ترحيب واستجابة عدد من القبائل والعوائل القطرية ببيان الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني والذي دعا فيه إلى أهمية عقد اجتماع عائلي ووطني لبحث الأزمة التي تمر بها قطر لعودة الأمور إلى نصابها مع أشقائها في دول المنطقة، يؤكد لنا أن سياسة الحكومة القطرية الحالية تسير نحو الأسوأ بل هي الأسوأ في تاريخها، ولا بد من حسم وتصحيح الأمور قبل أن تخسر قطر جيرانها الذين هم سند وإخوة لها أكثر من إيران وتركيا.

قطر التي خالفت القانون الدولي وهددت السلم الأهلي توهم نفسها والآخرين بأنها الدولة المظلومة، وهي تعلم جيداً بأن الدول الأربع «السعودية والإمارات والبحرين ومصر»، ليست الوحيدة التي اتهمتها بدعم الإرهاب والتدخل في شؤونها الداخلية، بل أن هناك دولاً ذات قوة وثقل سياسي واقتصادي منها الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا، فضلاً عن بعض الدول العربية كليبيا والعراق وسوريا واليمن جميعها تأثرت وبشكل كبير نتيجة دعم قطر للإرهاب فيها.

العديد من الجهات الرسمية والشخصيات ومراكز الدراسات والأبحاث أكدت وجود أيادي تؤكد دعم قطر الواضح للإرهاب منها تأكيد وزارة الخزانة الأمريكية في وقت سابق عن تورط قطر في تمويل ودعم المنظمات الإرهابية المتطرفة بحجم يصل مقداره إلى نحو 64 مليار دولار من العام 2010 وحتى 2015، وتصريح مدير عام المخابرات الفرنسية الأسبق ايف بونى بأن عناصر جهاز الاستخبارات الفرنسية «DGSI» وتحديداً المختصين بأمن الحدود قد رصدوا منذ عدة سنوات وجود أياد قطرية في دعم الإرهاب لدى عدد من الدول، إلى جانب تأكيد مدير الأبحاث والتواصل في مركز «تريندز» للبحوث والاستشارات في بروكسل ريتشارد بورتشل خلال ندوة بعنوان «الأزمة الخليجية وعلاقتها بأوروبا وتأثيرها عليها» عقدت مؤخراً أن هناك «دلائل ووثائق تؤكد دعم قطر للإرهاب والجماعات المتطرفة بشكل مباشر»، إضافة إلى تصريح صادر من مركز دراسات الأمن والاستخبارات فى جامعة بكنجهام قال فيه «لإيجاد الإرهاب عليك تتبع الأموال التي تموله، وحاليا يبدو أن قطر هي الجهة الممولة للإرهاب».

كل تلك الإثباتات والتأكيدات من الدول والجهات وغيرها الكثير يكفي لإثبات تورط دولة قطر في دعم الإرهاب، ولا مجال لإنكار الحقيقة خاصة وأن المجتمع الدولي أصبح على علم ودراية تامة بأيادي قطر الخفية في دعم الإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وعلى قطر الآن العودة إلى صوابها وحسم الأمور بدلاً من التكابر والتفاخر بوضعها حالياً والذي سوف يجعلها ذليلة لإيران وتركيا، وعلى الحكومة القطرية أن تدرك جيداً أن هذه الأوضاع لن تدوم وأن سحابة الإرهاب التي تستظل تحتها ستنقشع وتتبدد فالحسم آتٍ شاءت هذه الحكومة أم أبت، والشواهد التي ذكرتها آنفاً هي مجرد «غيض من فيض» لما تقوم به قطر من دعم الإرهاب الذي لن يستمر طويلاً.

* مسج إعلامي:

أبسط ما يقال عن أسلوب وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية سلطان المريخي خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الـ 148 لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية مؤخراً بأنه أسلوب همجي ومتدني لا يتناسب مع أخلاقيات العمل الدبلوماسي، وهو أسلوب يعكس تخبط السياسة القطرية في معالجة مشاكلها مع الآخرين لدرجة أنها لا تجيد صياغة العبارات والجمل بأسلوب مهذب ومقنع.

المندوب القطري توهم أن بإمكانه أن يردع ممثلي الدول الأربع «السعودية والإمارات والبحرين ومصر»، بهذا الأسلوب «السخيف» ولكن جاءه الرد الحاسم من السفير أحمد بن عبد العزيز قطان سفير خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة ومندوب المملكة العربية السعودية الدائم بالجامعة العربية، فمن يثق بإيران ويصفها بـ «الدولة الشريفة» رغم سياستها المعادية لدول الخليج العربي سوف يندم ويغرق وهذا ما يحصل حالياً لدولة قطر إذ لم تقم بتصحيح وضعها الحرج.