يوسف ألبي

دارت عجلة دوري الأبطال في القارة العجوز مجدداً لتدخل فرق كبيرة وحتى صغيرة في منافساتها التي يصفها البعض بأنها أفضل من كأس العالم.

عودتنا هذه البطولة أن تبتسم في الأخير للفرق الكبيرة حتى تلك الفرق التي تعاني على مستوى دوريها المحلي، إلا أنها تضع كل اسمها وتاريخها وثقلها في بطولة الأبطال أو كأس الأوذنيين كما يسميها بعض الرياضيين.



وبالنسبة لباريس سان جرمان هذا الفريق الذي تأسس قبل 47 عاماً فقط، يسعى جاهداً للظفر بهذه البطولة منذ أن اشترته دولة قطر، بل إنه استجلب -عبر أمواله القطرية طبعاً- كبار اللاعبين وآخرهما الرائع نيمار والمتألق مبابي من البارسا وموناكو بالإضافة إلى لاعبيه كافاني ودي ماريا وفيراتي ودراكسلر وغيرهم من النجوم، ولكن هذه البطولة لا تحتاج في الوقت الراهن لباريس سان جرمان، ربما بعد سنوات، ولكن حالياً فإن باريس ليس مؤهلاً ليصبح بطلاً للبطولة على اعتبار أنه ناد صغير كاسم ولا يملك شخصية البطل وليس نادياً جماهيرياً وليس صاحب تاريخ عريق.

نعم.. هناك فرق حققت البطولة وهي ليست فرقاً كبيرة، ولكنها على الأقل أكبر من باريس سان جيرمان سواء من حيث التأسيس أو الشعبية أو عدد البطولات، وما تقوم به إدارة النادي الباريسي من صرف أموال خيالية لا يشترط أن يتوج ذلك بلقب هذه البطولة، ثم إن هناك أندية كبيرة وعريقة لن تسمح لسان جرمان أن يكسب الأبطال بسهولة مثل الريال والبارسا والبايرن والعائدين الكبيرين المان والليفر، فكل تلك الأندية صاحبة صولات وجولات في الأبطال وإذا واجه باريس أحدهما في مباراة إخراج المغلوب فإنها ستضع كل ما لديها من تاريخ وعراقة وأسماء لامعة بالتأكيد وكبيرة من اللاعبين من أجل القضاء على باريس بكل لاعبيه وأموال إدارته.

وعلى الرغم من النجاح المحلي لسان جيرمان الذي لا يستطيع أن ينكره أحد، إلا أن دوري الأبطال بطولة صعبة جداً لذلك لم يتخطَ باريس دور ربع النهائي من هذه البطولة على الرغم من كم النجوم الذين مروا على تشكيلته خلال السنوات الـ7 سنوات الماضية، وهذا نظرًا لأن حسابات ذات الأذنين مختلفة.

إذا قمنا بتقييم التشكيلة الباريسية الحالية، فلا شك أن وجود الثنائي "ماركينيوس وتياجو سيلفا" في عمق الدفاع ليس بالحل الأمثل، فالأول لايزال يرتكب هفوات غريبة في مباريات مهمة، والثاني تهدده الإصابات في أي وقت من الموسم، ووجود كيمبيمبي لن يجدي لقلة خبرته وصغر سنه، هذا بالإضافة إلى وجود بعض الملاحظات على قدرة الظهيرين "كورزاوا وألفيش" على تقديم الواجبات الدفاعية كما هو تميزهم في الأدوار الهجومية فالدفاع يشكل العبء الأكبر لتحقيق النادي لقب الأبطال.

رغم تحقيق "أوناي إيمري" للقب ثاني أهم بطولات أوروبا في ثلاث نسخ متتالية رفقة إشبيلية، وحديث البعض عن قدرات الإسباني الفائقة في أوروبا والتي كانت سبباً رئيساً في تفضيل إدارة النادي التعاقد معها لتلبية طلبها المنشود، ولكن أعتقد أن أغلبهم يفتقد للصواب، فاللعب في دوري الأبطال يختلف تماماً عن خوض غمار منافسات الدوري الأوروبي، فالفارق بين البطولتين قوة المنافسين والجودة والنوعية، إيمري قام بالتجربة في النسخة الماضية كيف أنه يمكن أن يواجه خصماً ويهزمه ذهاباً برباعية ثم يستقبل في العودة سداسية! هذا الأمر لم يكن ليحدث في تاريخ دوري أبطال أوروبا أبداً.

ولكي تتوج بلقب دوري الأبطال يجب أن يضم فريقك لاعبين سبق وعاشوا أجواء مبارياته في الأدوار النهائية والمراحل المتقدمة فباريس لم يتأهل عبر تاريخه لنصف نهائي الأبطال، لذا فمن الصعب على نادي الأمراء تحقيق لقب الأبطال بل من الصعب أيضاً تحقيق الفوز على كبار الأندية في أوروبا في الأدوار الإقصائية.. حتى مع كوكبة النجوم التي يمتلكها.

نادٍ واحد فقط هو من كسر تلك القعدة ولكن بعد سنوات ومواسم طويلة من المحاولات، الحديث عن تشيلسي الذي حصد بطولة نسخة 2012 بعدما تجرع مرارة الخروج تارة من نصف النهائي وتارة أخرى من النهائي، خبرات تكتسب ونقاط ضعف يتم تلافيها مستقبلاً إلى أن أصبح الحلم حقيقة بجيل حتى أقل بكثير من الأجيال التي ودعت المسابقة من قبل، ولكنها كانت تمتلك ما يتطلبه اللقب.