"وذكر فإِن الذكرى تنفع المؤمِنِين"

ليست شماتة أبداً، إنما هو توضيح لمن يظن أننا نقسو على قطر، نذكرهم فقط بأننا لا نفعل شيئاً سوى إرجاع الحجر الذي ألقته قطر في فنائنا وإعادته لها، تلك بضاعتكم ردت إليكم لا أكثر ولا أقل.

جميع من علق على بيان الشيخ عبدالله آل ثاني في القنوات الفضائية أو كتب أو غرد، جميعهم رددوا عبارة «قطر تذوق من ذات الكأس التي سقتها للآخرين»، تلك العبارة التي أصبحت شعاراً للمرحلة، لها دلالاتها بأنّ كلّ سلوك يبدو قاسياً على النظام القطري ما هو سوى بضاعة قطرية ردت إليها.

فمن يشفق على قطر الآن عليه فقط أن يتذكر أن «المرارة» التي يذوقها النظام القطري الآن كانت حجراً يلقيه النظام في فنائنا يومياً على مدى عشرين عاماً سبقت، ومن بقي داعماً لقطر الآن بأي حجة أو ذريعة، ما هو إلا شريك معها في مرارة الكأس التي أسقتنا إياها سابقاً.

بدا من الشعب القطري الذي من المفروض أنه خرج من الصدمة، وعرف أن ما يؤلمه اليوم وما يخشاه وما يهدده، شربناه نحن على يد نظامه عشرين عاماً بأدق تفاصيله، و لنعددها معاً:

منعتنا قطر من استخدام أجوائها الجوية للطيران،

منعتنا من ملامسة مياهها الإقليمية حتى لو بطريق الخطأ،

حرضت وتعاونت ومولت منظمات حقوق إنسان دولية ضدنا،

عرضت وبكل علانية تقارير من وزارة الخارجية الأمريكية ضدنا في قناتها ومعها تقارير من حكومات غربية أوروبية أدانتنا ظلماً وروجتها قطر على أنها حقائق،

مولت وتشفت في نهش لحمنا في وسائل إعلام عربية وأجنبية جعلتنا وحوشاً ودولاً قمعية، ترتب عليها تهديدات بالعزل والمقاطعة وتهديدات بقطع التعامل، كانت الجزيرة ترقص على تلك الجراح وتجر الشوك عليها.

استقبال المعارضين للنظام ومنحهم منصات لمخاطبة الداخل،

منح بديل للحكم حق الإقامة والدعوى لإسقاط النظام من أرضنا.

جميعها كانت حجارة تلقيها قطر في فنائنا ولم نفعل اليوم سوى التقاطها هي ذاتها وإعادتها للفناء القطري ونأسف لأنها تقع على أشقائنا في قطر.

ومازالت في الفناء أحجار من أنواع أخرى لم نعدها لقطر إلى الآن مثل الاتصال المباشر بمن هو مستعد للتخريب والحرق والتدمير والفوضى في الداخل وتحويل الأموال لهم من أجل إثارة الاضطرابات.. هذه حجارة لم ترد بعد إنما ألقتها قطر على رؤوسنا والتحويلات المالية مصورة وموثقة.

تلك المرارة التي تعترضون عليها اليوم سقتنا إياها قطر عشرين عاماً، فمن يقف على الحياد اليوم بدعوى اتقاء الفتنة، ومن وصفهم الدكتور الإماراتي محمد بن هويدن «بالراكب المجاني» الذي يعرف أنك على حق وذاق مرارة الكأس من قطر، إنما يكتفي بالتفرج ويشجعك على التخلص من هذا النظام مشجع (سكيتي)، هؤلاء ومعهم من يدافع عن قطر جميعهم عليهم أن يتمعنوا بالعبارة «قطر تذوق من ذات الكأس» ليخاطبوا ضمائرهم من جديد، ويسألوا أنفسهم كيف لا تقبلونها على قطر وقبلتموها عشرين عاماً علينا وعلى أنفسكم؟

ليعلم كل من هزه الخوف على النظام القطري أن المخاوف والمخاطر التي تخشونها على قطر أخفها وأقلها أثراً هو التهديد بإسقاط النظام واستبداله، أما أخطرها فهو سقوط قطر في دوامة الفوضى والعنف التي خضناها سنوات وناشدنا فيها قطر أكثر من مرة أن تكف يدها عنا وكانت تستخف بمطالبنا وبمعاناتنا.

خسائر قطر الآن الاقتصادية هي رأس من جبل جليدي وكرة ثلج مازالت في بداية تدحرجها وقعت على رؤوسنا أكثر من مرة في التسعينات وفي الألفية الثانية حين كانت إيران تحرض وقطر تمول الفوضى عندنا وتجلس تتلذذ بخسائرنا وبمعاناتنا.

وجود البديل والإعلان عن نفسه أول معاول الانقسام والانشطار في البيت الداخلي سواء في الأسرة أو في المجتمع واحدة فقط من الأوراق التي يلوح بها إلى الآن ولم تحرك بشكل فعلي بعد، ووجود نسخة مكررة من ورقة التخريب والحرائق والفوضى التي استخدمتها قطر ضدنا مازال في اليد.

أيعتبر ذلك تهديداً ؟ أبداً نحن لا نرضى على أهلنا في قطر وإن رضوا وسكتوا، إنما هو تذكير فقط بعرض سابق.

كيف يشعر حمد بن خليفة ونظامه الآن لأول مرة منذ أن تولى الحكم مضطر أن يدافع عن نفسه داخل قطر وخارجها؟ كيف هو طعم المرارة في هذه الكأس؟ اللهم لا شماتة.