طالب المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الخطباء إلى الالتزام بالطرح الهادف والبنَّاء والمسؤول خلال موسم "عاشوراء" والابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة الفتن أو تسييس الشعائر الحسينية وتجييرها لصالح أجندات حزبية أو فئوية.

ودعا خلال جلسته الاعتيادية الثلاثاء برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وبحضور الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة نائب الرئيس، إلى تجنيب الشعائر الدينية كل ما ينتهك من قدسيتها أو يمس الثوابت الدينية والوطنية، مشدداً على ضرورة احترام الأنظمة والقوانين والأعراف بما يحفظ للشعائر مكانتها ويوفر لها البيئة الآمنة.

وأكد المجلس أن موسم عاشوراء يعدُّ من أهم المواسم الدينية في البلاد ويعكس بوضوح حرص البحرين على صون الحريات والشعائر الدينية، ورعاية التعددية البحرينية البنَّاءة وسط أجواء التعايش السلمي الآمن التي عُرفت بها البحرين منذ القدم، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنَّ هذه الحريات المرعيَّة تعكس الثوابت والقيم البحرينية الأصيلة في التآخي والتلاحم والاحترام والوسطية، داعياً جميع القيمين والمعنيين بإحياء هذا الموسم الديني الحيوي إلى استشعار المسؤولية الدينية والوطنية والاجتماعية.



وأشاد "الأعلى للشؤون الإسلامية" بالمبادرات الرائدة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى في مجال الحريات الدينية والحوار والتعايش بما يسهم في تحقيق السلام العالمي ومحاصرة التطرف والكراهية.

ورحب المجلس بإعلان مملكة البحرين لتعزيز الحرية الدينية، وإطلاق مركز الملك حمد العالمي للحوار بين الأديان والتعايش السلمي، لافتاً إلى أن ذلك تتويج لمسيرة بحرينية حافلة في هذا المجال.

وبمناسبة قرب دخول السنة الهجرية الجديدة، رفع المجلس تهانيه وتبريكاته إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وإلى حكومة مملكة البحرين والعائلة المالكة الكريمة، وشعب البحرين الوفي، وإلى عموم الأمة الإسلامية، سائلاً الله تعالى أن يجعله عام خير وبركة على جميع المسلمين في العالم.

وهنأ "الأعلى للشؤون الإسلامية"، المملكة العربية السعودية الشقيقة بنجاح موسم الحج، معرباً عن تقديره العميق للدور الإسلامي الكبير الذي يضطلع به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وحكومته في خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وفي رعاية حجاج بيت الله الحرام وتأمين طريقهم، وتذليل الصعاب التي تواجههم.

وأكد المجلس أن النجاح اللافت الذي شهده موسم الحج هذا العام يأتي استمراراً للنجاحات المتواصلة طيلة السنوات الماضية في رعاية الحرمين الشريفين وشؤونهما، ويؤكد جدارة المملكة العربية السعودية الشقيقة واقتدارها الكامل على إدارة شؤون الحج والعمرة بما يوفر الأمن والطمأنينة واليسر للحجاج والمعتمرين والزائرين.

كما هنأ المجلس الحجاج البحرينيين بسلامة العودة، سائلاً الله تعالى أن يكون حجهم مبروراً وسعيهم فيه مشكوراً، مشيداً بالرعاية الكبيرة التي قدمتها مملكة البحرين لحجاجها هذا العام، شاكرًا في الوقت نفسه الجهود التي بذلتها بعثة مملكة البحرين للحج لتذليل العقبات أمام الحجاج البحرينيين.

وندد المجلس بشدة بما يتعرّض له مسلمو الروهينغا من انتهاكات صارخة واستخدام للقوة والعنف ضدهم من قبل السلطات في ميانمار، مما أودى بحياة آلاف الأبرياء وتشريد عشرات الآلاف منهم، مطالبا العالم الإسلامي والمجتمع الدولي بضرورة التدخل السريع لوقف هذه الانتهاكات وتقديم المساعدة والدعم اللازمين لإنهاء معاناة الأقلية المسلمة، ووضع حدٍّ لهذه المأساة الإنسانية.

وبحث "الأعلى للشؤون الإسلامية" الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال، واستهلها ببحث المجلس تقرير لجنة إبداء الرأي الشرعي بشأن طلب مجلس النواب معرفة مرئيات المجلس الأعلى بخصوص الاقتراح برغبة بإنشاء مركز وطني للتبرع بالأعضاء، وقرر المصادقة على التقرير ورفعه إلى مجلس النواب.

واستمع إلى تقرير من الأمين العام للمجلس رئيس مجلس إدارة معهد القراءات وإعداد معلمي القرآن الكريم خالد الشوملي عن الاجتماع العادي الأول لمجلس إدارة المعهد واجتماعات المجلس العلمي، وعما خرجت به تلك الاجتماعات.

وفي ضوء ذلك، استعرض المجلس مسودة اللائحة الداخلية للمعهد، وقرر اعتمادها رسمياً، ووجه إلى استكمال العمل لبدء الدورات التدريبية والبرامج الأكاديمية للمعهد في أقرب وقت ممكن.

كما استعرض المجلس التقرير الفني للجنة متابعة إنشاء الجوامع وملحقاتها بشأن مناقصة هدم وإعادة بناء جامع فاطمة الحوطي بالمحرق، وقرر ترسية العطاء على أفضل العروض، موجهاً الأمانة العامة للمجلس إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة للبدء في المشروع قريباً.