موسى راكان

يسير الطفل محمود (12 سنة) ليؤدي صلاة الظهر بنعله الجديد، تنتهي الصلاة وقد ملأ ذكر الله قلبه بالطمأنينة والسكون، يخرج من المسجد ولا يجد نعاله في مكانه. يدرك بعد بحثٍ مضن أنها سُرقت.

كثيرون يتعرضون لهذا الموقف، في كل الأزمنة والأمكنة، فأمام بيوت الله يأمن السارق عقوبة البشر، والناس منشغلون بصلاتهم.



أما آن تفادي ضعاف النفوس بحلول جذرية بسيطة كخزائن الأحذية أو غيرها؟


محمد المركاز (27 سنة) قال إنه فقد نعلين في نفس المسجد، وإنه في كل مرة يتعرض للسرقة تصيبه حالة من "اللا ثقة"، مضيفاً أن المرء المسروق عادة يصمت ولا يصرح لأن الأمر قد يمس بسمعة المسجد. وأشار إلى أن بعض من يسرق الأحذية من المساجد يعيد بيعها من جديد.

خالد الحربي (22 سنة) قال إنه ذهب مرة لصلاة العصر في المسجد مرتدياً نعلاً جديداً حين كان طفلاً بعمر 11 سنة. وفوجئ بعد إنتهاء الصلاة بأن نعله سُرقت، ومن شدة الواقعة عليه حينها رمى خمساً من النعل المختلفة لمصلين آخرين من فوق سطح المسجد انتقاما، وقطع الصلاة في المساجد ثلاثة أشهر".

ويضيف خالد "في صغري كان له صاحب يسرق الأحذية التي تنال إعجابه رغم أن وضع أهله المادي كان جيداً ولم يكن يبدو عليه شيء من الحاجة".


أما أحمد صالح (35 سنة) فتعرض لسرقة نعله خمس مرات من نفس المسجد. وقال أحمد "صرت أشعر بعدم الارتياح في مكان يُفترض أن أجد فيه الطمأنينة والسلام. لا ينبغي أن تكون هناك سرقة في المسجد من أي نوع كان".

د.عبدالرحمن الحامد، الأستاذ المشارك بقسم الدراسات الإسلامية في جامعة البحرين، تعرض لسرقة نعله أكثر من مرة، منها ما حدث في الحرم المكي. وأوضح د.عبدالرحمن أن "هناك سرقة مُتعمدة وأخرى غير متعمدة، والأخيرة تكون عن طريق الخطأ كأن يأخذ أحدهم حذاء يشبه حذاءه. وهذا النوع ينتج أحياناً من استهتار المرء. وهنا يجب اتباع أساليب التوعية المعروفة كأن يتحدث في الأمر إمام المسجد أو توضع ملصقات توعوية. أما السارق المتعمد فهو يفتقد للوزاع الذاتي إذ يكون في حالة غفلة عن الله ومع مثله لا تنفع التوعية إلا بأن يرجع من ذاته إلى الله، فالسرقة محظورة في كل مكان فكيف في مكان هو بيت الله؟! نأمل أن يتوب هؤلاء. وتوبتهم تقتضي إعادة المسروقات أو ما يعوضها إلى أصحابها أو من ينوب عنهم، فهم بسرقتهم تعرضوا لعباد الله وتوبتهم تقتضي رد الممتلكات".