نيويورك - (وكالات): ندد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء من الأمم المتحدة بـ "الدول المارقة" التي أكد أنها تشكل خطراً على العالم، مهاجماً بالخصوص إيران ونظامها "الديكتاتوري الفاسد"، وكوريا الشمالية التي هدد بـ"تدميرها بالكامل" إذا شكل نظامها "الفاسد والشرير" خطراً على الولايات المتحدة أو حلفائها، مشيراً إلى أن "دعم النظام الإيراني للإرهاب يتناقض مع جهود الدول العربية في محاربته".

وفي أول خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة التي يهيمن عليها هذا العام ملفاً كوريا الشمالية وإيران قال الرئيس الأمريكي إن "الدول المارقة" تشكل تهديداً "لباقي الأمم ولشعوبها نفسها ولديها أكثر الأسلحة قدرة على التدمير" في العالم.

وأمام نحو 130 رئيس دولة وحكومة يشاركون في الاجتماعات وصف الرئيس الأمريكي ايران بـ "الدولة المارقة" و"الديكتاتورية الفاسدة"، مؤكداً أن "الاتفاق مع ايران هو من أسوأ الصفقات وأكثرها انحيازاً التي دخلت فيها الولايات المتحدة على الإطلاق. بصراحة، هذا الاتفاق معيب للولايات المتحدة ولا أعتقد أنكم رأيتم أسوأ ما فيه بعد".



كما هاجم ترامب في خطابه النظام الإيراني و"أنشطته المزعزعة لاستقرار" المنطقة. وقال "صدقوني، حان الوقت لأن ينضم إلينا العالم بأسره في المطالبة بأن توقف حكومة إيران سعيها خلف الموت والدمار".

وأضاف أن "الحكومة الإيرانية حولت بلداً غنياً وذا تاريخ وثقافة عريقين إلى دولة مارقة مرهقة اقتصاديا وتصدر بشكل أساسي العنف وسفك الدماء والفوضى". وقال إن "الاتفاق النووي مع إيران معيب".

كما وعد ترامب بالقضاء على "الإرهاب المتطرف" الذي "يمزق دولنا (...) والعالم أجمع".

وقال "يجب على كل الدول المسؤولة أن تعمل معاً لمواجهة الإرهابيين والتطرف الذي يلهمهم. سنوقف الإرهاب المتطرف لأنه لا يمكننا أن نسمح له بأن يمزق دولنا، وبالفعل أن يمزق العالم أجمع".

وأضاف "يجب أن نقضي على الملاذات الآمنة للإرهابيين ومراكز عبورهم ومصادر تمويلهم وكل شكل من أشكال الدعم لأيديولوجيتهم الدنيئة والشريرة".

وتابع "يجب أن نطردهم من دولنا. لقد حان الوقت لفضح ومحاسبة الدول التي تدعم وتمول جماعات إرهابية مثل القاعدة وحزب الله و"طالبان" وجماعات أخرى تذبح أناسا أبرياء"، مؤكداً أن "تنظيم الدولة "داعش" خاسر".

وشن الرئيس الأمريكي هجوماً على الزعيم الكوري الشمالي الذي وصفه مجدداً بـ "الرجل الصاروخ"، بسبب الصواريخ البالستية التي يطلقها، مؤكداً أن كيم جونغ أون "انطلق في "مهمة انتحارية له ولنظامه".

وأضاف "الولايات المتحدة قوة كبرى تتحلى بالصبر لكن إذا اضطرت للدفاع عن نفسها أو عن حلفائها، فلن يكون أمامنا من خيار سوى تدمير كوريا الشمالية بالكامل".

ومضى يقول إن "الولايات المتحدة مستعدة وجاهزة وقادرة" على الرد عسكرياً على كوريا الشمالية "ولكن نأمل أن لا نضطر لذلك". كما حذر ترامب الدول التي "لا تقوم بمبادلات تجارية مع مثل هكذا نظام فحسب ولكنها تمده أيضاً بالسلاح وتوفر دعماً مالياً لدولة تهدد بإغراق العالم في نزاع نووي".

وإذ اكد ترامب أن الجيش الأمريكي "سيصبح قريباً أقوى من أي وقت مضى"، قال "طالما أنا في هذا المنصب فسأدافع عن مصالح أمريكا وأضعها قبل أي مصلحة أخرى، ولكن مع وفائنا بالتزاماتنا إزاء دول أخرى ندرك أنه في صالح الجميع السعي إلى مستقبل تكون فيه كل الدول ذات سيادة ومزدهرة وآمنة".

وبشأن سوريا، قال ترامب "استخدام بشار الأسد للسلاح الكيماوي ضد شعبه أمر صادم"، مضيفاً "نسعى لعدم تصعيد الحرب في سوريا".

ولم يغب عن بال ترامب ذكر "الوضع غير مقبول" في ظل "الديكتاتورية الاشتراكية" في فنزويلا.

وقال "لا يمكننا البقاء مكتوفي الأيدي. بصفتنا دولة جارة وصديق مسؤول يجب أن يكون لدينا هدف" للفنزويليين ألا وهو "أن يستعيدوا حريتهم ويعيدوا وضع بلدهم على السكة ويعودوا إلى الديموقراطية"، مؤكداً استعداده لاتخاذ "إجراءات جديدة" ضد كراكاس من دون أن يوضح ماهية هذه الإجراءات.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس دافع في خطابه الافتتاحي عن "عالم بدون أسلحة نووية" محذراً من مخاطر حرب مع كوريا الشمالية. وفي أول خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 دولة، أكد غوتيريس أن الحل مع بيونغ يانغ "يجب أن يكون سلمياً" وأنه لا يجب التوجه إلى "الحرب". ودعا إلى وقف العمليات العسكرية البورمية ضد مسلمي الروهينغا.

ومن الدول الأخرى التي دعيت للتحدث الثلاثاء في أول أيام أسبوع من الخطابات، هناك سويسرا ونيجيريا وكولومبيا وقطر وتركيا ومصر وأفغانستان ومالي وإسرائيل. ويمثل روسيا والصين وزيرا الخارجية.

وتنظم عدة اجتماعات ولقاءات ثنائية طوال الأسبوع في مقر الأمم المتحدة أو مقار إقامات الوفود.