من كتب كلمة سمو الأمير تميم التي ألقاها في الأمم المتحدة عليه أن يستقيل فوراً فقد وضع على لسان الأمير «مفهوماً» للإرهاب نتفق معه تماماً، لكن كاتب الكلمة لم يدر في ذهنه أنه مفهوم يشكل خطراً على قطر لأنه يدينها من لسانها.

فتميم سأل العالم من على منصة الأمم المتحدة «زعزعة الاستقرار في دولة ذات سيادة.. أليس هذا هو أحد تعريفات الإرهاب؟»

طبعاً هو يسأل عن زعزعة الاستقرار في قطر ألا يعد إرهاباً؟ وجوابنا على سؤاله نعم بالتأكيد هو إرهاب إنما كان حرياً بك أن تسأل أباك هذا السؤال قبل أن تصعد على المنصة وتفضح أباك.

أليست البحرين ذات سيادة؟ أليست مصر ذات سيادة؟ أليست ليبيا وتونس والسودان أليست المملكة العربية السعودية دولة ذات سيادة؟ لماذا إذاً يا أبي تدخلت في زعزعة استقرارهم؟

الجواب إذاً على سؤالك أن أباك يعد أكبر إرهابي فهو لم يزعزع استقرار دولة ذات سيادة، بل زعزع دولاً لا دولة ذات سيادة.

أبوك شرح لك بالقطارة معنى زعزعة الاستقرار في الدول ذات السيادة، فقد أقر في مكالمته الهاتفية مع القذافي أنه مسؤول عن زعزعة الاستقرار في المملكة العربية السعودية.

ومن الأقوال الخالدة لأبيك الإرهابي –وفقاً لتعريفك للإرهاب- «جميع أنواع المعارضة في السعودية لنا علاقة معاهم».

كان حرياً بك قبل أن تعرف «الإرهاب» على أنه زعزعة الاستقرار في دول ذات سيادة أن تسأل أباك لماذا كانت له علاقة بالمعارضين في دول أخرى، ما دخلك يا أبي بمواطني الدول الأخرى؟

ثم كان عليك أن تسال أباك ماذا يعني يا بابا علاقتك بسعد الفقيه؟ لماذا خصصت له هذا الدعم؟

فضمن أقوال أبيك الخالدة لمعمر القذافي الذي قتله أبوك على فكرة:

«بالفقيه يقول لنا إحنا تسعين في المائة جاهزين بس بنعطي حمد بن جاسم فرصة»

«سعد الفقيه برنامجه ماشي في السعودية بس يبيله وقت لأن أعداد اللي يتجمهرون في المساجد تزيد»، «إحنا اللي اخترنا قناة الحوار في لندن وقناة الجديدة في لبنان سعد الفقيه يستطيع أن يتكلم فيها»، «قضية وقت لولا ارتفاع أسعار النفط أقسم بالله لولا ارتفاع أسعار النفط أقسم بالله ما في شي اسمه سعودية»، «إذا الله عطانا عمر 12 سنة ما في عايله حاكمه في السعودية»، «من مصلحتنا دعم هذه الحركات لكن بهدوء المسألة مسألة وقت»، «إذا الله عطانا عمر 12 سنة أشك أشك أن في أسرة».

يا سيد تميم هذه كانت مقتطفات من مكالمة أبيك مع القذافي وهو إقرار صريح بلسانه أنه يتآمر هو وحمد بن جاسم المنسق العام مع سعد الفقيه ومع جميع أنواع المعارضة على زعزعة الاستقرار في المملكة العربية السعودية، فماذا يكون أبوك إذاً وفقاً لتعريفك؟

بل إن أباك أقر أنه يحرض الدول العربية الأخرى ضد المملكة العربية السعودية، إذ إن تشكيل محور عربي ضد السعودية كانت مهمة الوالد الله يحفظه فقد قال

«إحنا بنجي القمة في دمشق وبنسق مع الدول ضد السعودية»، «والله يا معمر هم منتهين»، «مصر والسعودية هم اللي حلوا بالخزي على العرب»، «الإمارات رايحة تخترب علاقتهم إلى الأبد مع السعودية»، «أي دولة راح تتعاون مع السعودية لازم تفكر إحنا لازم نعمل المحور ضد السعودية وتشجيع الحركات الداخلية بهدوء».

ماذا تسمي عمل كهذا يا سمو الأمير؟ هل له علاقة بالاستقرار؟ هل هل علاقة بحسن الجوار؟ هل له علاقة بالسيادة بالأمن؟

أما الأخيرة فهي القاتلة التي تبين معدن أبيك وتقودك إلى أن تخنق الطباع الذي كتب الكلمة وفتح عليك هذا الباب، إذا يقول الوالد الله يحفظه»، إحنا نسجل الأخطاء اللي يرتكبونها علينا في إعلامهم إحنا عندنا نفس.. بس على أساس عندما نبتدي في عملية أي اشتباك نقوله لهم أنتو بدأتم»، «فإحنا بالنسبة لنا هذا نظام فاسد أذل مكة والمدينة».

أبوك كان يخطط للابتداء باشتباك مع السعودية متعذراً بما يبثه الإعلام السعودي ضد قطر، وقد كان ذلك قبل المقاطعة أي حين كان أبوك فاتح قناة الجزيرة لتعمل ليل نهار على زعزعة الاستقرار في السعودية، يتصيد أبوك أخطاء السعودية الإعلامية ليتعذر بها كي يشتبك مع السعودية؟ لأن النظام السعودي أذل مكة والمدينة؟

أكثر من هكذا «إرهاب» لا يمت لشرف الخصومة، لم أر في حياتي؟

لهذا عليك أن تحاسب من كتب لك الكلمة التي ألقيتها في الأمم المتحدة لأنها كلمة غير محسوبة، كلمة بدل من أن تدين الآخرين إدانتك أنت قبل أي أحد آخر، كلمة سلطت الضوء على مفهوم الإرهاب من منظورك، فإذا به مفهوم يدين أباك مع سبق الإصرار والترصد... «فنش» الطباع يا تميم.