على عملية الاتصال ما بين الدماغ وبقية أعضاء الجسم.

وأشار إلى أن هذا التلف ينتج عنه لويحات في الدماغ والحبل النخاعي فتظهر أعراض المرض حسب مكان الضرر بالجهاز العصبي، وقد تشمل فقدان الحس والتنميل أو الوخز أو الخدر، وضعف العضلات، والشد العضلي مع صعوبة الحركة وصعوبة التنسيق الحركي وفقدان التوازن، واضطراب الكلام، وصعوبة البلع، ومشاكل النظر الناتج من التهاب العصب البصري وازدواج الرؤية، إلى جانب الإعياء الشديد والآلام الحادة أو المزمنة، ومشاكل المثانة والأمعاء، كما تصاحب المرض صعوبات في التفكير وبعض المشاكل النفسية مثل الاكتئاب وتقلب المزاج.

وبحسب الفريق البحثي، فإن هذا المرض يصيب البالغين بالعمر من غير أسباب معروفه، وهناك عدة أدلة جيدة علي تعقد أسباب حدوث المرض التي تشمل التأثيرات البيئية والاستعداد الوراثي، وتم تحديد العديد من المواضع الجينية المرتبطة بالمرض.

وأشار بخيت إلى أنه نسبة للانتشار الكبير للمرض في السنوات الأخيرة بمنطقة الخليج العربي وخصوصا في البحرين، فلقد تشكل فريق عمل بمركز الأميرة الجوهرة التابع لجامعة الخليج العربي لدراسة الجينات التي يزيد نشاطها في مرض التصلب اللويحي، ودراسة خصائص الجزيئات المؤثرة في الجينات النشطة في مرضي التصلب اللويحي، ومقارنتها بالمجموعة الضابطة بغرض متابعة حالة المريض من الناحية الالتهابية.