روان ضاهر

كنا نسمع في الموسم الماضي عن التوترات التي شابت العلاقة بين مدرب مانشستر سيتي بيب غوارديولا ولاعبه الأرجنتيني سيرجيو أغويرو، حيث فشل الأخير في إقناع المدرب الإسباني بالاعتماد عليه كمهاجم أساسي خاصة بعد استقدام البرازيلي غابرييل خيسوس في فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة، وهو ما أشعل فتيل الشائعات آنذاك حول اقتراب رحيل الـ"كون" عن القمر السماوي.

غوارديولا كان ولايزال يريد من لاعبه التحرك أكثر خارج منطقة العمليات وتقديم أدوار إضافية على تلك التي يؤديها في المباريات، فـ(تسجيله للأهداف فقط) معيار غير كافٍ وغير موجود في قاموس المدرب الإسباني الذي يرى أنه يجب على اللاعب الاشتراك في كل كرة ومساعدة الفريق على إبقاء الضغط على الخصوم وبناء اللعب وعدم الاختفاء عندما لا تكون الكرة في حوزة السيتي.



في المقابل، أثبت أغويرو مع الوقت أنه أفضل مثال للعزيمة والإصرار، فهذه الخلافات لم تثنه عن مهمته الأساسية في القتال من أجل روح الفريق، فقد سجل سادس هاتريك له في البريميرليغ في لقاء واتفورد الأخير ليقف بأهدافه الـ175 على بعد خطوتين فقط من إدراك الرقم القياسي لعدد الأهداف المسجلة في تاريخ السيتي، والذي يحمله إريك بروك من قبله مع العلم أن بروك سجل تلك الأهداف في 494 مباراة فيما فعلها أغويرو في 259 مباراة فقط.

غوارديولا بكل تأكيد بعد الهاتريك وفوز فريقه بسداسية بيضاء أثنى على أغويرو ووصفه بالأسطورة وبأنه لاعب رائع، مؤكداً أن إنجارات اللاعب الأرجنتيني والأرقام التي حققها تتحدث عن نفسها.. فهل فعلاً استطاع أغويرو أن يثبت خطأ موقف مدربه أم أنها مجرد تصريحات إعلامية ليس إلا؟ فكما يقول المثل الشائع "إن ما في القلب يبقى في القلب".